ذكرى رحيل المشير حابس المجالي
بقلم: بسـام العـوران
لن ننسى كبير العسكر حابس المجالي "اخو خضرا" رحمه الله ، الذي لقن الصهاينة درسا في معارك باب الواد واللطرون على ثرى فلسطين . فالنشامى يشتاقون اليه كاشتياقهم لرائحة القيصوم وعبق الشيح والى مقولته الشهيرة (المنية ولا الدنية).
لقد سجل الفارس الكركي الاردني على صفحات التاريخ ، بشجاعته واستبساله هو ومن كان معه من الجنود الاردنيين ، انتصاراتهم على الجنود الصهاينة في تلك المعارك . وكان حابس المجالي جنديا مخلصا شجاعا مدافعا عن بلده الاردن وعن امته العربية ، فأعطى لفلسطين أكثر مما أخذ ، وصان الأقصى من الاحتلال في حرب عام 1948م.
ولد حابس المجالي في المعتقل عام 1910م. حيث كانت والدته "بندر" معتقلة هي و"مشخص" كأول معتقلتين في المنطقة نتيجة هية الكرك التي قامت ضد الاتراك في بداية القرن الماضي. بدأ دراسته في السلط ، ثم التحق بالجيش العربي مبكرا عام 1932. وانصقلت شخصيته العسكرية التي يشهد لها العدو قبل الصديق فلا زالت الوثائق العربية والصهيونية تقر وتشهد على شجاعته وحنكته في معارك اللطرون وباب الواد التي حقق قيها انتصارات على الجيش الاسرائيلي ؛ فكان (ارئيل شارون) من بين الاسرى في معركة اللطرون ، ثم بعد اسبوع واحد وقعت معركة باب الواد فلقن الصهاينة هو والجنود الذين كانوا معه من الجيش العربي درسا بالغ القسوة وقتل المئات من اليهود الصهاينة في حين استشهد عشرون جنديا من الجيش العربي الاردني على أسوار القدس عند تحريرها من ايدي الجيش الاسرائيلي . وفي ذلك الوقت ، قال مؤسس الكيان الصهيوني (ديفيد بنغوريون) عام 1949 امام الكنيست "لقد خسرنا في معركة باب الواد وحدها امام الجيش الاردني ضعفي قتلانا في الحرب كاملة".
استلم "اخو خضرا" العديد من المناصب : كمرافق للملك عبدالله الاول طيب الله ثراه عام 1949 الى مساعد لمدير الامن العام عام 1952، ثم تبوأ منصب رئيس هيئة الاركان للقوات المسلحة الاردنية عام 1958 ثم وزيرا للدفاع عام 1967 الى ان اختاره الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه عام 1970 قائدا عاما للجيش العربي الاردني وحاكما عسكريا .
"اخو خضرا" لم يبخل على الثورة الجزائرية التي قامت عام 1954 لغاية عام 1962 فناصرها وذلك بتدريب ودعم الضباط والطلاب الجزائريين آنذاك. فغدا حابس المجالي رمزا اردنيا وعربيا دافع عن الاقصى وعن القدس ..ودافع عن بلده الاردن وحافظ عليه. لم يكن يلهث وراء المال فقد باع بيته في الزرقاء حتى يسدد دينا عليه ؛ فسيرته الحافلة بالبطولة والتضحية والرجولة والفداء والعطاء ستبقى دائما علامة بارزة في تاريخ وطنه الاردن وامته العربية. فطوبى لك ياحابس ولذكراك الباقية فينا على المدى.
وقد منح المشير حابس المجالي العديد من الاوسمة في حياته ، ولكن "اخو خضرا" قد منح الاردنيين وساما اسمه " حابس المجالي" الذي سيبقى على صدورهم ابد الدهر.
رحل حابس المجالي وهو يوصي بالاردن ؛ الذي ناضل وضحى من أجله ، وخدم وطنه وأمته بصدق وأمانة وأخلص للعرش الهاشمي ، فأضحى رمزا وعلما من أعلام الاردن الأبطال عبر مسيرة حافلة بالشجاعة والتضحية والفداء . وستبقى سيرته العطرة بدماثة الخلق وحسن المعشر وخفة الظل وعزة النفس.
فسلام على من عشق الاردن وفلسطين ودافع عنهما ، وسلام على من انتصر على الصهاينة ، وسلام على ابي سطام رحمه الله.
ونذكر له بعض ما قال من أشعار:
وش علمك بالمراجيل ياردي الجبل
وش علمك بالمراجيل والمشي بالليل
حنا رجال حنا كراسيها
حنا رماح القنا لاتعكرت فيها
Bassam_Oran@hotmail.com