الدليل النفسي للتعامل مع الأطفال خلال كورونا
القبة نيوز - حذَّر أطباء من مشكلات صحية ونفسية طرأت على حياة الأطفال منذ تفشي جائحة كورونا مثل تأخر الكلام والسمنة وجفاف العيون ونقص فيتامين (د) وسوء النوم والكوابيس واضطراب المزاج، في أوضح صور لتأثير "كوفيد-19" على معيشة الصغار.
دراسات عدة عكف عليها الباحثون وتصريحات أدلى بها الأطباء جميعها تمحورت حول ما أصبحت عليه صحة وحياة الأطفال منذ تفشي الفيروس التاجي وفرض الحجر المنزلي، في محاولة للفت أنطار الوالدين والمسؤولين لسلوكيات الصغار وإيجاد بدائل ومعالجة الوضع القائم.
اضطراب نفسي
وحذر أطباء من خطورة الآثار النفسية لفيروس كورونا على الأطفال، موضحين أن أمراض الوسواس القهري والاكتئاب زادت بين الصغار جدا، وقدموا مجموعة من النصائح للوالدين لكيفية التغلب عليها.
وأكدوا أن الطفل مرآة تعكس سلوكيات وأفكار والحالة النفسية للوالدين، وبالتالي فإن حالة الاضطراب النفسي والقلق التي سيطرت على الآباء والأمهات منذ تفشي كورونا انتقلت إلى صغارهم، وفي بعض الحالات تحولت إلى وسواس قهري واضطراب نفسي شديد.
وقالوا: "بعض الأطفال عانوا من اضطرابات نفسية خلال الفترة الماضية. رأينا حالات كثيرة من الصغار خلال الأسابيع السابقة زادت لديهم حالات الوسواس القهري والقلق والاكتئاب".
وأضافوا: "في الفترة الماضية تعاملت مع حالات لأطفال بعمر 4 و5 سنوات، أياديهم مرفوعة طوال الوقت ويرفضون لمس أي شيء أو الاقتراب من الأشخاص، ويعقِّمون أياديهم بصورة هيستيرية تصل في بعض الأحيان إلى جفافها وإصابتها بأمراض جلدية أو البكاء الشديد اعتقاداً منهم بالتقاط الفيروس، وهذه الحالات تعرف بالوسواس القهري".
وتحدثوا عن اضطرابات نفسية أخرى شاهدها الأطباء بكثرة بين الأطفال بعد تفشي الجائحة، مثل القلق العام والخوف من المجهول أو اللاشيء، وأيضا الاكتئاب والضغط النفسي والكبت نتيجة الحرص الشديد الذي فرضه الآباء عليهم بعد ظهور المرض، وتحجيم طرق اللعب التقليدية وتوحدهم مع الألعاب الإلكترونية.
طمأنة الطفل
وقدموا مجموعة من النصائح للوالدين للتخفيف من الضغط النفسي على الأطفال، موضحين أن البداية بمعالجة الآباء والأمهات من الضغوط النفسية التي يعانون منها حتى لا تنتقل بالتبعية للصغار.
وقالوا: "يجب أن يتعامل الوالدان مع الأطفال في هذه المرحلة بحرفية وتقديم المعلومات لهم دون إرهابهم والتهويل من الوضع وأيضا دون التهوين. الصغار يحتاجون للاطمئنان والتعامل أمامهم مع الوضع بصورة أكثر عقلانية دون استهانة أو تضخيم للأمور".
وتابعوا: "من المهم التعامل مع الأطفال خلال هذه الفترة بما يسمى طريقة (التشريط التدريجي)، وهو نوع علاجي سلوكي يستند لطمأنة الطفل وتجريب الأمور معه دون إخافته أو معاملته بصرامة. مثلا يأخذ الأب ابنه إلى الشارع مع اتباع الإجراءات الصحية ليجرب معه الخروج من المنزل دون رهبة ما دام يتبع الطرق الوقائية وهكذا".
ونصحوا الآباء بضرورة عرض الأطفال على مختصين نفسيين حال الشعور بأي أعراض اكتئاب أو قلق متزايد أو ملاحظة سلوكيات تدل على خلل نفسي أو حالة مرضية، مشيرا إلى أن علاج الأطفال نفسيا غالبا يبدأ بالعلاج السلوكي واللعب، وفي الحالات الشديدة يلجأ الأطباء للأدوية والعقارات.
مشاكل صحية
ولا تقتصر آثار "كوفيد- 19" على الأطفال على الجانب النفسي، إذ تمتد إلى الجانبين العقلي والجسدي. الرئيسة السابقة للجمعية الهندية لطب الأطفال تحدثت مؤخرا عن المشكلات الصحية والبدنية المترتبة على إغلاق المدارس وتقييد الحركة ونمط الحياة المستقرة.
وقالت شيلبا أروسكار: "زيادة الوزن بسبب قلة ممارسة الرياضة ونمط الحياة المستقرة والشراهة في الأكل هي واحدة من أكثر الملاحظات شيوعا في الهند، إذ زادت حالات الأمراض المرتبطة بالسمنة وأنماط الأكل غير الطبيعية بين الأطفال".
وذكرت أن ما يقرب من نصف الحالات التي تستشيرها يوميا يتم تشخيصها على أنها تأثير لـ"كوفيد-19" على نمط الحياة المستقرة بين الأطفال، مشيرة إلى أن المشكلات الأخرى تنجم عن الاستخدام المفرط للهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر والألعاب الإلكترونية.
وقالت أروسكار: "يؤدي قضاء أكثر من الوقت المطلوب أمام الشاشات إلى تفاعل أقل في المنزل، وتأخر الكلام لدى الأطفال الصغار والعديد من المشكلات السلوكية، مثل نوبات الغضب وفرط النشاط أو عدم الاهتمام بالطعام، خاصة في الفئة العمرية التي تقل عن 5 سنوات".
طبيب الأطفال واختصاصي العناية المركزة بأحد المستشفيات الهندية ن.ن. هارشا، قال: "رأيت حالات يصبح فيها الأطفال أكثر عدوانية إذا طلب منهم الآباء التوقف عن اللعب على الهواتف المحمولة. إنهم يشكون من جفاف العين وآلام الظهر وآلام الرقبة واليدين نتيجة قضاء الكثير من الوقت على أجهزتهم الرقمية ".
نقص فيتامين (د) الحاد من المشاكل الجسدية التي ظهرت بين الصغار، نظرا للجلوس في المنزل والتعرض المحدود للشمس، إذ يحتاج الطفل إلى 800 إلى 1000 وحدة منه يوميا في العموم.
الدكتور كومار سالفي، رئيس قسم طب الأطفال في مستشفى "فورتيس هيرانانداني" الهندية، قال: "أهم الشكاوى التي قابلتها خلال عملي هي نقص فيتامين (د) والسمنة وتهيج العين حتى بين الأطفال".
دراسات عدة عكف عليها الباحثون وتصريحات أدلى بها الأطباء جميعها تمحورت حول ما أصبحت عليه صحة وحياة الأطفال منذ تفشي الفيروس التاجي وفرض الحجر المنزلي، في محاولة للفت أنطار الوالدين والمسؤولين لسلوكيات الصغار وإيجاد بدائل ومعالجة الوضع القائم.
اضطراب نفسي
وحذر أطباء من خطورة الآثار النفسية لفيروس كورونا على الأطفال، موضحين أن أمراض الوسواس القهري والاكتئاب زادت بين الصغار جدا، وقدموا مجموعة من النصائح للوالدين لكيفية التغلب عليها.
وأكدوا أن الطفل مرآة تعكس سلوكيات وأفكار والحالة النفسية للوالدين، وبالتالي فإن حالة الاضطراب النفسي والقلق التي سيطرت على الآباء والأمهات منذ تفشي كورونا انتقلت إلى صغارهم، وفي بعض الحالات تحولت إلى وسواس قهري واضطراب نفسي شديد.
وقالوا: "بعض الأطفال عانوا من اضطرابات نفسية خلال الفترة الماضية. رأينا حالات كثيرة من الصغار خلال الأسابيع السابقة زادت لديهم حالات الوسواس القهري والقلق والاكتئاب".
وأضافوا: "في الفترة الماضية تعاملت مع حالات لأطفال بعمر 4 و5 سنوات، أياديهم مرفوعة طوال الوقت ويرفضون لمس أي شيء أو الاقتراب من الأشخاص، ويعقِّمون أياديهم بصورة هيستيرية تصل في بعض الأحيان إلى جفافها وإصابتها بأمراض جلدية أو البكاء الشديد اعتقاداً منهم بالتقاط الفيروس، وهذه الحالات تعرف بالوسواس القهري".
وتحدثوا عن اضطرابات نفسية أخرى شاهدها الأطباء بكثرة بين الأطفال بعد تفشي الجائحة، مثل القلق العام والخوف من المجهول أو اللاشيء، وأيضا الاكتئاب والضغط النفسي والكبت نتيجة الحرص الشديد الذي فرضه الآباء عليهم بعد ظهور المرض، وتحجيم طرق اللعب التقليدية وتوحدهم مع الألعاب الإلكترونية.
طمأنة الطفل
وقدموا مجموعة من النصائح للوالدين للتخفيف من الضغط النفسي على الأطفال، موضحين أن البداية بمعالجة الآباء والأمهات من الضغوط النفسية التي يعانون منها حتى لا تنتقل بالتبعية للصغار.
وقالوا: "يجب أن يتعامل الوالدان مع الأطفال في هذه المرحلة بحرفية وتقديم المعلومات لهم دون إرهابهم والتهويل من الوضع وأيضا دون التهوين. الصغار يحتاجون للاطمئنان والتعامل أمامهم مع الوضع بصورة أكثر عقلانية دون استهانة أو تضخيم للأمور".
وتابعوا: "من المهم التعامل مع الأطفال خلال هذه الفترة بما يسمى طريقة (التشريط التدريجي)، وهو نوع علاجي سلوكي يستند لطمأنة الطفل وتجريب الأمور معه دون إخافته أو معاملته بصرامة. مثلا يأخذ الأب ابنه إلى الشارع مع اتباع الإجراءات الصحية ليجرب معه الخروج من المنزل دون رهبة ما دام يتبع الطرق الوقائية وهكذا".
ونصحوا الآباء بضرورة عرض الأطفال على مختصين نفسيين حال الشعور بأي أعراض اكتئاب أو قلق متزايد أو ملاحظة سلوكيات تدل على خلل نفسي أو حالة مرضية، مشيرا إلى أن علاج الأطفال نفسيا غالبا يبدأ بالعلاج السلوكي واللعب، وفي الحالات الشديدة يلجأ الأطباء للأدوية والعقارات.
مشاكل صحية
ولا تقتصر آثار "كوفيد- 19" على الأطفال على الجانب النفسي، إذ تمتد إلى الجانبين العقلي والجسدي. الرئيسة السابقة للجمعية الهندية لطب الأطفال تحدثت مؤخرا عن المشكلات الصحية والبدنية المترتبة على إغلاق المدارس وتقييد الحركة ونمط الحياة المستقرة.
وقالت شيلبا أروسكار: "زيادة الوزن بسبب قلة ممارسة الرياضة ونمط الحياة المستقرة والشراهة في الأكل هي واحدة من أكثر الملاحظات شيوعا في الهند، إذ زادت حالات الأمراض المرتبطة بالسمنة وأنماط الأكل غير الطبيعية بين الأطفال".
وذكرت أن ما يقرب من نصف الحالات التي تستشيرها يوميا يتم تشخيصها على أنها تأثير لـ"كوفيد-19" على نمط الحياة المستقرة بين الأطفال، مشيرة إلى أن المشكلات الأخرى تنجم عن الاستخدام المفرط للهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر والألعاب الإلكترونية.
وقالت أروسكار: "يؤدي قضاء أكثر من الوقت المطلوب أمام الشاشات إلى تفاعل أقل في المنزل، وتأخر الكلام لدى الأطفال الصغار والعديد من المشكلات السلوكية، مثل نوبات الغضب وفرط النشاط أو عدم الاهتمام بالطعام، خاصة في الفئة العمرية التي تقل عن 5 سنوات".
طبيب الأطفال واختصاصي العناية المركزة بأحد المستشفيات الهندية ن.ن. هارشا، قال: "رأيت حالات يصبح فيها الأطفال أكثر عدوانية إذا طلب منهم الآباء التوقف عن اللعب على الهواتف المحمولة. إنهم يشكون من جفاف العين وآلام الظهر وآلام الرقبة واليدين نتيجة قضاء الكثير من الوقت على أجهزتهم الرقمية ".
نقص فيتامين (د) الحاد من المشاكل الجسدية التي ظهرت بين الصغار، نظرا للجلوس في المنزل والتعرض المحدود للشمس، إذ يحتاج الطفل إلى 800 إلى 1000 وحدة منه يوميا في العموم.
الدكتور كومار سالفي، رئيس قسم طب الأطفال في مستشفى "فورتيس هيرانانداني" الهندية، قال: "أهم الشكاوى التي قابلتها خلال عملي هي نقص فيتامين (د) والسمنة وتهيج العين حتى بين الأطفال".