القبة نيوز - بقلم: الصحفي خلدون بني خالد

تمر الأحزاب السياسية في الأردن بمرحلة اختبار مستمر، ولكن دون مؤشرات نجاح حقيقية تلبي تطلعات المواطن الأردني ورغم الجهود المبذولة لإعادة هيكلة المشهد الحزبي وتعزيز دوره في العملية السياسية، إلا أن النتائج على الساحة السياسية مخيبة للآمال. فالمجالات ما زالت محدودة، بل مخيبة للآمال.

ويظل كثير من الأردنيين، وخاصة أولئك الذين راهنوا على الأحزاب وصوتوا لها في الانتخابات النيابية، يأملون في تحقيق نتائج ملموسة. وكانوا يأملون أن تشكل هذه الأحزاب نقطة تحول في حل المشاكل المهمة مثل الفقر والبطالة، إلا أن الواقع مختلف تماما لأنهم لم يروا أي تغييرات جوهرية على أرض الواقع حتى الآن.

المفارقة أن الأحزاب التي كان من المفترض أن تكون منبراً لاستقطاب الشباب ودفعهم نحو العمل السياسي تعاني الآن من نزيف مستمر، حيث يفكر عدد كبير من الشباب المنتمين للأحزاب في تركها بمجرد وصول ممثلي الأحزاب إلى مجلس النواب وتعكس هذه الظاهرة فجوة كبيرة بين طموحات الأجيال الجديدة وواقع الأحزاب الحالي الذي يبدو عاجزاً عن الاحتواء والتطور.

حتى الآن، لا يزال رأي المواطنين في الأحزاب مشوبة بالحذر، حيث لم يروا أدلة حقيقية على أن هذه الكيانات السياسية قادرة على إحداث تغيير حقيقي في المشهد السياسي أو تحسين مستويات المعيشة، وبالتالي، فإن دعمهم للأحزاب في الانتخابات المقبلة يظل غير مؤكد ما لم تثبت هذه الأحزاب أنها حققت إنجازات ملموسة للمواطنين.

ورغم كل هذه التحديات، لا تزال الأحزاب لديها الفرصة لاستعادة ثقة الشارع الأردني، ولكن هذا لن يتم من خلال شعارات غامضة أو استعراضات إعلامية، بل من خلال برامج واقعية وجادة تمس هموم المواطنين وتعكس احتياجاتهم الحقيقية، فالتغيير الحقيقي لا يقاس بعدد الأحزاب في الأردن بل هل هي قادرة على إحداث تغيير جذري في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفي كل القضايا الأكثر أهمية وحساسية واهمها الفقر والبطالة.

السؤال الأهم هو: هل ستتغير المعادلة؟ ويبقى السؤال مفتوحا: هل ستنجح الأحزاب السياسية في تصحيح المسار واستعادة ثقة المواطن الأردني؟ أم أن المشهد سيبقى عالقا في نفس الدائرة دون تقدم حقيقي؟ فقط الأيام القادمة ستخبرنا!