facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

القلب: مُضغة محورية سلامتُها فائقة الأهمية للحياة

القلب: مُضغة محورية سلامتُها فائقة الأهمية للحياة

القبة نيوز - خصّ الإنسان منذ القدم قلبَه بالرعاية تكريساً لوعيه بمحورية دور هذه المضغة بحياته، إذ تجمع بين مركز الدم والمشاعر، ما ضاعف من اهتمامه بعلوم الطب والصحة التي تعنى بشؤون القلب، وسط تأكيدات رسمية أن هناك تصاعدا ملحوظا في أعداد المصابين بالجلطات القلبية في المملكة، لأسباب عديدة، أولها التدخين.

"استعمل قلبك للتغلب على أمراض الشرايين"، عنوان اليوم العالمي للقلب الذي يصادف اليوم الاربعاء، لزيادة الانتباه إلى سلامة الشرايين التي تُعدُ سلامتها مؤشراً لسلامة القلب البشري.
أطباء اختصاصيون بأمراض القلب قالوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن أمراض القلب والأوعية الدموية، تعد السبب الأول للوفاة في العالم بنسبة 31 بالمئة، إذ تتسبب بوفاة 18.6 مليون شخص سنويًا، بحسب الاتحاد العالمي للقلب، ذلك أن التوعية من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب، تجنّب ما لا يقل عن 80 بالمئة من الوفيات المبكرة الناتجة عنها.
فاستشاري أمراض القلب والشرايين في وزارة الصحة الدكتور فخري العكور، يُشدد على الوعي الاستثنائي بالمحافظة على القلب في ظل الجائحة، ذلك أن فيروس كورونا يهاجم القلب ويسبب عددا من الامراض، في طليعتها التهاب الغشاء المحيط بالقلب، وتجمع السوائل داخله، ما يُحدث آلاما في الصدر.
العكور الذي يعمل رئيسا لوحدة القلب في مستشفيات البشير، يضيف أن الفيروس يداهم خلايا عضلة القلب ويدمرها ، ليسبب ضعفا في وظائف القلب وقدرته على ضخ الدم، ما يؤدي إلى إصابة المريض باعتلال فيها، واحتباس السوائل بجسمه وإصابته بضيق التنفس.
ومن الأضرار الأخرى التي يسببها الفيروس، وفقا للعكور، اعتلالُ المنظومة العصبية للقلب، ما يؤثر على كهربائيته، وحدوث تسارع أو تباطؤ في دقات القلب أو عدم انتظام فيها، مبينا أن معظم هذه المضاعفات تزول بعد فترة من العلاج.
ويكشف العكور عن دراسات إحصائية رسمية، تُظهر الزيادة الملحوظة لأعداد المصابين بجلطات قلبية حادة في فئة الشباب، عازيا السبب الرئيسي في الإصابة إلى التدخين، ومن ثم زيادة الوزن بسبب الوجبات السريعة وعدم الإقبال على ممارسة الرياضة، إضافة إلى التوتر الذي يعاني منه الشباب بسبب ما يمرون به من ظروف اقتصادية واجتماعية.
رئيس جمعية أطباء الحساسية والمناعة الأردنية الدكتور هاني عبابنة، يوضح أن كبار السن وأولئك الذين يعانون نقصا في المناعة، تزيد لديهم فرص الإصابة بأمراض القلب، فيما تكون احتمالية إصابة الشباب بها واردة بعد إصابتهم بالكورونا، فيصبح لديهم ما يسمى (متلازمة كورونا) أو (كورونا طويل الأمد)، وتستمر لمدة 12 أسبوعا، وتظهر لديهم أعراض عديدة منها، ألم في الصدر وضيق في التنفس وخفقان في القلب وتؤدي إلى سكتة دماغية وجلطات دموية صغيرة.
ويشير عبابنة وهو مستشار أول حساسية ومناعة، إلى أن الآثار الجانبية لمطعوم كورونا، على صحة القلب هي نادرة الحدوث، إلا أنه من الممكن في حالات طفيفة أن تسبب الجلطات القلبية، حيث تظهر أعراض الخفقان والضعف العام وضعف في التنفس، بعد أسبوعين من أخذ المطعوم.
استشاري أمراض القلب الدكتور أيمن حمودة، يؤكد أن الأردن خطا خطوات مهمة في الوقاية من أمراض القلب والشرايين وتشخيصها وعلاجها في مختلف القطاعات الطبية، منذ ما يزيد على 50 عاما.
ويوضح أن المملكة تعد قبلة للأشقاء العرب في مجال طب القلب والشرايين، نتيجة لما يحظى به الأردن من كوادر طبية متخصصة، وعلاجات حديثة وعمليات قلب متقدمة وأجهزة تشخيص متطورة في أغلب المستشفيات منها (التصوير الطبقي والسونار والقسطرة)، فضلا عن العلاجات المتخصصة بالقسطرة. وحول الوقاية من أمراض القلب والشرايين، يشدد حمودة على أهمية المحافظة على معدل ثلاث أرقام، منها قياس الضغط 140/ 90 مليمتر زئبق، وقياس السكر التراكمي في الدم تحت 5.8 بالمئة، إضافة إلى قياس الكولسترول الضار الذي يجب ان يقل عن 115 مليجراما لكل سنتيمتر مكعب للأصحاء وتحت 70 لمرضى القلب.
وعلى صعيد الأبحاث الطبية في مجال القلب والشرايين، يبين حمودة أن جمعية أطباء القلب الأردنية ومجموعة أكاديمية القلب والشرايين، ما زالتا تجريان العديد من الأبحاث بمشاركة من الجامعات والقطاعين الخاص والعام، وتبحثان في أمراض الجلطة القلبية والتدخلات الشريانية، والسكري والكولسترول، واضطرابات نبض القلب، وقد تم إلقاء عدد كبير من هذه الأبحاث هذا العام في مؤتمرات عالمية أهمها مؤتمر القلب الأميركي ومؤتمر القلب الاوروبي. من جهته، يحث رئيس جمعية أطباء القلب الاردنية، الدكتور عبد الفتاح أبو حويله، على اتباع نمط حياة صحي وعادات غذائية صحية، ووضع خطة تسهم في الحد من التدخين، والتوعية من خطر ارتفاع ضغط الدم والسكري والكشف المبكر لهما لتفادي مضاعفاتهما على القلب، فضلا عن أهمية ممارسة الرياضة لمدة لا تقل عن نصف ساعة يوميا.
وفي هذا الصدد يشير أبو حويله وهو رئيس المؤتمر الدولي الرابع عشر لجمعية أطباء القلب الأردنية، والذي تمّ عقده أخيرا بحضور متخصصين محليا وعربيا ودوليا، إلى أنه تمت التوصية بالعمل على تطوير والتركيز على جودة التدريب للأطباء والكوادر التمريضية في اختصاصات القلب العليا، واستخدام طرق التشخيص الحديثة لأمراض القلب مثل صورة الايكو ثلاثي الأبعاد للقلب، والمعالجة المبكرة لإصابات القلب المصاحبة لكورونا.
ويضيف أنه من بين التوصيات استخدام الأدوية الحديثة لعلاج هبوط القلب، وعلاج الصدمة القلبية بالأجهزة الحديثة والمدعمة لعضلة القلب، وإغلاق الفتحات القلبية غير الاعتيادية وزراعة الصمامات عن طريق القسطرة بدلأ من الجراحة، ومناقشة الطرق الحديثة لعلاج الصمام والشريان الأبهري الرئيسي بالطرق الجراحية، وكذلك لعلاج انسداد الشرايين التاجية المتكلسة عن طريق القسطرة.
يشار إلى أن احتفال منظمة الصحة العالمية والاتحاد العالمي باليوم العالمي للقلب في 29 من أيلول بدأ منذ العام 1999، لغايات تعزيز الوعي العام بكيفية الحد من عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب والشرايين واتخاذ أساليب الوقاية من خلال اتباع السلوكيات الصحية.
--(بترا)

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )