نصائح طبية من الصيدلانية طيب محمد فاروسي
الدكتورة الصيدلانية طيب محمد فاروسي - إيطاليا
القبة نيوز-لالارتفاع ضغط الدم في جسم الانسان عدة أسباب ، وبما أنّ لضغط الدم علاقة وثيقة بالقلب ، فقد أثبتت الدراسات أنّ صحة القلب تتطلًب مستويات مثلى وطبيعية من معدن المغنيسيوم ، حيث أنّ نقص بعض المواد الغذائية وبعض المعادن في الجسم له علاقة بتطور ارتفاع ضغط الدم ، ويعد معدن المغنيسيوم واحد من هذه المعادن الحيوية .
إنّ هذا المعدن له دور مهم في الحفاظ على عظامنا قوية وسليمة ، وهو معدن أساسي يساعد في السيطرة على ضغط الدم لدينا ، فمن وظائفه جعل العضلات ملساء وإبقاء الأوعية الدموية ليّنة ومرنة في أجسادنا.فالمستويات المنخفضة لمعدن المغنيسيوم يمكن أن تكون سبباً مباشراً في خفض مستويات معدن البوتاسيوم في الجسم ، ولذلك فإنّ مكملات البوتاسيوم ضرورية لإبقاء ضغط الدم تحت السيطرة .
والجدير بالذكر أن لمكملات المغنيسيوم دور فعّال في تنظيم النوم كمّاً ونوعاً ، ولذلك يلجأ الأشخاص الذين يعانون من إضطرابات النوم إلى تناول مكملات المغنيسيوم للحصول على نوم هادىء ومريح ، ولا سيما أنّ اضطرابات النوم قد تسهم في تطوير ضغط الدم . لذا فإنّ معدن المغنيسيوم ليس ضرورياً للحفاظ على ضغط الدم فحسب ، بل هو مهم لصحة الجسم بشكل عام ، خاصة إن انخفاض هذا المعدن يزيد من مقاومة الإنساني وبالتالي يزيد من خطورة الإصابة بمرض السكري .
أسباب انخفاض مستوى المغنيسيوم في الجسم :
1- العيش في المجتمعات الصناعية
2- نظام غذائي لا يحتوي على الكمية المطلوبة من هذا المعدن والتي يجب أن لا تقلّ عن ( 400-600 ) ملغ يومياً .
3- استخدام بعض الأدوية لعلاج أمراض معينة والتي كأثر جانبي تقلّل من مستوى المغنيسيوم في الجسم
مثل : مثبطات مضخة البروتون التي تخفّف من إفراز الحمض المعدي والمستخدمة لأمراض المعدة كدواء الاوميبرازول ودواء اللانزوبرازول ودواء البنتوبرازول
ومثل : مدرات البول المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم كدواء الفوروسيميد ودواء الايزيديريكس ودواء اللازيكس حيث أنّ هذه الأدوية تقلل من مستويات معدن البوتاسيوم في الجسم .
علاج نقص معدن المغنيسيوم :
لعلاج نقص المغنيسيوم يُنصح بالإكثار من تناول الخضار والفواكه وكذلك المكسرات ( ولكن باعتدال لأنها تحتوي على نسبة عالية من الدهون ) ، وإدخال البذور الكاملة ( البقوليات مثلاً ) إلى النظام الغذائي اليومي لأنها تحتوي على مستويات جيدة من هذا المعدن.
المكملات الغذائية لها دور هام أيضاً في تزويد الجسم ( ضمن شروط معينة ) بمعدن المغنيسيوم ، حيث أن هناك مكملات تحتوي على عنصر المغنيسيوم بشكل ( مغنيسيوم ماليات ) وهي تكون خالية من وجود أي معدن آخر معه ، هذا النوع من المكملات يفيد في توفير الطاقة لخلايا الجسم . هناك مكملات غذائية تحتوي المغنيسيوم مع أنواع أخرى من المعادن والفيتامينات ويمون وحود المغنيسيوم فيها بنسب تختلف عن نسب وجوده بشكل منفرد .
تشير الدراسات الحديثة أنّ تناول مكملات المغنيسيوم بشكل يومي ولمدة ثلاثة شهور قد يساهم في التخفيف من ارتفاع ضغط الدم بشكل طفيف ، ولكن علينا أن نتناول هذه المكملات بناءً على نصيحة الطبيب المعالج واستشارة الصيدلاني وبالاعتماد على نتائج الفحوصات اللازمة لكمية هذا المعدن ومدى ضرورة وحاجة الجسم له ، حيث تتم فحوصات معدن المغنيسيوم في المختبر إمّا بقياس مستواه في خلايا الدم الحمراء أو عن طريق اختبار البول المخصص له . علماً أن هذه المكملات قد تسبب بحدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي في الجسم وقد تتداخل مع أدوية أخرى مثل :
1- بعض أنواع المضادات الحيوية :
كزمرة الأمينوغلوغوزيدات ( ستربتومايسين / جنتامايسين / أميكاسين / توبراسين / نيومايسين )
وزمرة الكينولات ( سيبروفلوكساسين / فلوكساسين / نورفلوكساسين )
وزمرة التتراسيكلينات ( تتراسيكلين / دوكسيسيكلين / مينوسيكلين )
2- البسفوسفونات مثل : فوزاماكس / أكتونيل / بونفيفا المستخدمة لعلاج هشاشة العظام
3- الأدوية حاصرات الكالسيوم المستعملة لعلاج ارتفاع ضغط الدم مثل : ديلتيازيم / أميلوديبين
وكذلك تتداخل مكملات المغنيسيوم مع مرخيات العضلات ومدرات البول خافضة معدن البوتاسيوم ، وتُؤخذ بحذر شديد لمرضى الكلية والكبد والقلب .
لذلك نؤكد هنا أنّه يتوجب على الأشخاص الذين يعانون من أمراض خطيرة في القلب أو الكبد أو الكلية أن لا يتناولوا مكملات المغنيسيوم إلاّ بعد استشارة الطبيب المختص.