facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

اليمنُ بينٓ مشهدين .. بل عدةُ مشاهد

اليمنُ بينٓ مشهدين .. بل عدةُ مشاهد

القبة نيوز- قد يكون خلق البيئة الآمنة والمستقرة واحدة من أكبر التحديات في المحافظات اليمنية وهي تعيش واقع الحرب المستمرة التي تدخل عامها الثامن قريبًا. حتى اللحظة، ظلت مظاهر الفوضى منتشرة في العديد من المحافظات، محررة أي تحت سيطرة الحكومة اليمنية، وغير محررة أي تحت سيطرة الحوثيين المدعومين من إيران.


تعاملت الأطراف اليمنية مع القضاء على الفوضى والفساد وإعادة مؤسسات الدولة للعمل كهدف ثانويٍ، باستثناء المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يتواجد في المحافظات الجنوبية اليمنية والمقاومة الوطنية التي تتواجد في الساحل الغربي لليمن. كان هذان المكونان قد نشأ من رحم المقاومات الشعبية التي شبت أثناء اندلاع الحرب لمواجهة الحوثيين، واستمر قريبان من المواطنين حتى وقد تحررت معظم المحافظات اليمنية.

في الأثناء، يمكن التعامل مع المحافظات التي تواجد فيها المجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الوطنية كنموذج لحالة الاستقرار التي لم تتواجد في بقية المحافظات اليمنية الأخرى. قاد المجلس الانتقالي الجنوبي مهمة خلق أو إشاعة المناخ الملائم للاستقرار منذ تحرير المحافظات الجنوبية بما في ذلك عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد.

بالطبع، لم تكن هذه المهمة سهلة سيما مع خروج المحافظات من الحرب، واجهت تحديات عدة، في المقدمة كان انتشار المظاهر المسلحة، والمؤسسات الحكومية المشلولة، والتنظيمات الإرهابية التي كانت تحاول الاستفادة من الوضع الذي تعيشه البلاد.

مع ذلك، تمكن من تجاوز التحديات وخلق الوضع المستقر في البلاد، وساعد في إعادة مؤسسات الدولة للعمل. شيئاً فشيئا استعادت عدن وضعها الطبيعي، تواجدت المشاريع الاستثمارية والاقتصادية وأمست قبلة الفارين من الفوضى والعبث.

يلمس المواطن في عدن وعديد محافظات جنوبية أخرى تمامًا كما يلمس في مدينة المخا وجود الدولة، تتوفر هناك فرص العيش الكريم إلى درجة ما تعليميا وخدميًا وأمنيًا، وتفتتح المشاريع والمراكز التجارية دائمًا، واتجهت إليها رؤوس الأموال. كان ذلك نتاجًا طبيعيًا، سيما وأن هذه المناطق قد ودعت مظاهر الفوضى بعكس بقية المحافظات على سبيل المثال في محافظة تعز التي تسيطر عليها القوات الحكومية والأمنية التي تقودها قيادات من حزب الإصلاح أو في صنعاء وبقية محافظات الشمال التي يسيطر عليها الحوثيون. في تعز وصنعاء كان الفساد والعبث والاقتتال هو السائد في المشهد، وكان ممارسوه هم ذاتهم من يمسكون بمفاصل الدولة هناك، وسبب ذلك معاناة لا مثيل لها.

لا يمكن اعتبار هذا الحصاد سوى دليل عن قرب المجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الوطنية في مشاريعهما من المواطن. وكانت هذه هي سر قوتهما شعبيًا. يحتشد الشارع والرأي العام إلى جوارهما، لأنه يشعر أنهما اكثر قربا إليه من بقية القوى السياسية. مقابل ذلك، كانت الحكومة اليمنية والحوثيون على حد سواء أكثر بعدًا عن المواطن. أعنى عن ملامسه همومه توفير الخدمات له، في الأخير، أول شروط الدولة توفير الخدمات لمواطنيها، كانت هذه المكونات أو السلطات قد انشغلت كثيرًا بتوزيع المناصب الحكومية كل في مناطق سيطرته، وغاب معيار الكفاءة وحظرت المحسوبية التي هي واحدة من المشكلات التي تعاني منها اليمن وكانت وراء الفساد الذي يوسع انتشاره داخل مؤسسات الدولة اليمنية وحتى داخل القوى السياسية ذاتها.

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير