facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

وهكذا عشنا سنة 2021

وهكذا عشنا سنة 2021
 جميلة السرحان

القبة نيوز- وهكذا عشنا سنة 2021 بأيامها الحلوة والمرة وضحكات وابتسامات ودموع تغسل قلوبنا ، وصفعات وأزمات وقرارات ، استقبلنا أناس جعلونا نشعر أن الحياة جميلة وبسيطة ، وودعنا أناس لن يعودوا ابدًا ذهبوا وتركوا داخل الروح ندوبًا من الصعب أن ترمم.

كل صفعة تعلمك درسًا وكل سقطه تدربك على الوقوف جيدًا وكل تجربة قاسية تخلف لك تذكارًا من الحكمة وكل طعنة تزودك بالثبات أكثر ، فلا تحزن عند الصدمات فلولاها لبقينا مخدوعين لمدة أطول ، نعم إنها قاسية لكنها صادقة .
فأجمل ما في الازمات هو أنها تعيد ترتيب الآخرين حولك تكشف معادنهم وتبين لك من يستحق أن يكون بالقرب ومن لا يستحق ، فكل الأزمات ستمر لكن الذين تغيروا لن يعودوا لأماكنهم القديمه ابدا .
واعلم أن تلك الابواب لم تفتح لأنها ليست لك وبعض الأشخاص اختفوا من حياتك لأنهم صفحه وليسوا كتابا ، وبعض الأمنيات لم تتحقق لأن وقتها لم يحن بعد وبعض الفرص ضاعت لانك بحاجة الى خبرة اكثر من الحظ ، وبعض الآلام استمرت طويلاً لأن السعاده بعدها ستكون أطول بإذن الله عز وجل .
وتلك القرارات تعيدك مجددًا لقيد الحياة كخسارتك لبعض الأشخاص مقابل أن تربح نفسك ، وتجاهلك لبعض الذكريات المؤلمة، وانسحابك من حروب ورهانات خاسره ، وتغييرك لمكانة بعض الأشخاص في حياتك وترتيبهم في قوالب مناسبة لهم وعلى مقاساتهم ، جميعها قرارات ليست صعبة وهي كفيلة بتغيير مسار حياتك وإعادتك مجددا لقيد الحياة .

ورغم ذلك جميلًا أن تكون وسطاً بين الاقتراب والابتعاد فلا تكن بعيدًا تُنسى ولا قريبا يكتفى منك ولا تكن ثقيلاً فيستغنى عنك ولا خفيفا فيستهان بك ، بل إبقى متزنا معتدلا بينهما ، اترك بينك وبين من تحب مساحة ولا تكن مهتما حتى الاختناق فالقفص مهما كان جميلاً لا يغير حنين الطير للحرية .
نتمنى حياة مليئة بالأمان في هذا العام وكل الأعوام ، فليس بالضرورة أن نعيش قصص حب كما في الروايات لنكون سعداء يكفينا فقط كتفٌ يشبه وطننا لنستند عليه ، ويدٌ تكون عكازنا الوحيدة في أيامنا الصعبة ، وقلبٌ يكون بيتًا كلما مسنا التعب ، فإننا نحتاج الأمان .
وإننا نحتاج للكلمة الطيبة فمن قال : إن الكلمات لا تفعل شيئا ، فالكلمة إن لمستك احتضنتك وإن جرحتك اغرقتك في بحر الألم ، فبكلمة نهدم حلماً وبكلمة نداوي جرحاً وبكلمة نخسر شخصًا وبكلمة نكسب قلبًا ، فتذكر قبل أن تنطق كلماتك أنها بصمة في القلوب .

وجميلة أيضا هي اليد التي تمسك بيدك دومًا دون مقابل وعظيمه هي الكلمات التي تربت على كتفك ولا تنتظر الشكر ، ورائعة هي الروح التي تعانق روحك وتطمأنها أنها توأمها ، ونادرة هي النفس التي تنشر لحياتك عطر السعادة والاهتمام دون أن تطالب بثمن العطر .
ففي هذه الحياة يكفيك شخص واحد يندهش بك كل يوم كما لو أنك أعجوبة ، يسمع أحاديثك بشغف كما لو أنها حكايات شهرزاد ويقرأ حروفك كما لو أنها قصيدة ويمجدها كأناشيد الاوطان ، ويكفيك شخص واحد يختنق بغيابك ويستنشق حضورك كأنك أكسجين الحياة .

وفي هذا العام كتبنا قصص نجاح وتعثرنا المهم أن نفوسنا لم تتغير فالأمل دائما موجود ويكبر بثقتنا بالله بأن القادم أجمل ، وأن الوقت مهما كان صعبًا سيمر ويمضي ، وتعلمنا أن نتكلم دوما ونقول : الحمد لله ويا رب .
وأنه مهما خططنا وسعينا وبذلنا وطلبنا مساعدة لن نجد ارحم من الذي قال :( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) فحاول دائما أن تتنفس الحياة بعمق وبإيمان بالله..
وكل عام وأنتم بألف خير وعام ملوءه الأمل بتحقيق الأماني للجميع.
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )