facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

لم لا نستطيع أن نكون أصدقاءً لأطفالنا؟

لم لا نستطيع أن نكون أصدقاءً لأطفالنا؟

القبة نيوز - صدقًا، أليس رائعًا أن نكون أصدقاءً لأطفالنا؟ فرغم كل شيء هم أبناؤنا ونريدهم أن يشعروا بقربنا لهم وأن يستمتعوا برفقتنا. أليس كذلك؟ وما العيب في ذلك؟

 

ليس هنالك أي عيب في أن نرغب في تطوير علاقاتنا مع أطفالنا فهذا شيء جيد.

في الواقع يمكننا أن نبني علاقتنا بأطفالنا وأن نكون أقرب لهم ولكن لن نستطيع أن نكون أصدقاءً لهم. لماذا؟ يرجع ذلك إلى حقيقة واحدة وهي: أننا مسؤولون عن حمايتهم وهذا يعني أننا يجب أن نستخدم سلطتنا لمنعهم من اتخاذ القرارات السيئة مما يجعل صداقتنا معهم مستحيلة.

يمكن للأصدقاء أن يقدموا النصائح لبعضهم البعض لكنهم لن يمنعون بعضهم من اتخاد القرارات التي من الممكن أن تكون سيئة؛ فالأصدقاء لهم حرية اتخاذ القرار على خلاف أطفالك.

كمثال على ذلك: إن أخبرت صديقي أنني سأذهب للغوص بالقفز من أعلى جرف بارتفاع مئة قدم، فغالبًا سيصفني بالمجنون، أو يخبرني أن ذلك الفعل غير آمن، وبالتأكيد سيحذرني من القيام به. في نهاية الأمر أنا لم أقم بهذه المغامرة من قبل أبدًا ومن غير الآمن القفز من هذا الارتفاع في أول محاولة غوص، لكن رغم كل ما قيل فبإمكاني اتخاذ القرار والقيام بذلك وصديقي سيستسلم لهذا الواقع.

فلهذا السبب هو صديقي وأطفالي هم أطفالي! عندما تخبرني طفلتي ذات الأربعة عشر عامًا أنها تريد مثلًا أن تقوم بهذه المغامرة مع أصدقائها؛ فلن اسمح بحدوث ذلك وسيكون قراري قطعيًا بعدم ذهابها. قد أتنزعج الطفلة ولكن دور الآباء هو الحفاظ على سلامة أبنائهم.

هذا هو السبب الوحيد الذي يجعلنا لا نكوّن صداقات مع أطفالنا. بالطبع أنا أقصد عندما لايزال أبناؤنا أطفالًا لكن عندما يصبحون بالغين، يمكن لهذه القواعد أن تتغير ويمكن أن نصبح أصدقاءً لهم وعندما ينضجون يمكننا أن نقدم كل النصائح التي نريدها لهم وعندئذٍ يمكنهم أن يتخذوا القرارات بأنفسهم نظرًا لبلوغهم.

أنا متيقن أن هناك أسباب أخرى تمنع من أن ننشئ صداقة مع أطفالنا، ولكن نظرًا لأننا آباءهم فإننا مسؤولون عنهم نتحكم في قراراتهم مما يجعل الأسباب الأخرى غير ضرورية.

وبينما يجب أن نستمتع ونحن نرى أطفالنا يكبرون أمامنا وأن نكون أفضل والدين لهم، ينبغي أن ندرك أيضًا أنهم لازالوا أطفالًا وأننا في مراحل عمرية مختلفة عنهم. فأطفالنا بحاجة إلى الإرشاد والحماية لينعموا بالأمان.

خبرتهم القليلة بالحياة ترغمنا أحياناً بأن نتخذ قرارات لن يرغب الطفل بها. وقد نضطر إلى إلغاء قراراتهم في بعض الأحيان وجعلهم يمتثلون لما نؤمن أنه الأفضل مما يخلق ديناميكية السلطة غير المتكافئة بيننا.

الأمر الجيد فيما نقوم به هو أننا نضع حدودًا لا ينبغي تجاوزها مما يساعدهم في تكوين نظرة واضحة عن الأسرة السليمة والصحية.

وهذا الوعي بأن هناك حدود لتصرفاتهم سيزعجهم بالطبع لكنه بالأساس سيوجههم إلى طريق أكثر سلامة وأمان ونتيجة لذلك سننشئ أطفالًا أكثر صحة وأمانًا وهذا ما سيعوض عن عدم إمكانيتنا في أن نكون أصدقاءً لأبنائنا.

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير