عدوى كوفيد وإيكولاي.. رذاذ المرحاض أكثر خطرا مما تخيلنا
القبة نيوز - عكس الشائع.. إنزال غطاء المرحاض لا يقلل انتشار الرذاذ في دورات المياه!
ربما يكون تنظيف المرحاض أصعب بكثير مما يتوقعه الكثيرون. فوفقًا لما توصل إليه علماء جامعة أريزونا، فإن تدفق الماء في المرحاض لتنظيفه يؤدي إلى انتشار قطرات صغيرة تنتقل عبر الهواء إلى كل سطح في الحمام، بحسب ما نشرته "ديلي ميل" البريطانية.
إغلاق غطاء المرحاض
يؤكد باحثو جامعة أريزونا الأميركية أن إغلاق الغطاء لا يحمي من انتشار الرذاذ في كافة أرجاء الحمام، إنما يكمن الحل في تنظيف وعاء المرحاض بانتظام بالمطهر كي يمكن أن يتم القضاء على أسوأ البكتيريا ويجعل التنظيف آمنًا بغض النظر عن مكان الغطاء، سواء مفتوحًا أو مغلقًا.
نظرية قديمة
منذ خمسينيات القرن الماضي، كان من المعروف أن تنظيف المرحاض باستخدام السيفون يؤدي إلى انتقال أي مخلفات أو مياه أو جراثيم أو بكتيريا يمكن تكون موجودة في الوعاء.
بارتفاع 150 سم في 8 ثوان
ويقول فريق الباحثين إن انتشار الرذاذ وما يحمله من مواد لا يمكن رؤيته بالعين المجردة، بل إن دراسات سابقة من جامعة كولورادو استخدمت الضوء الأخضر والليزر للكشف عن أن انتشار الرذاذ الناتج عن استخدام سيفون المرحاض والذي يمكن أن يطير على ارتفاع 4.9 قدم فوق المرحاض في غضون ثماني ثوان.
عدوى كوفيد وإيكولاي
إن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن الهباء الجوي يمكن أن ينجرف مع تيارات الهواء في دورات المياه محملًا بالبكتيريا والفيروسات، ويمكن أن يغطي أي أسطح أو أشخاص موجودين. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى انتشار أمراض مثل الإشريكية القولونية والنوروفيروس وحتى كوفيد-19.
أساس علمي جوهري
ونظرًا لخطر العدوى الذي ينشأ عن ذلك، خاصة في أجنحة المستشفيات أو للأشخاص، الذين يعانون من ضعف المناعة، توصي الحكمة السائدة بإغلاق الغطاء لاحتواء الرذاذ. ولكن كما أشار الباحثون في ورقتهم البحثية، فإن هذا ليس له أي أساس علمي جوهري.
تلوث فيروسي
ويقول الباحثون، في بحثهم المنشور في الدورية الأميركية Infection Control، إن "الفائدة المحتملة لإغلاق غطاء المرحاض أثناء التنظيف لتقليل التلوث الفيروسي لأسطح الحمامات لم يتم إثباتها تجريبيا"، موضحين أنهم قاموا بزرع عينات من بكتيريا MS2 في مرحاض عام وخاص كنموذج لبكتيريا إيكولاي. تم بعدئذ شطف المراحيض، وبعد دقيقة تم أخذ عينات من الأسطح المختلفة المحيطة بالحمام. والمثير للدهشة هو أنه لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية بين إغلاق غطاء المرحاض أو عدم إغلاقه.
نظافة غطاء المرحاض
توصل الباحثون إلى أن العينات المأخوذة من جميع أنحاء المرحاض تبدو ملوثة بنفس القدر بـ MS2 بغض النظر عما إذا كان الغطاء لأعلى أو لأسفل.
كما اكتشف الباحثون دليلاً على أن إغلاق الغطاء من المحتمل أن يغير مسار الرذاذ المتطاير إلى أسفل نحو الأرض بدلاً من صعوده بشكل مستقيم في الهواء. وبشكل عام، كان مقعد المرحاض هو المنطقة الأكثر تلوثًا، من الأعلى والأسفل، تليها الأرضية المحيطة بالمرحاض، والجدران على كلا الجانبين. في حين يبدو أن غطاء المرحاض نفسه يظل نظيفًا بشكل غريب.
وكتب الباحثون: "من المثير للدهشة أن تلوث MS2 في الجزء السفلي أو العلوي من غطاء المرحاض كان منخفضًا باستمرار، بغض النظر عن موضع الغطاء قبل التنظيف".
المراحيض العامة
وتبين أن المراحيض العامة في الدراسة، والتي لا تحتوي على غطاء للإغلاق، أكثر تلوثًا باستمرار من المراحيض المنزلية. لكن يشير الباحثون إلى أن السبب يرجع على الأرجح إلى ارتفاع تدفق المياه إلى وعاء المرحاض أثناء التنظيف في المراحيض العامة.
حل التنظيف بمطهرات
ولكن لا يوجد حتى الآن سبب للخوف من استخدام سيفون المرحاض، حيث يعتقد الباحثون أن هناك حلاً، إذ قاموا باختبار كيفية البكتيريا أثناء التنظيف الروتيني للمراحيض باستخدام المطهرات وبدونها. وتوصلوا إلى أن التنظيف بالفرشاة وحدها ينشر بكتيريا MS2 إلى الفرشاة، وعلبة فرشاة المرحاض، وأجزاء من المنطقة المحيطة.
نظافة بنسبة 99.99%
لكن التنظيف القوي بالفرشاة إلى جانب إضافة المطهر قلل من تلوث مياه المرحاض بنسبة 99.99% مقارنة بالفرشاة وحدها. كما أدى استخدام مطهر قبل الشطف إلى انخفاض كبير إحصائيًا في تلوث الفرشاة المستخدمة لتنظيف المرحاض.
استخدام المرضى للمرحاض
في حين أن المطهر لم يمنع انتشار بعض البكتيريا المتطايرة حول الحمام عند استخدام السيفون، إلا أنه قلل بشكل كبير من كمية البكتيريا المتبقية في الوعاء.
وهذا أمر مهم لأن الباحثين لاحظوا أن البكتيريا يمكن أن تبقى في المرحاض حتى بعد التنظيف المتكرر، لذا إذا كان الشخص يستخدم نفس دورة المياه مع شخص مصاب بالنوروفيروس، على سبيل المثال، فربما تتنقل إليه العدوى عن طريق الرذاذ المنتشر على أسطح دورة المياه حتى لو لم يستخدم المرحاض بعده مباشرة، ويبقى أن تطهير المرحاض بانتظام هو أفضل طريقة لتقليل هذه المخاطر. كما يعد استخدام المطهر مهمًا بشكل خاص عندما يعاني أحد أفراد الأسرة من ضعف في جهاز المناعة. ولذلك يوصون بالتطهير المنتظم لجميع أسطح الحمامات بعد تنظيف المرحاض بالفرشاة، و/أو استخدام مطهر يترك بقايا نشاط مبيد للميكروبات، "خاصة عندما يكون أحد الأفراد المستخدمين للحمام مصابا بعدوى نشطة بفيروس، مثل النوروفيروس، مما يسبب التهاب المعدة والأمعاء الحاد".