facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

رحلة السينما المصرية في دعم القضية الفلسطينية: من الحرب إلى الإنسانية

رحلة السينما المصرية في دعم القضية الفلسطينية: من الحرب إلى الإنسانية
القبة نيوز - في عالم يعج بالتحديات والمعاناة، تعكس الأفلام السينمائية المصرية تاريخاً عظيماً من التضامن والدعم للقضية الفلسطينية، في هذا الزمن الراهن، يُصبح دور هذه الأفلام أكثر أهمية من أي وقت مضى، خاصة مع الاعتداءات الصهيونية الوحشية على أرض فلسطين، والتي بلغت ذروتها مؤخرًا في غزة

في هذا السياق الدرامي والموجع، يظهر دور السينما المصرية كوسيلة فعّالة لإحياء القضية الفلسطينية وتسليط الضوء على الجرائم والظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، ودعمه في وقت الحاجة. إن رسالة هذه الأفلام تتجاوز الشاشة، ممتدة إلى قلوب الجمهور، محفزة للتفكير والعمل من أجل إنصاف القضية الفلسطينية ووقف العدوان الصهيوني الوحشي.
فالسينما المصرية تمتلك التاريخ والإرث الذي يمكن أن يلعب دورًا حيويًا في نشر الوعي بالواقع الفلسطيني اليوم وفي توجيه رسالة قوية من التضامن والدعم
فمنذ عام 1948 لعبت القضية الفلسطينية دورًا مهمًا في السينما المصرية وعكست الأفلام المصرية تأثيراتها وتأملاتها في هذه القضية الإنسانية والسياسية الحيوية. بدأت رحلة هذه الأفلام مع فيلم «فتاة من فلسطين» منذ ذلك الحين وحتى العقود اللاحقة، أظهرت الأفلام المصرية مجموعة متنوعة من الرؤى والتفاعلات مع الصراع الفلسطيني الصهيوني، تنوعت هذه الأعمال بين التركيز على مظاهر الصراع العسكري، وصولاً إلى تسليط الضوء على جوانب إنسانية وثقافية عميقة لهذه القضية الشائكة.
كانت البداية كما ذكرنا في 1948 «عام النكبة» من خلال فيلم «فتاة من فلسطين» وهو من تأليف وإنتاج عزيزة أمير، وشارك في بطولته محمود ذو الفقار وسعاد محمد، ودارت أحداث الفيلم حول مجموعة من المصريين الذين ذهبوا للقتال لتحرير فلسطين، وشاركوا في حرب عام 1948.
ثم انتجت عزيزة أمير فيلم «نادية» عام 1949 الذي أخرجه فطين عبد الوهاب، ليكون شاهدًا على التزامها بقضية فلسطين وتسليط الضوء على الحياة والتحديات التي واجهها المجاهدون الفلسطينيون.
وفي نيسان/إبريل 1953 قدمت السينما المصرية فيلمًا بعنوان «أرض الأبطال» بطلب من الرئيس جمال عبد الناصر، ليكون تجسيدًا سينمائيًا للخيانة التي تعرضت لها الجيوش العربية في حرب 1948 حيث يُصدم أحد الشباب عندما يعلم أن والده الثري قرر أن يتزوج الفتاة التي يُغرم بها، فيتطوع في الجيش، ويشترك في الحرب. وفي مدينة غزة يلتقي بفتاةٍ فلسطينية، ويتحابان ويقرران الزواج، فيقوم الأب بتوريد أسلحة فاسدة إلى الجيش، تكون سببًا في فقدان الإبن لبصره في خلال إحدى العمليات.
الفيلم شارك في بطولته جمال فارس، وعباس فارس، وكوكا، وعزيزة حلمي، وصلاح نظمي، وعبد الغني النجدي.
وكان لفيلم «الله معنا» أيضا دورًا في تسليط الضوء على التحديات التي واجهها المشاركون في حرب فلسطين، وهو من إنتاج سنة 1955 وكان عرضه الأول يوم 14 تشرين الثاني/نوفمبر من نفس السنة. الفيلم من إخراج أحمد بدرخان والذي اشترك في تأليفه أيضا مع إحسان عبد القدوس، ومن بطولة فاتن حمامة وعماد حمدي وماجدة ومحمود المليجي وعدد من الفنانين الآخرين.
وتبدأ أحداث الفيلم بعد إعلان قيام دولة إسرائيل في عام 1948 حيث يستعد الجيش المصري لدخول فلسطين لمحاربتهم، ويستدعي عددا من المواطنين للانضمام إلى الجيش المصري، وكان من المشاركين اليوزباشي – نقيب – أحمد جمال بتشجيع من أبنة عمه نادية، ويعرض عليه عمه الثري عبد العزيز باشا، استغلال نفوذه لإعفائه من الذهاب للحرب، ولكن أحمد يفضل الذهاب للحرب، ولكنه وزملاءه فوجئوا بأن أسلحتهم فاسدة، وانفجرت فيهم، فمات من مات واصيب من أصيب، وتم بتر ذراع أحمد، فخرج من المستشفى ليبدأ الحرب الحقيقية ضد الفساد المستشري بالبلاد، واجتمع بزملائه الضباط للتنسيق فيما بينهم لكشف المسؤولين الحقيقيين عن توريد الأسلحة الفاسدة، وحاول أحمد الاعتماد على نفوذ عمه عبد العزيز باشا فخذله، فقد كان هو نفسه تاجر الأسلحة الرئيسي، والجميع يسمسر من وراءه بمن فيهم ملك البلاد فاروق ورئيس ديوانه مدكور باشا المتحكم في جميع القوى السياسية بالبلاد من حكومة ومجلس شيوخ وجيش وبوليس سياسي وأحزاب حاكمة ومعارضة، وذلك بالتفريق بينهم، واستغلال شهوتهم للحكم.
بمجرد إعداد الفيلم للعرض وصل إلى عبد الناصر شائعة بأن الفيلم يبرز دور محمد نجيب قويا في ثورة 23 يوليو، تم وقف الفيلم عامين، إلا أن إحسان عبد القدوس طلب من الرئيس عبد الناصر إرجاء الوقف إلى ما بعد مشاهدة الفيلم. وكما ذكرت مجلة «روز اليوسف» عام 1955 أن الرئيس طلب حذف مشاهد اللواء محمد نجيب وكان يؤدي شخصيته الفنان زكي طليمات، ووافق بعد ذلك على عرض الفيلم بل أنه حضر العرض الأول للفيلم عام 1955. يقال أيضا أن سبب منع الفيلم كان الخوف من تعاطف الجمهور مع الملك فاروق.
وفي عام 1957 شهدت الساحة السينمائية تصوير أول فيلم مصري داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بعنوان «أرض السلام» تأليف وإنتاج حلمي حليم، سيناريو وحوار علي الزرقاني، من إخراج كمال الشيخ، وبطولة عمر الشريف وفاتن حمامة، وعبد الوارث عسر وتوفيق الدقن واللهجة المستخدمة في الفيلم هي اللهجة الفلسطينية.
الفيلم يتخذ من فلسطين مكانا للأحداث ويصور حياة مناضلين من أجل الحرية يحاولون تحرير قريتهم من سيطرة الإسرائيليين. أحمد وهو مناضل مصري ينتهي به المطاف في هذه القرية حيث يلتقي بسلمى وهي فتاة من القرية، ومعا يحاولان إنقاذ الفلسطينيين وينجوان من المخاطر. تتطور علاقة صداقتهما إلى قصة حب ومن ثم يتزوجان.
وفي 1963 عرض فيلم «الناصر صلاح الدين» للمخرج يوسف شاهين، قصة: يوسف السباعي (معالجة القصة): عز الدين ذو الفقار، محمد عبد الجواد، نجيب محفوظ، عبد الرحمن الشرقاوي. الفيلم من بطولة أحمد مظهر، وصلاح ذو الفقار، ونادية لطفي، وليلي فوزي.
وهو فيلم تاريخي تدور أحداثه حول فترة من حياة القائد صلاح الدين الأيوبي. وهي فترة الحروب الصليبية ومحاولة صلاح الدين إثبات ان القدس كأرض ومكان مقدس للمسلمين فالفيلم يناقش قضية الأرض، بعد أن علم صلاح الدين وهو في مصر بما يحدث للمسلمين في بيت المقدس يهب لجمع كلمة المسلمين من أجل إنقاذها لكن قوافل الحجاج تتعرض للهجوم من قبل الفرنجة بقيادة رينو وكان فيها ابنة عمة صلاح الدين فيضطر للتقدم لمواجهة الفرنجة الذين جمعوا جيوشهم للقتال وينتصر صلاح الدين عليهم في معركة حطين ويحرر بيت المقدس ويقتل رينو وكانت هذه نهاية الحملة الصليبية الثانية.
رُشح الفيلم لجائزة مهرجان موسكو السينمائي الدولي سنة 1963. الفيلم يحتل المرتبة الحادية عشرة في قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية.
وفي عام 1973، قدم المخرج الفلسطيني غالب شعث فيلم «الظلال على الجانب الآخر» الذي استعرض قضية فلسطين من خلال حياة طالب فلسطيني يدرس في القاهرة، وشارك في بطولة الفيلم كل من نجلاء فتحي، ومحمود ياسين، وأحمد مرعي ومديحة كامل.
في بداية الثمانينات، قدم المخرج خيري بشارة فيلم «الأقدار الدامية» الذي يسلط الضوء على مشاركة الجيش المصري في حرب فلسطين، من خلال مشاركة اللواء حلمي باشا في حرب فلسطين وتطوع ابنه سعد. تخونه زوجته حورية مع الكابتن كمال وتكتشف ذلك ابنتها علية. يعود حلمي بعد إعلان الهدنة، يموت من الصدمة عندما يكتشف خيانة زوجته، تصمم علية على الانتقام من أمها، الفيلم إعداد وسيناريو وحوار علي محرز، بطولة نادية لطفي ويحيى شاهين.
وفي عام 1990 أثار فيلم «ناجي العلي» الجدل، لأنه انتقد منظمة التحرير الفلسطينية وكافة الشعوب العربية، حيث تناول واقعة الاغتيال التي تعرض لها الفنان الفلسطيني ناجي العلي في لندن في عام 1987 وعاد الفيلم بأحداثه إلى الوراء حيث يسترجع المحطات التي مر بها ناجي العلي في حياته بدءا من نزوحه مع أسرته إلى لبنان، ثم عمله في الكويت، ثم عودته إلى لبنان مجددًا خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية.
الفيلم إخراج عاطف الطيب، تأليف بشير الديك، بطولة نور الشريف وليلي جير ومحمود الجندي.
وفي 2004، جاء «باب الشمس – الرحيل والعودة» ليكون من أبرز الأفلام التي تناولت القضية الفلسطينية بشكل إنساني وعقلاني، الفيلم يحكي تاريخ فلسطين من خلال قصة حب بين البطل الفلسطيني يونس الذي يذهب للمقاومة بينما تظل زوجته نهيلة مُتمسكة بالبقاء في قريتها بالجليل. وطوال فترة الخمسينيات والستينيات يتسلل من لبنان إلى الجليل ليُقابل زوجته في مغارة باب الشمس وتُنجب مِنه ويعودُ مرةً أُخرى لِيَنضم إلى تنظيم المُقاومة في لبنان، الفيلم مأخوذ عن رِواية تحمل نفس الاسم «باب الشمس» للأديب إلياس خوري، جَسَدَ الأدوار نُخبة من المُمثِلات والمُمثلون السوريون والعرب، وتم تصويرهُ في سوريا ولبنان، الفيلم من إخراج يسري نصر الله ومن إنتاج أونيون بيكتشرز. وهو من بطولة باسل خياط، نادرة عمران، عروة نيربية، حلا عمران، ريم تركي. واشترك في التمثيل باسم سمرة، محمد حداقي، طلال الجردي، عماد البيتم، فيفيان أنطونيوس، وغيرهم
أما فيلم «بركان الغضب» الذي عرض عام 2002 فيدور حول فدائي فلسطيني، يسعى إلى حل عملي وجذري للقضية الفلسطينية، فيتوجه إلى مصر من أجل عقد صفقة سلاح، ويتعرض في رحلته تلك لصعوبات عديدة، ولكنه يتخطاها جميعًا.
الفيلم تأليف أحمد الخطيب، وإخراج مازن الجبلي، وبطولة تامر هجرس، وفيدرا، وأحمد فؤاد سليم.
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )