معالي سلامه حمّاد يكتب .. رسائل ملكية هاشمية بحجم العالم.
القبة نيوز- قدم الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وما زال يقدم للعالم مضامين مُهمة تؤكد جلاء الصورة الحقيقية الواضحة التي التقطها المُجتمع الدولي لما يتعرض له أخواننا من الشعب الفلسطيني تحت نير جرائم حرب وتنكيل ممنهج وسياسة إبادة جماعية بعيدة عن أي معنى للانسانية ولا تحترم أي قواعد دولية. والمتابع للموقف الأردني والجهود الحثيثة لجلالة الملك منذ بدء هذا العدوان الجائر يطمأن بأن هذه التحركات الملكية الدولية والإقليمية ستنتج مواقف ملموسة تؤمن بعدالة قضية الشعب الفلطسيني الشرعية التي نادى بها جلالة الملك والهاشميون منذ عقود من الزمن في ظل السعي المستمر لإيجاد تسوية سلمية عادلة لهذا الصراع الممتد، وقد ركز الخطاب السياسي الأردني على ضرورة أن تفضي أية عملية سياسية إلى إنهاء الإحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشريف، تاج بوصلة فلسطين، والإعتراف بحقوق الفلسطينيين في تقرير المصير على أرضه ووطنه، وغير ذلك فإن الأمن والسلم الإقليمي والدولي سيكونان معرضان لمزيد من المخاطر والتحديات وتوجج الصراع العربي الإسرائيلي الذي يحمل في طياته إمكانية تدويل الصراع وبالتالي خروجه عن دائرة السيطرة والتحكم فيه.
ويهب الأردنيون للتعبير عن حالة الغضب المستعر في وقفات ومسيرات شعبية مُستمرة ترسخ في ذهن العالم أجمع مواقف الواجب والضمير تجاه الأشقاء، والتي انتقل تأثيرها ليصل إلى جميع عواصم الدنيا وأصقاع المعمورة، ولينتصر الأردن الرسمي والشعبي لفلسطين وغزة بخطوات جرئية تمثلت بقرار سحب السفير من الكيان الغاصب المتطرف، ورفض عودة سفير كيانهم الصهيوني إلى أن تتوقف مظاهر وجرائم إرهاب الاحتلال. كم أن للجهود التي يقودها جلالة الملك المعظم رسائل عملية بعيدة عن الصالونات السياسية تمثلت بتوجه ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني الضابط في الجيش العربي المصطفوي إلى مدينة العريش المصرية للإشراف المباشر على عملية تجهيز وإرسال المستشفى الميداني الأردني الخاص-2 لجنوبي قطاع غزة تأكيداً على الركائز الراسخة للموقف الأردني إتجاه القضية الفلسطينية التي تنسجم مع المواقف والجهود التي يبذلها جلالة الملك، وارتدائه الفوتيك العسكري بلا رتب ما هو إلا رسالة هاشمية عروبية لكي يدرك ويعي معها كل العالم بأنه يشرف بنفسه على إيصال هذا المستشفى كأنسان يتمتع بشرف الجندية والكرامة والنخوة الأردنية.
إن اللحمة الداخلية وإنضباط الصف الأردني ومنعته ستمكننا معاً من تفويت الفُرصة على الأصوات غير المدركة لحجم المسؤولية التي تقع على عاتق كل من هو على أرض أردن الرباط، ونؤكد للعالم أن السير خلف مواقف جلالة الملك يُمثل الدرع الحصين والسد المنيع لنصرة فلسطين واهلها.