الدرس الوحدوي في أوكرانيا
د. علي فخرو
القبة نيوز- دعنا نكون صريحين بصدق مع أنفسنا، نحن العرب، بالنسبة لموضوع الصراعات التى تدور فى دولة أوكرانيا ومن حولها. فجميع أطراف المسألة الأوكرانية، بحربها وأكاذيبها ومبارزاتها الإعلامية، لا يهمها مواقف الأنظمة العربية، إذ إنهم يعرفون بأن بعضها خاضع للنفوذ الروسى وبالتالى سيساند المنطق والفعل الروسى، وأن بعضها الآخر خاضع للنفوذ والأوامر والابتزازات الأمريكية والأوروبية وبالتالى سيقفون فى الخندق الآخر.
أما مواقف الشعوب العربية ومجتمعاتها المدنية، فتعرف أطراف الصراع أنها لا تقدم ولا تؤخر لا فى اتخاذ قرارات الداخل ولا فى اتخاذ قرارات الخارج، وهى تقاد بالعصا إن لزم الأمر وبألاعيب السياسة ولغو الإعلام وتجييش الانتهازية الدينية إن اقتضت ضرورات تمثيل المسرحية ذلك.
ولذلك فثرثرة الكتابات واللقاءات الإعلامية التى تدعى إمكانية استفادة العرب مما يجرى فى أوكرانيا، فى حقول الاقتصاد والمال أو غيرها من الاستفادات المضحكة، فإنها ثرثرات تؤكد جهل البعض المطبق بأن العرب، فى أوضاعهم الحالية المأساوية، لا يعتقد أحد بأهميتهم الفاعلة، لا على المستوى الدولى ولا حتى على مستوى إقليمهم.
ومع ذلك هناك جانب مما يجرى حاليا فى أوروبا يمكن للعرب الاستفادة من درسه البليغ الذى نحتاج أن نتعلمه ونعى بعمق إضاءته ومعانيه الكبرى المفيدة لمستقبلنا العربى.
هذا الدرس يتمثل فى طرح هذا السؤال: هل كانت روسيا ستتصرف مع أوكرانيا بالطريقة التى تصرفت بها لو أن أوكرانيا كانت دولة من دول الاتحاد الأوروبى؟ بالطبع كلا، إذ كانت القيادة فى روسيا ستحسب ألف حساب لكتلة كبيرة وقوية وخطرة من عشرات الدول الموحدة فى إرادة سياسية واقتصادية وأمنية واحدة.
فى الحال يقودنا ذلك السؤال إلى طرح أسئلة على أنفسنا: لو كان العراق جزءا من كتلة عربية موحدة، حتى بحدها الأدنى الأوروبى، فهل كانت ستجرؤ أمريكا منذ عقدين على فبركة أكاذيب يعقبها غزو العراق لتدمير مجتمعه وسرقة ثرواته؟ وهل كانت تركيا ستجرؤ على فعل ما فعلته من دمار واستباحة لسوريا واحتلال لأجزاء كبيرة من شمالها، أو التمركز فى الشمال العراقى كدولة محتلة لأرض عربية، وهل كانت إيران ستقحم نفسها فى الشئون الداخلية العراقية؟ وهل كان حلف الناتو سيجرؤ على غزو ليبيا ليدخلها فى الجحيم الذى تعيشه؟ وهل كانت بعض دول الخليج سترتكب خطأ التطبيع الاستراتيجى مع الكيان الصهيونى فتشرعن احتلاله لأرض عربية واستعماره لشعب عربى وارتكابه كل أنواع الجرائم، وذلك باسم حاجتها لحمايته وعلمه وقوة علاقاته بنظام الحكم الأمريكى واللوبى الصهيونى؟ وهل كان باستطاعة الجنوب السودانى الانفصال أو باستطاعة هذه الأقلية أو تلك فى بلاد العرب التهديد بالانفصال وتقويض الدولة الوطنية؟
ما يوجع القلب ويبعث على الأسى أنه عندما ينادى القوميون العروبيون بشعار الوحدة، تحت أى مسمى وبأية مسيرة تدرجية، ينهال عليهم بعض الكتاب وبعض المثقفين بالغمز واللمز والتهجم وفبركة الأكاذيب بادعاء أن المناداة بالوحدة هى من أيديولوجيات الماضى وأحلامه البليدة.
هل يستطيع هؤلاء المناهضون لوحدة هذه الأمة أن يرتفعوا فوق جهالاتهم وخدماتهم المدفوعة ليتعلموا من التجربة المريرة والدرس الذى تمثله التجربة الأوكرانية؟ هل يستطيعون أن يرو أن واقع الأمم الكبرى فى عالمنا، مثل أمم الصين وأمريكا وأوروبا وروسيا والهند، يظهر أن منطلق قوتهم الأساسى هو فى توحد أجزائهم ومكوناتهم؟
يا شابات وشباب أمة العرب ناضلوا فى سبيل وحدة أمتكم وتمعنوا فى دروس وعبر التاريخ وواقع الحاضر، فدون توحد أمتكم لن تتحقق أيا من مطالبكم.
الشروق
أما مواقف الشعوب العربية ومجتمعاتها المدنية، فتعرف أطراف الصراع أنها لا تقدم ولا تؤخر لا فى اتخاذ قرارات الداخل ولا فى اتخاذ قرارات الخارج، وهى تقاد بالعصا إن لزم الأمر وبألاعيب السياسة ولغو الإعلام وتجييش الانتهازية الدينية إن اقتضت ضرورات تمثيل المسرحية ذلك.
ولذلك فثرثرة الكتابات واللقاءات الإعلامية التى تدعى إمكانية استفادة العرب مما يجرى فى أوكرانيا، فى حقول الاقتصاد والمال أو غيرها من الاستفادات المضحكة، فإنها ثرثرات تؤكد جهل البعض المطبق بأن العرب، فى أوضاعهم الحالية المأساوية، لا يعتقد أحد بأهميتهم الفاعلة، لا على المستوى الدولى ولا حتى على مستوى إقليمهم.
ومع ذلك هناك جانب مما يجرى حاليا فى أوروبا يمكن للعرب الاستفادة من درسه البليغ الذى نحتاج أن نتعلمه ونعى بعمق إضاءته ومعانيه الكبرى المفيدة لمستقبلنا العربى.
هذا الدرس يتمثل فى طرح هذا السؤال: هل كانت روسيا ستتصرف مع أوكرانيا بالطريقة التى تصرفت بها لو أن أوكرانيا كانت دولة من دول الاتحاد الأوروبى؟ بالطبع كلا، إذ كانت القيادة فى روسيا ستحسب ألف حساب لكتلة كبيرة وقوية وخطرة من عشرات الدول الموحدة فى إرادة سياسية واقتصادية وأمنية واحدة.
فى الحال يقودنا ذلك السؤال إلى طرح أسئلة على أنفسنا: لو كان العراق جزءا من كتلة عربية موحدة، حتى بحدها الأدنى الأوروبى، فهل كانت ستجرؤ أمريكا منذ عقدين على فبركة أكاذيب يعقبها غزو العراق لتدمير مجتمعه وسرقة ثرواته؟ وهل كانت تركيا ستجرؤ على فعل ما فعلته من دمار واستباحة لسوريا واحتلال لأجزاء كبيرة من شمالها، أو التمركز فى الشمال العراقى كدولة محتلة لأرض عربية، وهل كانت إيران ستقحم نفسها فى الشئون الداخلية العراقية؟ وهل كان حلف الناتو سيجرؤ على غزو ليبيا ليدخلها فى الجحيم الذى تعيشه؟ وهل كانت بعض دول الخليج سترتكب خطأ التطبيع الاستراتيجى مع الكيان الصهيونى فتشرعن احتلاله لأرض عربية واستعماره لشعب عربى وارتكابه كل أنواع الجرائم، وذلك باسم حاجتها لحمايته وعلمه وقوة علاقاته بنظام الحكم الأمريكى واللوبى الصهيونى؟ وهل كان باستطاعة الجنوب السودانى الانفصال أو باستطاعة هذه الأقلية أو تلك فى بلاد العرب التهديد بالانفصال وتقويض الدولة الوطنية؟
ما يوجع القلب ويبعث على الأسى أنه عندما ينادى القوميون العروبيون بشعار الوحدة، تحت أى مسمى وبأية مسيرة تدرجية، ينهال عليهم بعض الكتاب وبعض المثقفين بالغمز واللمز والتهجم وفبركة الأكاذيب بادعاء أن المناداة بالوحدة هى من أيديولوجيات الماضى وأحلامه البليدة.
هل يستطيع هؤلاء المناهضون لوحدة هذه الأمة أن يرتفعوا فوق جهالاتهم وخدماتهم المدفوعة ليتعلموا من التجربة المريرة والدرس الذى تمثله التجربة الأوكرانية؟ هل يستطيعون أن يرو أن واقع الأمم الكبرى فى عالمنا، مثل أمم الصين وأمريكا وأوروبا وروسيا والهند، يظهر أن منطلق قوتهم الأساسى هو فى توحد أجزائهم ومكوناتهم؟
يا شابات وشباب أمة العرب ناضلوا فى سبيل وحدة أمتكم وتمعنوا فى دروس وعبر التاريخ وواقع الحاضر، فدون توحد أمتكم لن تتحقق أيا من مطالبكم.
الشروق