في معضلة الأحزاب والشباب
د.مهند مبيضين
القبة نيوز- حتّى الآن، تسير الأحزاب في شكلها الجديد والراهن إلى محطة من المفترض أن تكون جديدة وتغيرية من ناحية بنيوية. ولكن وللآن، لا جديد يحقق ذلك بشكل فاعل، على الرغم من وجود حراك يجري على الأرض. وثمة مجاميع شبابية فاعلة، لكن هذه الحركة تحتاج لقوى دفع، وأرضية واضحة تحدد الاتجاهات الحزبية التي تستهدف الشباب.
المهم اليوم التفاعل بين الشباب والأحزاب الجديدة، التي يُنظر إليها بأنها متقدمة على الماضي عن طريق الاستجابة لحالة التحديث السياسي، وصفة الجديدة هنا يجب أن تكون حقيقية عبر الطرح والنهج والبرنامج، وأن لا تكون هذه التشكلات المطروحة مجرد حشوة مرحلية مؤقتة لإيجاد جسر عبور للمرحلة أو تحقيق متطلبات هذه المرحلة.
صحيح أن هناك سجالا على الأرض، وهناك جهود كبرى تُبذل، وثمة نوايا صادقة لدى البعض، لكن، كيف لنا أن نُقنع الشباب المتعطل عن العمل في الأطراف بأن يُقبل على الانتساب لحزب يقود معركة تأسيسه وجيه او موظف كبير سابق في الدولة لا يملك إلا نفوذه المشتهى عودته، أو وزير متقاعد يريد البقاء في المشهد والعودة للواجهة على أكتاف الشباب.
لعلّ أبرز معضلات الشباب اليوم هو بؤس الخطاب المقدم من نوايا تشكيل حياة حزبية جديدة، والاهم انغلاق النخب والتفكير بعقلية الجماعة المغلقة في التأسيس، أو في التشكيل، إضافة لذلك عدم وجود خطاب تأسيس يتجاوز التقليد القديم القائم على بلاغة الوطنية والضرورة المرحلية المكررة في تمثل ما يأتي وما يطلب من الشباب الخضوع له باعتباره واجابا وطنيا.
ومن ذلك مقولات:» المرحلة مناسبة»، و»الفرصة مواتية»، و»الدولة تريد منا الاستجابة لمطلبها»، و»من لا ينظم نفسه سيكون خاسرا في المستقبل»، وغير ذلك من مقولات الضرورة ! التي تهبط على الشباب ضمن خطاب التأسيس الموجه من قبل المؤسِّسين.
لقد شهدت الحالة العامة لمسار الإصلاح والتحديث في الأردن ثقوباً عدّة ومنعطفات ومطبات أخّرت حالة الإصلاح وإشراك الشباب في العملية السياسية. واليوم، نحن أمام جملة معضلات، منها: الثقة الهشة بالنُّخب المجربة، وضعف البُنى السياسية ومحترفي السياسة، لا بل نعيها وإعلان وفاتها أردنيا حيث إن عامل التغيير ضعيف، ويضاف إلى ذلك غياب القدرة على تنظيم المجتمع لنفسه، والتركيز على ضرورة الاستجابة لخطاب الدولة أيا كان شكله ونوعه.
وعلى هذا، يصبح الحديث عن الحزبية والأحزاب والشباب بشكل فاعل أمرا محفوفا بكثير من المخاطر. هذه المخاطر لا علاقة لها بالنوايا أو محاسن الخطاب أو بلاغة المؤسِّسين أو نُبل المقاصد، بل إنها مسألة تتصل بالثقة بالسياسة ومحترفيها، وخطاباتهم المكرورة.
(الدستور)
المهم اليوم التفاعل بين الشباب والأحزاب الجديدة، التي يُنظر إليها بأنها متقدمة على الماضي عن طريق الاستجابة لحالة التحديث السياسي، وصفة الجديدة هنا يجب أن تكون حقيقية عبر الطرح والنهج والبرنامج، وأن لا تكون هذه التشكلات المطروحة مجرد حشوة مرحلية مؤقتة لإيجاد جسر عبور للمرحلة أو تحقيق متطلبات هذه المرحلة.
صحيح أن هناك سجالا على الأرض، وهناك جهود كبرى تُبذل، وثمة نوايا صادقة لدى البعض، لكن، كيف لنا أن نُقنع الشباب المتعطل عن العمل في الأطراف بأن يُقبل على الانتساب لحزب يقود معركة تأسيسه وجيه او موظف كبير سابق في الدولة لا يملك إلا نفوذه المشتهى عودته، أو وزير متقاعد يريد البقاء في المشهد والعودة للواجهة على أكتاف الشباب.
لعلّ أبرز معضلات الشباب اليوم هو بؤس الخطاب المقدم من نوايا تشكيل حياة حزبية جديدة، والاهم انغلاق النخب والتفكير بعقلية الجماعة المغلقة في التأسيس، أو في التشكيل، إضافة لذلك عدم وجود خطاب تأسيس يتجاوز التقليد القديم القائم على بلاغة الوطنية والضرورة المرحلية المكررة في تمثل ما يأتي وما يطلب من الشباب الخضوع له باعتباره واجابا وطنيا.
ومن ذلك مقولات:» المرحلة مناسبة»، و»الفرصة مواتية»، و»الدولة تريد منا الاستجابة لمطلبها»، و»من لا ينظم نفسه سيكون خاسرا في المستقبل»، وغير ذلك من مقولات الضرورة ! التي تهبط على الشباب ضمن خطاب التأسيس الموجه من قبل المؤسِّسين.
لقد شهدت الحالة العامة لمسار الإصلاح والتحديث في الأردن ثقوباً عدّة ومنعطفات ومطبات أخّرت حالة الإصلاح وإشراك الشباب في العملية السياسية. واليوم، نحن أمام جملة معضلات، منها: الثقة الهشة بالنُّخب المجربة، وضعف البُنى السياسية ومحترفي السياسة، لا بل نعيها وإعلان وفاتها أردنيا حيث إن عامل التغيير ضعيف، ويضاف إلى ذلك غياب القدرة على تنظيم المجتمع لنفسه، والتركيز على ضرورة الاستجابة لخطاب الدولة أيا كان شكله ونوعه.
وعلى هذا، يصبح الحديث عن الحزبية والأحزاب والشباب بشكل فاعل أمرا محفوفا بكثير من المخاطر. هذه المخاطر لا علاقة لها بالنوايا أو محاسن الخطاب أو بلاغة المؤسِّسين أو نُبل المقاصد، بل إنها مسألة تتصل بالثقة بالسياسة ومحترفيها، وخطاباتهم المكرورة.
(الدستور)