facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

المعايطة يكتب: سوريا .. هل تحمي حدودها ؟

المعايطة يكتب: سوريا .. هل تحمي حدودها ؟

سميح المعايطة

القبة نيوز- خلال فترة الأزمة والحرب في سوريا منذ عام 2011 وحتى استعادة الدولة السورية السيطرة على مناطقها الجنوبية ومنها حدودها مع الأردن، خلال تلك السنوات كان الأردن يعمل منفردا تقريبا وبالتعاون مع بعض القوى الاجتماعية السورية لحماية حدوده من خطر تنظيمات الإرهاب التي كانت لا تتوقف عن محاولات استهداف الأردن بعمليات منها حادثة الركبان التي استشهد فيها عدد من رجال القوات المسلحة، وتحمل الأردن هذا العبء الكبير في حماية حدوده بغياب الجيش السوري عن تلك المناطق.


اليوم عادت الحدود إلى سيطرة الدولة السورية، وكان الأردن اول من فتح الأبواب لعلاقات سياسية رفيعة إضافة إلى كل أشكال العلاقات الاقتصادية والطاقة مع الأشقاء في سوريا، بل وشجع أطرافا عربية ودولية على ضرورة التعامل مع الأمر الواقع وإعادة سوريا إلى الإطار العربي.

اليوم ومنذ الفترات الأخيرة تزايد استهداف الحدود الأردنية بعمليات تهريب للمخدرات وغير المخدرات، وباساليب احترافية تتجاوز قدرات تجار المخدرات العادية، واصبح الأمر عبئا على الأردن عسكريا وأمنيا، وكانت بعض محاولات التهريب سببا في إصابة واستشهاد من أبطال الجيش الأردني، بل أصبح الأمر استنزافا بعدما كان المتوقع أن تكون سيطرة الجيش السوري على الحدود سببا في ضبطها والتخفيف من محاولات التهريب بأنواعها.

اليوم على الدولة السورية واجب ليس في حماية حدود الأردن لأن حدودنا يحميها الجيش والأجهزة الأمنية لكن حماية الحدود من الجانب السوري وان يقوم الجيش السوري بردع الجهات التي تقوم بهذا والتي يعرفها السوريون و يعرفها الأردن والتي تعمل بغطاء معين هناك وتقوم بمحاولات التهريب كجزء من الحرب على الأردن الذي استعصى على محاولات اختراق من نوع آخر.

سوريا الدولة التي تفتخر بإعادة بسطها لسيادتها على معظم أرضها مطالبة بضبط حدودها، وكما أشرت فإنها تعلم الميليشيات والعصابات والجهات التي لا تتوقف عن المحاولات.

لن ندخل في تصنيفات الجهات في سوريا بين مراكز القوى العسكرية أو ميليشيات أجنبية ذات نفوذ أو تقسيم الجيش السوري إلى فرقة تتبع فلان أو علان بل سنتحدث إلى الدولة السورية التي تسعى لتوسيع مكاسبها السياسية والاقتصادية، وتسعى إلى تطوير علاقاتها مع محيطها بأن تؤدي واجبها تجاه جيرانها، اما إدارة الظهر للواجب وطلب علاقات حسنة فهذا أمر ليس فيه منطق سياسي.

سوريا مطالبة بردع من يقومون بمحاولات اختراق الحدود وهي تعلمهم جيدا الا اذا كانوا من ميليشيات ومجموعات أقوى من الدولة السورية فهذا شان آخر.

قبل يومين اعلن الاعلام السوري عن ضبط شحنة مخدرات كانت متجهة نحو الحدود مع الاردن، ومهما كانت تفاصيل الخبر فانه حمل رسالة -ربما جاءت نتيجة ضغط او مطالب - بان الدولة السورية تقوم بواجبها ،لكن ما هو مؤكد ان الدولة السورية تعرف جيدا عصابات وميليشيات المخدرات ويمكنها ان تفعل الكثير.

عمون
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير