ان المتابع للموقف الأردني يجد أنه الأكثر تحركا على الساحة العالمية و الإقليمية و العربية ، حيث قاد الملك بجولاته المكوكية التي لم تهدأ و الزيارات المتتالية لعواصم عالمية التقى فيها برؤساء دول و مسؤولين كبار شرح لهم و وضعهم أمام حقيقة ما يجري في غزة و أسباب ما حصل صبيحة 7 أكتوبر.

يعتقد البعض أن الأردن قد اكتفى بهذا الأمر فقط لكنه كان يرتب أولويات تحركه بطريقة يخدم بها القضية الفلسطينية ويحرص بها على أمنه الوطني ، فانتقل مباشرة بعد أيام من اندلاع الحرب إلى الخيار الثاني وهو سحب السفير الأردني من تل أبيب إلى عمان و رفض عودة سفير الكيان و ابقاء السفارة الإسرائيلية مغلقة رغم تكرار طلب الحكومة الإسرائيلية بإعادة السفير و فتح السفارة.

لم يتوقف نشاط الأردن عند ذلك الحد بل أخد خطوة إنسانية كبيرة على الأرض، فقد قام بإنزال جوي لتجهيزات و مساعدات طبية لمستشفانا الميداني الأردني 76 الموجود في غزة بعد أن شارف على التوقف ، فكانت الإرادة الملكية بان من الواجب علينا أن نستمر باستقبال الجرحى و المصابين وتقديم كل أسباب الرعاية و العلاج لهم هناك بعد أن ساء الوضع في جميع مستشفيات القطاع و خرج بعضها عن الخدمة .

هنا جاءت الخطوة الأردنية الجريئة ، بأن أرسل الأردن مستشفى ميداني متكامل إلى مدينة نابلس مع فريق طبي و إداري تم بناءه هناك كي يقدم الخدمة و الرعاية الصحية للأهل هناك ، و البارحة الإثنين كان سمو الأمير الحسين على رأس طاقم إداري و طبي وصل إلى مطار العريش المص ي بطائرة عسكرية تحمل معدات لمستشفى ميداني آخر نصب في مدينة خان يونس الفلسطينية لكي يبدأ باستقبال المصابين من أهلنا هناك .

هذا هو الأردن الذي سيفه لا يغمد و وقوفه مع أهله في فلسطين بشتى الطرق و الوسائل يدعمهم ويقف في خندقهم حتى تحقيق النصر وليس ذلك على الله ببعيد

محمود الحويان