facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

تربويون: خفض غياب الطلبة خطوة لتحسين جودة التعليم

تربويون: خفض غياب الطلبة خطوة لتحسين جودة التعليم
القبة نيوز - فيما تبدأ وزارة التربية والتعليم خلال العام الدراسي المقبل، تطبيق حد جديد لعدد أيام غياب طلبة المدارس لتبلغ 10 % بدلا من 20 %، توافق خبراء تربويون على أن تقليص نسبة غياب الطلبة إلى 10 %، خطوة تربوية في الاتجاه الصحيح، لما لارتفاع نسبة الغياب من تأثير بالغ الخطورة على جودة التعليم.

وأشاروا  إلى أن انتظام الطلبة بالدوام المدرسي سيسهم بتحسين مستواهم الأكاديمي بخاصة في مرحلة التعليم الأساسي، ويساعدهم على إكمال مراحلهم الدراسية حتى نهايتها دون تسرب.

وأوضحوا إلى أن هناك عوامل لها دور بارز في انتظام الطلبة بمدارسهم، تتمثل بتوفير بيئة مدرسية جاذبة ومنضبطة وآمنة، وتأهيل مهني شامل للمعلمين، بما يضمن تنوع الأساليب والإستراتيجيات المتقدمة في الغرفة الصفية.
ودعوا إلى تخصيص موظف مرتبط بمركز الوزارة لمتابعة نسبة حضور الطلبة اليومي، واتخاذ الإجراءات الحازمة بحق الطلبة المتغيبين، فضلا عن تفعيل دور المعلم والإدارة في حث الطلبة على الانتظام في الدراسة، وتقديم ملاحظات يومية إلى أولياء أمور الطلبة عن انتظام أبنائهم في الدوام المدرسي.
الناطق الإعلامي بوزارة التربية أحمد المساعفة، كشف أن الوزارة ستبدأ في العام الدراسي المقبل بتطبيق حد جديد لعدد أيام غياب طلبة المدارس لتبلغ 10 % بدلا من 20 % المعمول بها حاليا. مشيرا إلى أن أسس النجاح والرسوب الحالية، تسمح للطالب بنسبة غياب 20 % بواقع 10 % بعذر و10 % بدون عذر؛ أي 40 يوما طيلة العام الدراسي، أي 8 أسابيع إذا كان الدوام 5 أيام في الأسبوع.
وأضاف أن التعديلات الجديدة التي ستطبق بداية العام الدراسي المقبل، سيكون الحد الأقصى لغياب الطالب فيها لسبب قهري أو مرضي 10 % سواء بعذر أو بدون؛ أي من تجاوز تلك النسبة، سيرسب في صفه وسيعيده مرة أخرى.
وبين أن الوزارة تهدف من هذا التعديل إلى ضبط حضور الطلبة للمدارس ومنع تسربهم، فضلا عن أن العملية التعليمية تراكمية، وأي خلل يحدث فيها نتيجة لتغيب الطلبة عن دوامهم المدرسي، سيؤثر سلبا على تحصيلهم الأكاديمي ومستواهم التعليمي.
وأوضح أن الوزارة وفق التعليمات الجديدة، حددت نسبة الغياب المسموح بها، سواء بعذر أم بغير عذر، إذ إن على الطالب الحذر من تجاوزها، مبينا أن المدرسة لها دور كبير بتوعية الطلاب بخطورة التغيب؛ وذلك لإعطاء المناهج كاملة خلال فترة محددة، بالإضافة لوجوب التواصل مع أولياء الأمور لمعرفة أسباب التغيب.
وأكد المساعفة أنه يجري رصد الحضور والغياب في مدارس الأردن يوميا، وإرسال السجل للوزارة؛ وفي حال اكتشف فرق فيما هو موجود على أرض الواقع وما يرسل، تتخذ الإجراءات اللازمة.
وأكد المساعفة ضرورة وعي أولياء الأمور بخطورة غياب الطلبة المستمر عن مقاعدهم الدراسية، وتأثير ذلك على مستواهم التحصيلي الدراسي، لافتا إلى أهمية تعاون أولياء الأمور مع المدرسة في ضبط حالات الغياب.
وينص البند 11 من المادة 8 لأسس النجاح والإكمال والرسوب لعام 2023-2024 على أن"يكون الطالب راسبا في مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي، إذا تجاوزت نسبة غيابه عن الدوام 20 % من مجموع أيام الدوام المدرسي بغدر وبغير عذر".
الى ذلك، قال الخبير التربوي د. صالح البركات، إن ظاهرة الغياب عن المدرسة قضية خطرة تؤثر على انتظام الدراسة، ومن ثم تؤثر على تحقيق الأهداف التعليمية للنظام التربوي.
وبين البركات أن الأنظمة التعليمية المختلفة ومنها الأردن، تسعى لاتخاذ إجراءات تربوية حاسمة لمنع الغياب بتوفير الظروف التعليمية الجاذبة للالتزام في الحضور للمدرسة، والتقليل من نسب الغياب لأدنى مستوياته، عبر معالجة كل المشكلات التي تحول بين الطالب وانتظامه في المدرسة.
وأشار إلى أن أنظمة التعليم المتقدمة في كثير من الدول، حققت نسبا عالية في انتظام الطلبة، ففي إنجلترا تبلغ نسبة انتظامهم في المرحلة الابتدائية أكثر من 95،6 %، وتصل في المرحلة الثانوية إلى أكثر من 94.3 %، وتنحصر حالات الغياب في أسباب تتعلق بالمرض والظروف الجوية وتفشي الأمراض المزمنة.
وفي إيرلندا، تبلغ نسبة الغياب أقل من 5.6 % في المرحلة الإلزامية، و7.9 في المرحلة الثانوية، وسجلت المدرسة اليابانية نسبة انتظام في المرحلة الثانوية بلغت 97.1 وهي من أعلى النسب العالمية، وجاء ذلك نتيجة الإجراءات التربوية الحازمة، وتوفير بيئة تعليمية جاذبة لاستمرار الطلبة بالمدرسة.
وشدد بركات على ضرورة انتظام الطلبة بالدوام المدرسي، كونه يسهم بتحسين المستوى الأكاديمي للطلبة، بخاصة في مرحلة التعليم الأساسي، وكذلك بمساعدتهم على إكمال المراحل الدراسية التي ينتمون إليها حتى نهايتها دون تسرب.
وتابع إن هناك ارتباطا قويا بين ظاهرة الغياب المدرسي وشعور الطلبة بالانتماء إليها، وزيادة تحصيله الأكاديمي، كما تلعب عوامل مختلفة بانتظام الطلبة وعدم التغيب عن المدرسة، منها: توفير بيئة مدرسية جاذبة ومنضبطة وآمنة، والتأهيل المهني الشامل للمعلمين، بما يضمن التنوع في الأساليب والإستراتيجيات المتقدمة في الغرفة الصفية، وتوفير معالجات غير العقوبات بالحد من الغياب، كالبحث عن الأسباب ومعالجتها، وتحسين المباني والمناخ المدرسيين، وزيادة حجم الأنشطة اللامنهجية وتطوير المناهج، بما يسمح بزيادة قدرة الطلبة على استخدام التفكير الناقد، ودمج التكنولوجيا في التعليم بدل من الحفظ والتلقين.
وأشار إلى أن معظم أنظمة التعليم المتقدمة، تتفق على أنه يجب ألا تتجاوز نسبة غياب الطلبة عن 15 % في كل الأحوال، ويسبقها إجراءات تربوية لمعالجة أسباب الغياب. لافتا إلى أنه كلما زادت نسبة غياب الطالب عن المدرسة، دل ذلك على أن المدرسة غير جاذبة وتعاني من مشكلات تعليمية وإدارية وتربوية، ومن الأسباب المتفق عليها في عدم انتظام الطلبة وجود فجوة بين حاجات الطلاب والمعارف التي تقدمها المدرسة وسوء العلاقات الأسرية والروابط العائلية.
وأكد أن إجراءات الوزارة المتمثلة بتخفيض نسبة غياب الطلبة لـ10 %، تعد خطوة تربوية في الاتجاه الصحيح، لما لارتفاع نسبته من تأثير بالغ الخطورة على جودة التعليم وقوة النظام التربوي الأردني، بخاصة بعدما شهدت مدارس الوزارة، نسب غياب عالية بخاصة في المرحلة الثانوية، ما دعا لاتخاذ إجراءات إدارية حازمة بتفعيل الرقابة على حضور الطلبة.
ونوه إلى أن تخفيض نسبة الغياب والرقابة على أهمية حضور الطلبة، لا يمكن نجاحها إلا إذا عرفنا أسباب الغياب، بخاصة في المرحلة الثانوية ومحاولة معالجة الأسباب والتقليل من آثارها على الطالب، وجعل المدرسة أكثر جاذبية للطلبة بتأهيل المعلمين والمناهج أكثر إثراء وتشويقا، ومراعاة الفروق الفردية بين الطلبة.
كذلك تخصيص موظف مرتبط بمركز الوزارة لمتابعة نسبة حضور الطلبة اليومي، واتخاذ الإجراءات الحازمة بحق المتغيبين وتفعيل دور المعلم والإدارة بحثهم على الانتظام بالدراسة، وتقديم ملاحظات يومية لأولياء أمورهم عن انتظام أبنائهم بالدوام، ومعالجة مشكلات ضعفهم والتنمر في المدرسة، وقضاء وقت أطول بالدروس العملية وزيادة حجم النشاطات الترفيهية، وإعطاء شهادات تقدير للأكثر التزاما منهم بالحضور للمدرسة.
بدوره، قال مدير عام مدارس الرأي وكينغستون د. محمد أبو عمارة، إن قرار الوزارة بتعديل نسبة غياب الطلبة المسموح بها من 20 % إلى 10 % العام المقبل، سيكون له أثر إيجابي على مستوى التحصيل الدراسي الذي سيحققه الطلبة، نتيجة التزامهم بالحضور.
واضاف ابو عمارة، ان نسبة غياب الطلبة عن المدارس عالية جدا، ويعزى ذلك لوجود المنصات التعليمية كبديل عن الغرفة الصفية، ولجوء الطلبة لها بمختلف المراحل، سيما طلبة الثانوية العامة.
وأكد أن التزام وانضباط الطلبة بالحضور للمدارس لا يقتصر فقط على الفائدة الأكاديمية، فدور المدرسة يشمل نواحي متعددة منها: تدريب الطلبة على التعاون والتشاركية، وتكوين الشخصية، والقيادة والعمل الجماعي، وتشكيل هوية الطالب، لافتا إلى أن غياب الطالب عن المدرسة يحرمه من اكتمال نموه المعرفي والاجتماعي والنفسي والفلسفي.
وشدد على ضرورة تطبيق حازم لأسس النجاح والرسوب والإكمال، بما يتعلق بالدوام المدرسي في القطاعين العام والخاص، لافتا إلى أن غياب الطلبة عن المدرسة يجعلهم يفقدون مهارات حياتية مطلوبة، لذلك فقرار الوزارة بتقليص أيام الغياب لـ10 % خطوة صحيحة تصب بمصلحة الطلبة، ويجب أن يرافقها متابعة حازمة لتطبيقها في الميدان.
وشاركهم الرأي الخبير التربوي عايش النوايسة، بقوله إن هناك شكلا جديدا للتسرب المدرسي، يتمثل بغياب الطلبة عن الحضور للمدرسة وفق الحد المسموح به للغياب، بخاصة أن النسبة عالية، وهي 20 %، ما يؤثر كثيراً على الأداء التعليمي بشكل عام.
وأرجع تغيب الطلبة عن الحضور للمدرسة لعدة أسباب، منها انتشار الدروس الخصوصية والمنصات التعليمية، وثقة الأهل والطلبة بهما، بالإضافة إلى أن النسبة المسموح بها للغياب عالية وهي 20 % ما يشجع الطلبة على الغياب والانتظام في الدروس الخصوصية، أو على المنصات.
وبين أن تغيب الطلبة بدون مبررات انعكس على مخرجات النظام التعليمي، فتراجع ترتيب الأردن في الاختبارات الدولية والوطنية، انعكس على ارتفاع الفاقد التعليمي، وبالتالي ارتفاع معدل الفقر التعليمي إلى 60 %، ولعل الوزارة أدركت وشددت لهذا العام في تطبيق تعليمات الحضور والغياب، وطالبت بتعميم رسمي قبل أيام، بحصر الطلبة المتغيبين وإبلاغ الوزارة بالإجراءات المتخذة بحقهم.
وأوضح النوايسة أن معالجة هذه الظاهرة، يتطلب تعديل تعليمات وأسس النجاح والإكمال والرسوب وخفض نسبة الغياب المسموح به لأقل من 10 %، والرقابة والتشديد على المراكز والمنصات الخاصة بألا تقدم تعليما مدرسيا أثناء الدوام المدرسي، وتوعية أولياء الأمور بأهمية متابعة دوام أبنائهم، وإشراك المجالس التربوية والتطويرية بإيجاد حلول لهذه الظاهرة، بالإضافة لتفعيل نظام المساءلة والمحاسبة لغير المتابعين، لحضور وغياب الطلبة في المدارس والمديريات.

كلمات دلالية :

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير