جان حسين ابزاخ تكتب ... تأزّم العلاقات بين الإخوان و الأخوات "!!!
في الآونة الأخيرة بدأت ظاهرة إجتماعية في الظّهور على السّطح بشكل مقلق و هي "تأزّم العلاقات بين الإخوان و الأخوات "!!!
الأُخوّة ليست علاقات صداقة تنهيها حين يغدر بك الصّديق ويخون ..
بل هي دم يجري في عروقك ..
فمن يقيسون عطاء الأخوّة بقانون الأخذ و العطاء لن يحصدوا سوى جفاف المشاعر و تصخّر الأحاسيس و تباعد المسافات !!!
إن زرتني زرتك ..
و إن أعطيتني أعطيتك ...
و إن أحسنت إليّ أحسنت إليك ..
من الضّروري أن تضع خطوطاً حمراء لكل من يحاول قطع رحمك و البعد عنهم ..
لأنّك سترى المشهد نفسه يتكرّر بين أبنائك و القطيعة تدبّ بينهم و أنت تتحسّر عليهم !!!
روعة الأخوّة أن تشعر أختك أو أخاك بقيمته في حياتك باشتياقك له ..
بأنّ أمره و همومه و مشكلاته تعنيك .. بأن دموعه تنحدر من عينيك قبل عينيه .. أن تسنده قبل أن يسقط .. أن تكون عكّازه قبل أن يطلب منك ذلك ..
الأخوّة ليست أسماء مرصوصة في بطاقة رسمية .. و لا أوراقاً مرسومة في شجرة العائلة .. و لا أرقاماً هاتفية مسجّلة في هاتفك ..
أنتم إخوة .. حملكم نفس الرّحم ، و أرضعتكم نفس الأم ، و عشتم في البيت نفسه ، و أكلتم من الصّحن نفسه ، و شربتم من الكأس نفسه ، و احتفظتم بالذّكريات نفسها ، و لذلك لن تستطيع أن تمحو كل ذلك ، و حتّى لو حاولت ستشعر في نهاية كلّ يوم بتأنيب الضّمير، فالدّم الذي يسري في عروقك سيشعرك بالحنين لإخوة يقاسمونك كريّات دمك نفسها !!!
فإيّاك ثمّ إيّاك أن تفرّط بأخوتك من أجل أي شيء في هذه الدّنيا فكلّ شيء يمكن تعويضه ..
الزّوج يأتي بداله زوج آخر و كذلك الزّوجة .. و الأبناء يأتي غيرهم من الأبناء، المال ياتي غيره مال و لكن إخوتك إن ذهبوا فلن يأتي غيرهم ..
فإنّ جميع الدّيانات تهتمّ بقوّة الرّوابط بين الأخوة فهنيئاً لكلّ واصل رحم ..
الكاتبة جان حسين ابزاخ