بونٌ شاسع "
مهند أبو فلاح
أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في خطاب القاه امام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك مؤخرا تخصيص مبلغ مليارين و تسعمائة مليون دولار لمكافحة انعدام الأمن الغذائي في العالم بينما قدمت إدارته الديمقراطية مبلغ خمسة عشر مليارا و مائة مليون دولار مساعدات عسكرية و أمنية لأوكرانيا منذ اندلاع الحرب بين هذه الأخيرة و جمهورية روسيا الاتحادية في شهر شباط/ فبراير الماضي اي قبل قرابة سبعة أشهر .
البون الشاسع المقدر بما يزيد عن اثني عشر مليار دولار بين ما قدمته الإدارة الأمريكية في واشنطن للعالم بأسره من اجل مكافحة خطر الجوع الذي يهدد حياة مئات الملايين من البشر لا سيما في الدول النامية الفقيرة في العالم الثالث و بين ما قدمته حتى هذه اللحظة من أسلحة و عتاد و ذخيرة لاطالة أمد الحرب و الصراع المسلح الدائر في أوكرانيا يظهر لنا حجم الخداع و التضليل الذي يمارسه سادة البيت الأبيض بحق البشرية و الانسانية جمعاء حينما يزعمون و يدعون الحرص على مصير الجوعى في شتى أصقاع المعمورة.
الواجب الأخلاقي و الضمير الإنساني الحي يحتم على صناع القرار في واشنطن إن كان لديهم الحس الأدنى منه ان يبادروا لوضع حد للحرب الدامية الدائرة رحاها في أوكرانيا عبر إلقاء كامل ثقلهم السياسي من أجل إيجاد تسوية عادلة منصفة لهذا الصراع المسلح الذي ازهق أرواح عشرات الآلاف من البشر عوضا عن سكب الزيت على النار و تسعير القتال الضاري المحتدم الذي قد تتصاعد وتيرته إلى أن يصل إلى حد استخدام أسلحة الدمار الشامل النووية كما هدد بذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أيام قليلة .
إن الحرص على حياة بني البشر يجب أن يجد تعبيرا صادقا له بوقف سباق التسلح الهدّام و إطلاق مبادرات خلاقة لتنمية الكرة الأرضية برمتها و تعزيز المشاريع الزراعية الكفيلة بتوفير سلة غذاء وفيرة لأبناء البشرية المعذبة المبتلاة بالحروب الدموية المدمرة التي تأكل الأخضر و اليابس و هذا أمر لا يمكن أن يتأتى عبر فتات الموائد الذي تلقيه بلاد العم سام هنا و هناك لذر الرماد في العيون ضمن حملة علاقات عامة و بروباجندا إعلامية مخادعة تهدف لإقناع الناس بجدية حكام واشنطن في مكافحة التداعيات الكارثية لسياستها التي جلبت الخراب و أحلت الدمار في ربوع العالم بأسره .