بعد الإقلاع عن التدخين.. كيف يمكن تنظيف الرئتين؟
القبة نيوز- يعد الإقلاع عن التدخين تحديًا بالنسبة للكثير من المدخنين، ورغم أهمية الخطوة لصحة الفرد، لكنها لا تزيل فورًا الضرر الذي أحدثته مئات أو ربما آلاف السجائر التى استهلكها. إلّا أن تنظيف الرئتين ممكن بعد الإقلاع عن التدخين، بحسب موقع "هيلث لاين".
وعلى الرغم من عدم وجود حل سريع لإعادة الرئتين إلى ما كانتا عليه قبل البدء بالتدخين، إلا أن هناك أشياء يمكنك القيام بها لمساعدتها على إصلاح نفسها.
ويورد موقع "هيلث لاين" عددًا من الممارسات التي تساعد الرئتين على "التنظيف الذاتي" من السموم المتراكمة لكي تتعافى وتتجدد. وتعتمد المدة التي تحتاجها الرئتان للتعافي على مدة التدخين ومدى الضرر الموجود.
كيف يؤثر التدخين على الرئتين؟
يسبب التدخين نوعين مختلفين من الضرر الدائم للرئتين: انتفاخ الرئة والتهاب الشعب الهوائية المزمن.
فعند انتفاخ الرئة، يتم تدمير الأكياس الهوائية الصغيرة في الرئتين، والتي تسمى الحويصلات الهوائية، مما يقلل من مساحة سطح الرئتين. ثم لا تتمكن الرئتان من تبادل الأكسجين الذي يحتاجه الجسم.
وفي حالة التهاب الشعب الهوائية المزمن، تلتهب الممرات الهوائية الصغيرة المؤدية إلى الحويصلات الهوائية، مما يمنع الأكسجين من الوصول إليها. وتُعرف هاتان الحالتان معًا بمرض الانسداد الرئوي المزمن
وعند التدخين، يستنشق المدخن حوالي 600 مركب مختلف، يمكن تقسيمها إلى عدة آلاف من المواد الكيميائية، التي يسبب عدد كبير منها السرطان.
يستنشق المدخن حوالي 600 مركب تضم آلاف المواد الكيميائية المسرطنة- غيتي
ويمكن أن يؤثر دخان السجائر على كل نظام في الجسم بما في ذلك القلب، حيث تصبح الأوعية الدموية أضيق، مما يجعل من الصعب على الدم توزيع الأكسجين إلى بقية الجسم. ويوثر التدخين على المخ، فالنيكوتين يُشعر الفرد بالتعب وعدم القدرة على التركيز. ومع مرور الوقت، يمكن أن يسبب التدخين العقم وانخفاض الدافع الجنسي.
كما يتعرض الأشخاص الذين يدخنون لخطر أكبر للإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة منها: أمراض القلب والسكري وضغط الدم المرتفع والسرطان بالإضافة إلى مرض الانسداد الرئوي المزمن.
وقد يكون لهذه الأمراض وغيرها المرتبطة بالتدخين تأثير كبير جدًا على متوسط العمر المتوقع ونوعية الحياة.
الإقلاع عن التدخين يحسن وظائف الرئة
لكن في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أشهر بعد الإقلاع عن التدخين، يبدأ الفرد في ملاحظة تحسن وظائف الرئة.
وفي السنة الأولى بعد الإقلاع عن التدخين، تقل الأعراض المصاحبة للأمراض التي سبّبها التدخين مثل السعال وضيق التنفس. وفي هذا الوقت، تبدأ الرئتان في التحسن عبر تنظيف نفسهما لتقليل خطر العدوى.
مع استمرار الرئتين في التنظيف الذاتي، يقل خطر الإصابة بأمراض القلب وأنواع مختلفة من السرطان.
طرق طبيعية لتنظيف الرئتين
وعلى الرغم من عدم وجود طريقة لعكس الندبات أو تلف الرئة الذي يمكن أن تسببه سنوات التدخين، إلا أن هناك أشياء يمكنك القيام بها لمنع المزيد من الضرر وتحسين صحة الرئة، وفقًا لما ينقله "هيلث لاين" عن الدكتور كيث مورتمان، مدير جراحة الصدر في كلية الطب بجامعة جورج واشنطن في العاصمة الأميركية.
السعال
من المحتمل أن يكون لدى المدخن الكثير من المخاط المتراكم في رئتيه. وقد يستمر هذا التراكم بعد التوقف عن التدخين.
لذا يعمل السعال على مساعدة الجسم للتخلص من المخاط الزائد، وفتح الممرات الهوائية الصغيرة للحصول على الأكسجين، بحسب مورتمان.
الرياضة وتجنب الملوثات
يؤكد مورتمان على أهمية النشاط البدني للحفاظ على وظائف الرئة وتحسينها. فمجرد الذهاب للنزهة في الخارج يمكن أن يساعد في بقاء الأكياس الهوائية في الرئتين مفتوحة. كما أنّ بقاء هذه الأكياس مفتوحة يجعلها قادرة على تبادل الأكسجين وإيصاله إلى المكان الذي يحتاجه الجسم.
تبدأ الرئتان في عملية التنظيف الذاتي فور الإقلاع عن التدخين- غيتي
كذلك يشجع تجنب التدخين السلبي والملوثات كالغبار والعفن والمواد الكيميائية الرئة على أداء وظيفتها.
وقد وجدت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن التعرض للهواء المصفى يقلل من إنتاج المخاط في الرئتين. يمكن للمخاط أن يسد تلك الممرات الهوائية الصغيرة ويجعل من الصعب الحصول على الأكسجين.
شرب السوائل الدافئة
وفقًا لجمعية الرئة الأميركية، فإن ترطيب الجسم أمر مهم لصحة الرئة. فمن خلال شرب 8 أكواب من الماء يوميًا يبقى أي مخاط في الرئتين رقيقًا، مما يسهل التخلص منه عند السعال.
كذلك يؤدي شرب المشروبات الدافئة، مثل الشاي أو الحساء أو حتى الماء الساخن فقط، إلى تسهيل خروج المخاط من الشعب الهوائية.
وقد أظهرت الأبحاث أن للشاي الأخضر خصائص مضادة للالتهابات قد تمنع بعض أنواع أمراض الرئة. كذلك يمكن أن يساعد العلاج بالبخار على تخفيف المخاط وتقليل الالتهاب في الشعب الهوائية.
تناول الأطعمة المضادة للالتهابات
من المحتمل أن تصاب رئة المدخن بالالتهاب، ما قد يجعل التنفس صعبًا. وعلى الرغم من عدم وجود دليل علمي يثبت أن تناول نظام غذائي غني بالأطعمة المضادة للالتهابات سيمنع التهاب الرئة، فقد أظهرت الأبحاث أنه قد يقلل الالتهاب في الجسم. وتشمل الأطعمة المضادة للالتهابات: التوت والكرز والسبانخ والكالي والزيتون واللوز.