الأردنيون يرحبون بعودة خدمة العلم: رسالة وطنية لتعزيز الانتماء وصقل الشباب في توقيت حساس

القبة نيوز - رحّب الأردنيون بإعلان سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد عن إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم قريبًا، معتبرين إياها "خطوة وطنية في توقيت حساس”. وجاءت هذه المبادرة لتعيد الاعتبار لبرنامج وطني يرسّخ الهوية والانتماء، ويعزز قيم الانضباط والمسؤولية لدى الأجيال الجديدة.
ووصف سياسيون وبرلمانيون وكتاب وصحفيون القرار بـ”التاريخي”، مؤكدين أبعاده الاستراتيجية في ظل تحديات إقليمية متزايدة، ورسالة واضحة بأن الشباب الأردني سيكون في صميم مشروع بناء الدولة وحماية الوطن. وأشاروا إلى أن خدمة العلم ليست مجرد واجب وطني، بل مدرسة شاملة لبناء شخصية الشباب وصقل مهاراتهم، وإعداد جيل واعٍ قادر على الدفاع عن وطنه والمساهمة في تقدمه.
وأكد سمو ولي العهد، خلال اللقاء، أن الهدف هو تهيئة الشباب ليكونوا جاهزين لخدمة الوطن والدفاع عنه، مشيرًا إلى أن كل من انخرط في برنامج خدمة العلم يعي أهمية هذه التجربة. وأضاف سموه أن الخدمة برفقة نشامى القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي تسهم في صقل الشخصية والانضباط وتعزيز الهوية الوطنية، مشيرًا إلى أن البرنامج سيخضع لسلسلة من الإجراءات وفق جدول زمني واضح ليتم الإعلان عن تفاصيله قريبًا.
من جانبه، قال رئيس الوزراء جعفر حسان إن الحكومة ستستكمل عملها في هذا البرنامج بالتعاون مع القوات المسلحة الأردنية، ليبدأ تنفيذه مطلع العام المقبل، مع تخصيص الموارد اللازمة من بند النفقات الطارئة لهذا العام وكذلك في موازنة 2026. وأضاف أن الحكومة سترسل إلى البرلمان مشروع التعديلات اللازمة على قانون خدمة العلم والخدمة الاحتياطية فور انعقاد الدورة البرلمانية المقبلة.
تفاعل واسع بين السياسيين والإعلاميين والشباب
وكتب وزير الإعلام الأسبق سميح المعايطة أن القرار يهدف إلى تفعيل الهوية الوطنية ومكافحة الاغتراب الوطني لدى البعض، واصفًا القرار بأنه "أردنيًا ومهم على المدى البعيد”.
كما أعرب عامر الرجوب عن أن خدمة العلم تعلّم الشباب حمل السلاح والعدالة المجتمعية، وترسخ مفهوم الانتماء الوطني.
وأكد الكاتب الصحفي ماهر أبو طير أن الإعلان عن العودة يحمل بعدًا سياسيًا في توقيت حساس ويعد ردًا ضمنيًا على التهديدات الإسرائيلية، متوقعًا أن تكون خدمة العلم بصيغة جديدة تختلف عن السابق.
وقال الوزير الأسبق عادل الطويسي إن القرار "تاريخي” وضروري في ظل التهديدات الإقليمية، فيما اعتبر عضو غرفة صناعة عمّان موسى الساكت القرار فرصة لتعزيز الانتماء والانضباط وتحمل المسؤولية لدى الشباب.
كما أشار اللواء الركن المتقاعد عدنان الرقاد إلى أن خدمة العلم أثبتت نجاحها في العقود الماضية في صقل شخصية الشباب وغرس قيم الالتزام والعمل الجماعي، مؤكداً أنها ستسهم في إعداد جيل قادر على مواجهة التحديات والمشاركة في التنمية الشاملة.
خدمة العلم استثمار في الشباب وصمام أمان للوطن
ووصف النائب عطاالله الحنيطي القرار بـ”التاريخي” وفرصة لغرس روح المسؤولية والعمل الجماعي، فيما رأى النائب معتز الهروط أن المبادرة تعكس استعدادًا عمليًا وحقيقيًا للشباب لمواجهة التحديات، وتزرع فيهم التضحية والعطاء في سبيل الأردن.
بدوره، أوضح أنس النسور أن البرنامج الجديد سيكون متوازنًا بين تعزيز الانتماء والهوية الوطنية وتزويد الشباب بالمهارات المهنية والتقنية، مؤكدًا أن القوات المسلحة الأردنية ستظل مصنعًا للانضباط والأخلاق والوطنية.
وقالت ميرفت مهيرات إن خدمة العلم محطة لصقل شخصية الشباب بالانضباط والمسؤولية، فيما شدد فهد الحسبان على أن القرار يمثل خطوة استراتيجية تعكس وعي القيادة الأردنية بأهمية الجيل الجديد في حماية الوطن وصون مؤسساته.
وأضاف غازي العوايدة أن الشباب سيتعرفون خلال البرنامج على المصطلحات العسكرية والتدريب الميداني والربط والانضباط وطابور الصباح، وسيعودون جيلًا مؤمنًا بجيشه ووطنه، قادرًا على الدفاع عن الأردن.
وأكد المحامي حسام الخصاونة أن خدمة العلم ليست مجرد تدريب عسكري، بل مدرسة للوطنية والالتزام، مشيرًا إلى أن القرار يأتي في توقيت بالغ الأهمية في ظل تحديات إقليمية كبيرة، ويضع الشباب في قلب مشروع بناء الدولة الحديثة.
كما اعتبر محمد زريقات القرار ردًا على تصريحات نتنياهو حول أطماع الاحتلال، فيما أكد خلدون الحباشنة أن إعادة تفعيل البرنامج تعزز الانتماء والعقيدة الوطنية.
ختامًا:
تأتي عودة خدمة العلم في الأردن كتأكيد على أن الأمن الوطني يبدأ من الشباب، الذين سيكونون حجر الزاوية في صمود الوطن واستمراريته، وجسرًا لبناء مستقبل مشرق للأردن، يجمع بين الانتماء الوطني والجاهزية العملية والدفاعية.