علمي أولادك التوفير .. "الحصالة" بنك الأطفال الأول
القبة نيوز- القجة أو الحصالة، ذلك الوعاء الصغير الذي غالبا ما يستخدمه الصغار لجمع نقودهم في مكان آمن بعيد عن الصرف. إنها بنك الأطفال الأول، ويمكن شراء حصالة جميلة وتقديمها للطفل هدية، كما يمكن مشاركته باختيار حصالته.
لهذا الوعاء المقفل أشكال مختلفة، من الحيوانات كالأبقار والأغنام والقطط والكلاب، ويمكن أن تكون على شكل بيت أو خزنة أو بشكل أحد المعلبات ويكون فتحها صعبا.
وتصنع الحصالات من البلاستيك أو السيراميك أو الفخار أو الحديد وغيرها من المواد. وبعض الحصالات تصنع بمفاتيح أو فتحات سهلة، بعضها لا يمكن فتحها إلا بكسرها أو تمزيقها مما يؤجل فتحها لفترات متباعدة. كما يوجد حصالات حديثة تقوم بتسجيل دخول النقود إليها وتشير إلى المجموع، قد تكون عملية لكنها تفقد وهج المفاجأة أيضا.
وإلى جانب ادخار المال فإن الحصالة تعلم الأولاد التوفير وتجميع المال لاستعماله في مناسبة أو لحاجة معينة، فيقدر قيمته.
حل المشكلات المالية
تقول رانيا توما إن ابنها الصغير (11 سنة) لديه قجة لم تفتح بعد منذ ولادته، أما قجة أخيه الأكبر (13 سنة) فقد فتحت منذ سنوات، وقد فكت أزمة مالية.
وتضيف أن الولدين كانا متحمسين لجمع النقود المعدنية واعدين نفسيهما بشراء بعض الألعاب غالية الثمن، إلا أن فقدان الليرة اللبنانية قيمتها جعلهما أقل حماسة، فصارا يضعان بها النقود في فترات متقطعة.
وكان للولدين قجة في بيت جدهما، يضع الجد فيها النقود، ولكن عندما ولد ابن عمهما، تبرعا بها وأسمياها على اسمه، وما يزالان يجمعان له المال بها منذ ثلاث سنوات.
سداد دين من القجة
أما إلهام جبيلي فتقول إنه لطالما حلت قجة ابنها مشاكل مادية طارئة، فهي برأيها "القرش الأبيض لليوم الأسود". تقول "عادة ننسى هذه النقود المعدنية الصغيرة، فنرميها في قجة المنزل، ولكن بعد فترة نجدها ذخرا".
وتشير إلى أن زوجها فك أزمة صديقه بفتح القجة ودكان ينه عام 1975 يبلغ 350 ليرة، وكانت قيمتها الشرائية عالية جدا بحيث "تشكل أكثر من راتبي كحد أدنى".
ودرجت الأم على تعويد أولادها الأربعة أن يجمعوا المال في حصالاتهم لصرفها أثناء المدرسة لشراء بعض اللوازم، ولشراء الهدايا لبعضهم البعض في المناسبات.
وبينت أن القجة كانت تفتح سنويا وكان الخيار لكل ولد أن يفتحها في الوقت الذي يختاره من السنة وللسبب الذي يريده. وكانت القجج بلاستيكية تفتح عبر شقها بسكين حادة، ويجتمع الأخوة لفرز النقود وعدها في جو حماسي مبهج.
من نوع آخر
تقول بتول كريم إن ابنتها ياسمينا اختارت قجتها من حوالي أربع سنوات، وهي حديدية مرسوم عليها شخصية فروزن الكرتونية، وترفض فتحها رفضا قاطعا. أما النقود التي تضعها فكانت متنوعة: بالليرة اللبنانية إلى الدولار إلى اليورو.
أما آلاء حيدر فتشرح أن ابنها عبد الكريم تسع سنوات يدخر النقود المعدنية في قجة يفتحها كل شهر ويتبرع بها لمن يحتاج. في حين تخبئ له أمه مصروفه الشهري والعيديات في حقيبة خاصة ليشتري الهدايا، وآخرها كان لـ "عيد الأب".
وتقول إنه ليس أجمل من المال الذي تجده صدفة ويكون منسيا في جيوب أحد الثياب أو الحقائب، يكون غير متوقع وكأنه هدية، أو قجة منسية.
ويقول شقيقها جعفر إن لأولاده الثلاثة قججا يفتحها كل شهرين ويحول النقود من الليرة إلى الدولار كي لا تفقد قيمتها كليا.
لشراء الذهب
فدى قبلان تقول إنها قبل ولادة ابنها ياش منذ حوالي سنتين وضعت قجة باسمه على شكل حذاء، وكانت تتعمد هي ووالده شراء القهوة من مكان العمل حيث يرد الباقي نقودا معدنية لوضعها فيها، وكل شهرين أو أكثر تفرغ القجة لشراء قطعة ذهب أو ليرة أو أونصة، وتشير إلى أن فرق الدولار على الليرة لم يعد يجدي لتجميع النقود، مما أفقدهما حماسة الادخار.
وتقول منى سعيد إنها تعلمت من أمها كيف تجمع المال بعد أن فرضت عليها في طفولتها تجميع النقود في قجة لها مفتاح يبقى مع الوالدة، وتفتح مرة كل عام أثناء عيد ميلادها لشراء هديتها لأن وضع أهلها المالي كان صعبا خاصة في ظل غياب الأب وعمل الأم المتواضع.
وتعود قبلان لتقول إنها لطالما شاركت في مصاريف تعليمها من هذه القجة بعد أن كانت تضحي ببعض ثمن مشتريات الحلوى فتحرم نفسها لتضع المال فيها.
وتضيف أنها شعرت بقيمة المال الذي يجمع وتقوم بالأمر عينه مع أطفالها لكنها تقدم لهم الهدايا وتسمح لهم أن يختاروا لأنفسهم هدية من المال المجموع في قجتهم كل عام، وتشير إلى أنهم يتبارون فيمن يجمع أكثر.
بحصة تسند خابية
وكما تفك أموال القجة -المجموعة على مهل- أزمات كبيرة، كما في المثل الشعبي المعروف "بحصة تسند خابية" فإن البعض يستخدم قجته لشراء قطع ذهب.
إذ لطالما جمعت بعض السيدات المال لشراء أساور وقطع من الذهب للزينة، ولأن "القرش البيض ليوم أسود" فإنها تحتاج فيه أن تسجل ابنها في الجامعة أو تشتري قطعة أرض أو سيارة.
وكم من سيدة اضطرت لبيع ذهبها في الأيام الصعبة ووجدتها ذخرا ثمينا ينقذ العائلة من مواقف اقتصادية صعبة.
لكن ومنذ حوالي السنة أصبحت قيمة ما في القجة مخيبة للآمال في لبنان بعد ارتفاع سعر صرف الليرة مقابل الدولار من 1500 إلى ما يقارب 10 آلاف ليرة. خاصة أن جمع الأطفال للمال لم يكن بمعظمه من العملة الصعبة إنما بالليرة.
المصدر : الجزيرة
لهذا الوعاء المقفل أشكال مختلفة، من الحيوانات كالأبقار والأغنام والقطط والكلاب، ويمكن أن تكون على شكل بيت أو خزنة أو بشكل أحد المعلبات ويكون فتحها صعبا.
وتصنع الحصالات من البلاستيك أو السيراميك أو الفخار أو الحديد وغيرها من المواد. وبعض الحصالات تصنع بمفاتيح أو فتحات سهلة، بعضها لا يمكن فتحها إلا بكسرها أو تمزيقها مما يؤجل فتحها لفترات متباعدة. كما يوجد حصالات حديثة تقوم بتسجيل دخول النقود إليها وتشير إلى المجموع، قد تكون عملية لكنها تفقد وهج المفاجأة أيضا.
وإلى جانب ادخار المال فإن الحصالة تعلم الأولاد التوفير وتجميع المال لاستعماله في مناسبة أو لحاجة معينة، فيقدر قيمته.
حل المشكلات المالية
تقول رانيا توما إن ابنها الصغير (11 سنة) لديه قجة لم تفتح بعد منذ ولادته، أما قجة أخيه الأكبر (13 سنة) فقد فتحت منذ سنوات، وقد فكت أزمة مالية.
وتضيف أن الولدين كانا متحمسين لجمع النقود المعدنية واعدين نفسيهما بشراء بعض الألعاب غالية الثمن، إلا أن فقدان الليرة اللبنانية قيمتها جعلهما أقل حماسة، فصارا يضعان بها النقود في فترات متقطعة.
وكان للولدين قجة في بيت جدهما، يضع الجد فيها النقود، ولكن عندما ولد ابن عمهما، تبرعا بها وأسمياها على اسمه، وما يزالان يجمعان له المال بها منذ ثلاث سنوات.
سداد دين من القجة
أما إلهام جبيلي فتقول إنه لطالما حلت قجة ابنها مشاكل مادية طارئة، فهي برأيها "القرش الأبيض لليوم الأسود". تقول "عادة ننسى هذه النقود المعدنية الصغيرة، فنرميها في قجة المنزل، ولكن بعد فترة نجدها ذخرا".
وتشير إلى أن زوجها فك أزمة صديقه بفتح القجة ودكان ينه عام 1975 يبلغ 350 ليرة، وكانت قيمتها الشرائية عالية جدا بحيث "تشكل أكثر من راتبي كحد أدنى".
ودرجت الأم على تعويد أولادها الأربعة أن يجمعوا المال في حصالاتهم لصرفها أثناء المدرسة لشراء بعض اللوازم، ولشراء الهدايا لبعضهم البعض في المناسبات.
وبينت أن القجة كانت تفتح سنويا وكان الخيار لكل ولد أن يفتحها في الوقت الذي يختاره من السنة وللسبب الذي يريده. وكانت القجج بلاستيكية تفتح عبر شقها بسكين حادة، ويجتمع الأخوة لفرز النقود وعدها في جو حماسي مبهج.
من نوع آخر
تقول بتول كريم إن ابنتها ياسمينا اختارت قجتها من حوالي أربع سنوات، وهي حديدية مرسوم عليها شخصية فروزن الكرتونية، وترفض فتحها رفضا قاطعا. أما النقود التي تضعها فكانت متنوعة: بالليرة اللبنانية إلى الدولار إلى اليورو.
أما آلاء حيدر فتشرح أن ابنها عبد الكريم تسع سنوات يدخر النقود المعدنية في قجة يفتحها كل شهر ويتبرع بها لمن يحتاج. في حين تخبئ له أمه مصروفه الشهري والعيديات في حقيبة خاصة ليشتري الهدايا، وآخرها كان لـ "عيد الأب".
وتقول إنه ليس أجمل من المال الذي تجده صدفة ويكون منسيا في جيوب أحد الثياب أو الحقائب، يكون غير متوقع وكأنه هدية، أو قجة منسية.
ويقول شقيقها جعفر إن لأولاده الثلاثة قججا يفتحها كل شهرين ويحول النقود من الليرة إلى الدولار كي لا تفقد قيمتها كليا.
لشراء الذهب
فدى قبلان تقول إنها قبل ولادة ابنها ياش منذ حوالي سنتين وضعت قجة باسمه على شكل حذاء، وكانت تتعمد هي ووالده شراء القهوة من مكان العمل حيث يرد الباقي نقودا معدنية لوضعها فيها، وكل شهرين أو أكثر تفرغ القجة لشراء قطعة ذهب أو ليرة أو أونصة، وتشير إلى أن فرق الدولار على الليرة لم يعد يجدي لتجميع النقود، مما أفقدهما حماسة الادخار.
وتقول منى سعيد إنها تعلمت من أمها كيف تجمع المال بعد أن فرضت عليها في طفولتها تجميع النقود في قجة لها مفتاح يبقى مع الوالدة، وتفتح مرة كل عام أثناء عيد ميلادها لشراء هديتها لأن وضع أهلها المالي كان صعبا خاصة في ظل غياب الأب وعمل الأم المتواضع.
وتعود قبلان لتقول إنها لطالما شاركت في مصاريف تعليمها من هذه القجة بعد أن كانت تضحي ببعض ثمن مشتريات الحلوى فتحرم نفسها لتضع المال فيها.
وتضيف أنها شعرت بقيمة المال الذي يجمع وتقوم بالأمر عينه مع أطفالها لكنها تقدم لهم الهدايا وتسمح لهم أن يختاروا لأنفسهم هدية من المال المجموع في قجتهم كل عام، وتشير إلى أنهم يتبارون فيمن يجمع أكثر.
بحصة تسند خابية
وكما تفك أموال القجة -المجموعة على مهل- أزمات كبيرة، كما في المثل الشعبي المعروف "بحصة تسند خابية" فإن البعض يستخدم قجته لشراء قطع ذهب.
إذ لطالما جمعت بعض السيدات المال لشراء أساور وقطع من الذهب للزينة، ولأن "القرش البيض ليوم أسود" فإنها تحتاج فيه أن تسجل ابنها في الجامعة أو تشتري قطعة أرض أو سيارة.
وكم من سيدة اضطرت لبيع ذهبها في الأيام الصعبة ووجدتها ذخرا ثمينا ينقذ العائلة من مواقف اقتصادية صعبة.
لكن ومنذ حوالي السنة أصبحت قيمة ما في القجة مخيبة للآمال في لبنان بعد ارتفاع سعر صرف الليرة مقابل الدولار من 1500 إلى ما يقارب 10 آلاف ليرة. خاصة أن جمع الأطفال للمال لم يكن بمعظمه من العملة الصعبة إنما بالليرة.
المصدر : الجزيرة