facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

أبو خضير يكتب : لاتغلقوا المساجد

أبو خضير يكتب : لاتغلقوا المساجد
د. نسيم أبو خضير

القبة نيوز- نعيش هذه. الأيام ظروفاً صحية صعبة ، يتحمل مسؤوليتها الجميع من خلال الإلتزام بالتعليمات الصحية التي تصدر عن لجنة الأوبئة ، وخاصة ضرورة التباعد الإجتماعي ، وارتداء الكمامات ، والقفازات.
ونظراً لأن المساجد مكان إجتماع المصلين لأداء صلاة الجماعة ، لما فيها من الأجر والثواب ، وحتى لاتغلق المساجد لابد من توخي الحذر والأخذ بالأسباب.
وعليه فإني أقترح :
- أن لاتتجاوز المدة بين الأذان والإقامة سبع دقائق.
- عدم. الإطالة بالصلاة وأكتفاء الإمام بقراءة الفاتحة وماتيسر من القرآن الكريم على أن لايزيد على عدد آيات سورة الفاتحة.
- أن لايطيل الإمام الركوع والسجود والدعاء.
- أن يغادر المصلون المسجد بعد الإنتهاء من الصلاة والاستغفار ثلاثاً، والدعاء : أللهم أنت السلام ومنك السلام فحينا ربنا بالسلام، تباركت ربنا وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام.
- أن يؤخر صلاة السنة لأدائها في البيت.
إضافة إلى الإلتزام والتقيد بضوابط الصحة العامة، وتعليمات لجنة الأوبئة والسلامة العامة ، حتى نضمن المداومة على صلاة الجماعة في المساجد وعدم إغلاقها ، لما لصلاة الجماعة من فضل كبير.
فالصلاة فريضة من الفرائض التى افترضها الله عز وجل على عباده ، وهى أول أركان الإسلام بعد الشهادتين ، وهى أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة فإن صلحت صلح سائر عمله ، وإن فسدت فسد سائر عمله ، فينبغي على كل مسلم ومسلمة المحافظة عليها كما أمر الله عز وجل ، وكما أمر النبي صلى الله عليه وسلم .
ومن عظم أهمية الصلاة فى الإسلام أن ثواب أدائها فى جماعة أفضل بكثير من صلاتها منفرداً .
إن المتأمل فى القرآن الكريم ، والمتدبر لآياته يجد أن الله تبارك وتعالى أمر بالمحافظة على أداء الصلاة فى وقتها ، قال الله تعالى : (إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا).
وقال تعالى : (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ).
 
قال الإمام القرطبي رحمه الله:
قوله تعالى : {حَافِظُوا} خطاب لجمع الأمة ، والآية أمر بالمحافظة على إقامة الصلوات في أوقاتها بجميع شروطها. والمحافظة هي المداومة على الشيء والمواظبة عليه.
 
وقال الإمام الطبري رحمه الله:
يعني تعالى ذكره بذلك: واظبوا على الصلوات المكتوبات في أوقاتهن، وتعاهدوهن والزَمُوهن، وعلى الصلاة الوسطى منهنّ.
لقد بين النبى صلى الله عليه وسلم أن صلاة الجماعة فضلها عظيم وثوابها كبير ، وتزيد على صلاة المنفرد بدرجات ومن هذه الأحاديث:
 
ما روى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته ، وفي سوقه ، خمسا وعشرين ضعفا ، وذلك أنه : إذا توضأ ، فأحسن الوضوء ، ثم خرج إلى المسجد ، لا يخرجه إلا الصلاة ، لم يخط خطوة ، إلا رفعت له بها درجة ، وحط عنه بها خطيئة ، فإذا صلى ، لم تزل الملائكة تصلي عليه ، ما دام في مصلاه : اللهم صل عليه ، اللهم ارحمه ، ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة.
وعن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة "
 
قال الإمام ابن بطال رحمه الله:
قوله : بسبع وعشرين درجة ، وخمس وعشرين ضعفًا ، وخمس وعشرين جزءًا ، يدل على تضعيف ثواب المصلى فى جماعة على ثواب المصلى وحده بهذه الأجزاء وهذه الأوصاف المذكورة.
وعن أبي موسى الأشعرى رضى الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم ، فأبعدهم ممشى والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرا من الذي يصلي ، ثم ينام "
وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من تطهر في بيته ، ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله ، كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة ، والأخرى ترفع درجة "
ومن أهمية صلاة الجماعة وعظم فضلها أن النبى صلى الله عليه وسلم رغب فى أداء الصلاة فى جماعة ولا سيما صلاة الفجر وصلاة العشاء:
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله
وعن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا، ولقد هممت أن آمر بالصّلاة فتقام، ثمّ آمر رجلا، فيصلّي بالنّاس، ثمّ أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصّلاة فأحرّق عليهم بيوتهم بالنّار"
وبين النبى صلى الله عليه وسلم أن الدرجات فى الجنة بكثرة الذهاب والغدو إلى المساجد لأداء فرائض الله عز وجل :
عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح.
إن المحافظة على صلاة الجماعة سبب فى كمال إسلام العبد وإيمانه:
عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : " من سره أن يلقى الله غدا مسلما ، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن ، فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى ، وإنهن من سنن الهدى ، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته ، لتركتم سنة نبيكم ، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ، ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد ، إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ، ويرفعه بها درجة ، ويحط عنه بها سيئة ، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف "
 
وانظروا إلى هذا الخير العظيم والثواب الجزيل الذى يحصله العبد من محافظته على صلاة الجماعة:
عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان : براءة من النار ، وبراءة من النفاق "
قوله: (من صلى لله) أي خالصاً. (أربعين يوماً) أي ليلة. (في جماعة) متعلق بصلى (يدرك) حال (التكبيرة الأولى) أي التكبيرة التحريمة مع الإمام.
(براءة من النار) أي خلاص ونجاة. منها يقال برئ من الدين والعيب خلص، ولا يكون الخلاص منها إلا بمغفرة الصغائر والكبائر جميعاً ، (وبراءة من النفاق)
قال ابن حجر رحمه الله: إدراك التكبيرة الأولى سنة مؤكدة، وكان السلف إذا فاتتهم عزوا أنفسهم ثلاثة أيام، وإذا فاتتهم الجماعة عزوا أنفسهم سبعة أيام.
وعن أبى هريرة- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «والّذي نفسي بيده، لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب، ثمّ آمر بالصّلاة فيؤذّن لها، ثمّ آمر رجلا، فيؤمّ النّاس، ثمّ أخالف إلى رجال فأحرّق عليهم بيوتهم، والّذي نفسي بيده، لو يعلم أحدهم أنّه يجد عرقا سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء»
وانظروا إلى عظم الصلاة فى جماعة والمحافظة على الصف الأول :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
« لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا »
وقال الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله:
(لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول) - يعني: لو يعلمون ما فيهما من الفضل والثواب ، ثم لم يجدوا الوصول إليهما إلا بالاستهام عليهما - ومعناه : الاقتراع - لاستهموا عليهما تنافساً فيهما ومشاحة في تحصيل فضلهما وأجرهما.
قال سعيد بن المسيب: ما أذن مؤذن منذ عشرين سنة إلا وأنا في المسجد.
وكان الربيع بن خيثم قد سقط شقه في الفالج فكان يخرج إلى الصلاة يتوكأ على رجلين فيقال له : يا أبا محمد قد رخص لك أن تصلي في بيتك أنت معذور فيقول : هو كما تقولون و لكن أسمع المؤذن يقول : حي على الصلاة حي على الفلاح فمن استطاع أن يجيبه و لو زحفا أو حبوا فليفعل
وكان بعض السلف يقول : ما فاتت أحدا صلاة الجماعة إلا بذنب أصابه.

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )