اهمية الأمن السيبراني في الأردن
يمكن تعريف الامن السيبراني بأنه ذلك العلم الذي يضم مجموعة من التقنيات والأنظمة والضوابط التي تعمل على حماية أجهزة الحاسوب وانظمتها والاجهزة المحمولة والانظمة الالكترونية والشبكات والبيانات من الهجمات الضارة , ومن سرقة او تلف برامجها او بياناتها الالكترونية , كما انه يعنى پأمن المعلومات على اجهزة وشبكات الحاسب الألي والعمليات والاليات التي يتم من خلالها حماية معدات الحاسب الألي والمعلومات والخدمات من اي تدخل غير مصرح به , او تغير أو اختلاف قد يحدث , اذ تستخدم مجموعة من الوسائل التقنية والتنظيمية والادارية لمنع الاستخدام غير المصرح ومنع سوء استغلال المعلومات الالكترونية ونظم الاتصالات والمعلومات التي تحتويها .
لقد أصبحنا نعيش في عالم تهيمن عليه أحداث التقنيات الحديثه والتطور الكبير في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات , الامر الذي يتطلب التركيز والعمل على بناء مهارات جديدة للمستقبل الرقمي من خلال التدريب المتخصص في مجالات الذكاء الأصطناعي والأمن السيبراني والتقنيات الحديثه للأتصالات المتحركة وانترنت الأشياء وغيرها من المجالات التي يتطلبها التحول الرقمي مما يسهم في إيجاد فرص عمل جديدة ويعزز ريادة الأعمال والتجارة الألكترونية .
وقد رافق هذا التطور ما يعرف بالهجمات الألكترونية أو السطو الألكتروني على المعلومات التي تعد عصب الدول بمؤسساتهاوكذلك أفرادها , فكان لا بد من تحصين هذه المعلومات والشبكات الحاسوبية من الاعتداءات او ما يسمى بالحروب الألكترونية , لذا كان الرادع لهذا النوع من الحرب هو تحقيق ما يسمى بالأمن السيبراني .
ويعد الأمن السيبراني في الأردن حديث العهد اذ نظم المشرع الاردني قانون الأمن السيبراني في الأردن عام 2019 م وصدرت الأرادة الملكية السامية بالموافقة على نظام المركز الوطني للأمن السيبراني في شهر كانون الثاني من عام 2020 م .
ويعد تخصص الأمن السيبراني تخصصا جديدا في الجامعات الأردنية , حيث أولى الأردن اهتماما كبيرا بدراسة تخصص الأمن السيبراني في الجامعات من خلال توفيره للطلاب والطالبات الراغبين بالالتحاق بهذا التخصص من أجل منحهم مجموعة من المعارف والتقنيات التي تمكنهم من فهم اساسيات أجهزة الحاسب الألي ونظم الأمان وحوسبة البيانات والأنظمة من الاختراق , كما يتم دراسة كيفية التصدي للهجمات الألكترونية المختلفة والقرصنة مع فهم نظم الحوسبة , كما تعمل الجامعات على الدمج بين الجانب النظري والجانب العملي لتدريب الطلبة على ممارسة تلك المهارات قبل التخرج لضمان مستوى الكفاءة والقدرة على خوض سوق العمل فور التخرج من أجل خلق جيل مبدع من الشباب من الجنسين ليسهم في حركة التنمية والأزدهار في الأردن .
ويختلف دراسة الأمن السيبراني من جامعة الى لأخرى إلا انها تتشابه فيما بينها في منح الطلاب الجامعيين مجموعة من المعارف والتقنيات التي تمكنهم من فهم اساسيات أجهزة الكمبيوتر ونظم الأمان والحوسبة من أجل حماية البيانات والانظمة من الاختراق .
ان مستقبل سوق العمل في مجال الامن السيبراني واعد جدا والطريق امام المتخصص مليء بالفرص الوظيفية التي تهدف الى تعزيز الأمن السيبراني للدولة وحماية مصالحها الحيوية وأمنها الوطني والبنى التحتية الحساسة , حيث اصبحت دراسة الامن السيبراني من مستحدثات التطور التكنولوجي والرقمي الذي نعايشه في العالم وحاجة اردنية ملحة لما له من أهمية في أمن المعلومات اذ يشهد العالم المتقدم بأرجائه كافة تطورا كبيرا جعل مقصد الكثيرين من الدارسين المتميزين حول العالم يركزون على الدراسات التكنولوجية في مجال الحوسبة الرقمية .
العميد المتقاعد
ابراهيم محمد الحمامصة