ضبط النفس بامتياز
القبة نيوز- رغم كل ما يجري من زلزال في غزة و تداعيات في الضفة الغربية وشمال فلسطين و اضطراب في المنطقة وهي تغلي ولا احد يستطيع ان يحدد إلى أي مدى يمكن أن تصل الأمور أو إلى أي حد يمكن أن يقف الطوفان الا ان المتتبع للحالة الفريدة يستطيع التمييز بأن عقل الدولة يسير بحكمة بالغة و رجاحة وترقب شديد.
منذ بدء الحرب شد الأردن وعلى جميع الاصعدة بدأ من تحركات الملك شخصيا داخليا و عربيا و عالميا ، بدأ صراعه وهو يرى أن العالم قد تخلى مرة أخرى عن عدالة أصحاب الأرض و حقهم و أدار ظهره و اصطف مع الكيان المغتصب و آلة العسكرية فلم يتوانا الملك من طرق أبواب العواصم المؤثرة و الزعماء الذين يمكن أن تكون لهم كلمة يفرضون بها أو ينصحون بها بإيقاف هذه المجزرة التي تجاوزت 3 أشهر، شعرت عمان بالآونة الأخيرة أن المواقف العربية بدأت بالفتور فلم يعد هناك تحرك لا على مستوى الجامعة العربية ولا على مستوى مبادرات إسلامية ولا على مستوى زعامات .
ان قرب الأردن و التحامه بالقضية الفلسطينية و تعلقه بالمقدسات هناك و علاقة الشعبين الخاصة يستدعي من الأردن الرسمي و الشعبي أن لا يرخي حزامه وأن يبقيه مشدود طول الوقت وهو يعرف جيدا ان التكلفة باهظة الثمن .
على الحدود الشمالية أو شمال الأردن ومنذ أشهر و يراد له ان ينشغل ليس بالمخدرات فقط بل بتهريب الأسلحة وهذا يعني زيادة العبء على جيشه المرابط على حدوده الطويلة هناك و تكلفة كبيرة وتغيير للبوصلة يفهمها الأردن بدمه فلو دخلت هذه القطع من الأسلحة ( فليس كل من في المدينة ملائكة ) فقد تؤثر على السلم المجتمعي و تؤدي إلى نتيجة سلبية سيئة لا سمح الله .
و عود على بدء ان الناظر لآخر تحرك دبلوماسي على الأرض قبل اشتعال 7 أكتوبر كان لتسليم السفير السعودي في عمان لأوراق اعتماده في رام الله كسفير غير مقيم قد يفتح باب التوقعات ان هناك أمل بأن يكون باب الحل لوقف الحرب على غزة من الرياض بمعنى أن تتجمع جميع الأطراف مع إسرائيل على طاولة مفاوضات في الرياض تقودها السعودية برعاية ولي الهد السعودي الأمير محمد بن سلمان .
و عود مرة أخرى إلى الدور الأردني نرى عمان تقف و تتابع كل ما يجري تعين الأهل هناك تساعد ضمن طاقتها و امكانياتها تنسق مع القاهرة و الرياض و تعرف جيدا كيف تخرج من الأزمة الخطيرة بأقل الخسائر.
على الصعيد الشعبي نرجوا من الله ان يتفهم الشارع الأردني الحمل الكبير الذي تتحمله الدولة الأردنية و أن نكون جميعا سندا و عونا لها وان لا نكون عبئا عليهم ان لا نزيد همها هما وأن يعود الأمل و السلام و الحق إلى أهله في فلسطين وأن يقيموا في دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني و نترحم على الشهداء .
محمود الحويان