علاجات لتحسين الأداء الإدراكي.. نتائج مبشّرة
القبة نيوز - فقد اكتشف باحثون دوليون في جامعة بولونيا أن الدوائر العصبية تعمل في الدماغ على تنظيم السلوكيات التقليدية، وهو عنصر أساسي في التفاعل الاجتماعي.
وأظهرت النتائج أنه باستخدام تقنية تحفيز الدماغ غير الجراحية تعمل الدوائر الحركية المحددة إما على تعزيز أو منع التقليد، مما يسلط الضوء على التطبيقات السريرية المحتملة، بحسب ما نشره موقع Neuroscience News.
كما يمكن أن تؤدي نتائج البحث إلى التوصل لعلاجات تسهم في تحسين الأداء الإدراكي وإدارة الخلل الاجتماعي من خلال التلاعب بمرونة الدماغ.
ويهدف العلماء إلى فهم أفضل لسلوكيات التقليد التلقائي والتحكم فيها، وفقًا للحقائق التالية:
1. أهمية التقليد: إن السلوك التقليدي هو مفتاح التفاعلات الاجتماعية ويؤثر على ديناميكيات المجموعة. يمكن أن تكون له تأثيرات إيجابية وسلبية على السلوك الاجتماعي.
2. الدوائر العصبية: تلعب الدوائر المختلفة في النظام الحركي في الدماغ أدوارًا مميزة في التقليد، حيث تعمل بعضها على تعزيز التقليد التلقائي بينما تمارس الدوائر الأخرى التحكم المعرفي لمنع التقليد غير المناسب.
3. تقنية متقدمة: استخدمت الدراسة التحفيز الترابطي القشري-القشري المزدوج ccPAS للتلاعب بالاتصال الدماغي، مع تسليط الضوء على دور المنطقة الحركية الأولية البطنية والمنطقة الحركية التكميلية والقشرة الحركية الأولية.
آفاق سريرية جديدة
وكشفت الدراسة المنشورة في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم PNAS، عن رؤى جديدة حول كيفية تنظيم الدماغ لهذا السلوك، مما يفتح آفاقًا جديدة للتطبيقات السريرية والعلاجية.
بدوره، أوضح أليسيو أفينانتي، أستاذ في قسم علم النفس "رينزو كانستراري" بجامعة بولونيا، أن نتائج الدراسة تفتح آفاقًا جديدة لفهم كيفية التلاعب بمرونة الدماغ لزيادة أو تقليل السلوك المقلد وجعل الأشخاص أقل حساسية للتدخل أثناء أداء المهمة، مشيرًا إلى أن النتائج يمكن أن تؤدي إلى تطبيقات علاجية لتحسين الأداء الإدراكي لدى المرضى الذين يعانون من ضعف عصبي واضطرابات الخلل الاجتماعي.
التقليد التلقائي
كذلك يشكل السلوك المقلد أساس العديد من التفاعلات الاجتماعية المعقدة ويمكن أن يؤثر على العلاقات الشخصية وكذلك ديناميكيات المجموعة.
علاوة على ذلك، يمكن أن يكون للتقليد التلقائي عواقب سلبية وغالبًا ما يحتاج إلى التحكم: لإنقاذ ركلة جزاء، على سبيل المثال، يجب على حارس المرمى منع تقليد حركات المهاجم.
بدورها، تؤكد سونيا توريني، زميلة البحث بقسم علم النفس في جامعة بولونيا، أن التقليد التلقائي هو سلوك شائع في الحياة اليومية.
وأضافت أن فهم الآليات وراء هذه الظاهرة يمكن أن يوفر وجهات نظر جديدة حول السلوك الاجتماعي، وهو السياق الذي تتكشف فيه معظم جوانب الحياة اليومية.
تقنية تحفيز الدماغ المتقدمة
ومن المعروف أن النظام الحركي يشارك باستمرار في التقليد التلقائي للأفعال وتعبيرات الوجه والكلام، ولكن الأدوار الدقيقة والمتميزة المحتملة للدوائر القشرية المختلفة داخل النظام الحركي لا تزال بحاجة إلى توضيح.
ولتسليط الضوء على هذا، استخدم الباحثون تقنية تحفيز دماغي متقدمة غير جراحية تسمى "التحفيز الترابطي المزدوج القشري القشري" ccPAS، والتي ساعدت مجموعة أبحاث بروفيسور أفينانتي في تطويرها.
من جهته، أوضح البروفيسور أفينانتي أنه بفضل تقنية التحفيز المتقدمة، أصبح من الممكن استهداف آليات اللدونة في شبكة الاتصال في الدماغ، وهي الخريطة الشاملة للاتصالات العصبية في الدماغ.
وشرح أنه من خلال تعزيز أو إعاقة الاتصال مؤقتًا بين مناطق مختلفة من الجهاز الحركي، أصبح من الممكن تحديد الدور السببي للدوائر المختلفة في تسهيل أو تثبيط ظاهرة التقليد التلقائي.
يذكر أن النتائج كانت أعلنت أن مناطق محددة من الدماغ تزيد من الميل إلى تقليد سلوك الآخرين تلقائيًا، وبالتالي فإن إضعافها له تأثير معاكس.
وعلى العكس، فإنه يبدو أن مناطق أخرى لها دور تحكم إدراكي في النظام الحركي، وبالتالي إن تعزيز اتصالها ببعضها البعض [أي تلك المناطق المحددة في الدماغ يحفز في الواقع قدرة أكبر على تجنب التقليد عندما يكون غير مناسب للسياق.