هرمون الكورتيزول... المفتاح السحري لضبط النوم والسيطرة على التوتر
القبة نيوز-تحتاج الأجساد للراحة العميقة لبدء نشاطها بكامل الحيوية في يوم جديد، وفي الواقع يعتمد بقاء الإنسان على قدرته على النوم.
وبحسبموقع"هيلث لاين"، فالكورتيزول، المادة المرتبطة بالإجهاد، لها تأثير قوي على النوم والاستيقاظ في جسم الإنسان، وفيما يلي استعراض لكيفية تفاعلها وتأثيرها على نشاط الشخص اليومي ودورات النوم.
الكورتيزول هرمون يتم إنتاجه بواسطة شبكة معقدة تعرف باسم المحور الوطائي النخامي الكظري، والذي يشمل تحت المهاد والغدة النخامية (كلاهما في الدماغ) كما يشمل الغدد الكظرية التي تقع فوق الكليتين.
لصنع الكورتيزول، ترسل منطقة تحت المهاد إشارة إلى الغدة النخامية، وتحديدًا عن طريق إطلاق مادة تسمى هرمون الإفراج عن الكورتيكوتروبين، والذي يعمل على تحفيز الغدة النخامية لإرسال هرمون آخر إلى مجرى الدم، ويعرف بهرمون قشر الكظر.
ينتقل هذا الهرمون الأخير من خلال مجرى الدم إلى الكليتين ويحفز الغدد الكظرية لإنتاج الكورتيزول. بمجرد أن تنتج الغدة الكظرية ما يكفي من الكورتيزول، يتوقف تحت المهاد (الوطاء) عن إطلاق الإشارة.
الكورتيزول والتوتر
يشتهر الكورتيزول بدوره في الاستجابة للضغط النفسي. في ظل الظروف العصيبة الشديدة، يحفز المحور الوطائي النخامي الكظري إطلاقالكورتيزول.
الخلايا في جميع أنحاء الجسم بها مستقبلات الكورتيزول، لذلك يمكن لهذا الهرمون أن يحفز الكثير من استجابات التهديد الفورية تقريبًا. وتشمل هذه الاستجابات؛ سرعة دقات القلب، ارتفاع نسبة السكر في الدم، تنفس سريع، حدة الحواس.
يعد الكورتيزول الشخص لحالات القتال أو التجمد أو الهروب للنجاة بحياته، لكن هذا ليس كل ما يفعله هذا الهرمون القوي، من الممكن أن يؤثر على المزاج، والهضم والتمثيل الغذائي، ومساعدة الجهاز المناعي على الاستجابة للمرض.
إذن ما علاقة الكورتيزول بالنوم؟
يتشارك النوم والاستجابةللضغوطنفس المسار؛ عندما يعطل شيء ما وظائف المحور الوطائي النخامي الكظري، يمكن أن تتعطل دورات النومك أيضًا.
ينخفض إنتاج الكورتيزول إلى أدنى نقطة عند منتصف الليل تقريبًا، ويبلغ ذروته بعد ساعة من الاستيقاظ. بالنسبة للعديد من الأشخاص، تبلغ الذروة حوالي 9 صباحًا.
بالإضافة إلى الدورة اليومية، يتم إطلاق حوالي 15 إلى 18 نبضة أصغر من الكورتيزول طوال النهار والليل. تتوافق بعض تلك الاندفاعات الأصغر من الكورتيزول مع التغيرات في دورات النوم.
ماذا يؤثر على مستويات الكورتيزول؟
ووجدالباحثونأن الحميات الغذائية التي يكثر بها البروتينات الحيوانية والسكريات المكررة والملح والدهون، يمكن أن تؤثر بشدة على الإنتاج اليومي للكورتيزول، بخلاف الفواكه والخضروات التي تعزز إنتاجه بما يضمن النوم السليم والمنتظم.
تظهر الأبحاث أيضًا أنه عندما يواجه الشخص حدثًا مرهقًا - على سبيل المثال اختبار أو التحدث أمام الجمهور - فإن إضطرابا بهرمونات التوتر قد يحدث لفترة قصيرة، ويعود الجسم إلى مستويات الكورتيزول الطبيعية بسرعة.
ولكن عندما يكون الضغط مزمنًا أو مستمرًا، يمكن أن تستمر التأثيرات على المحور الوطائي النخامي الكظري ومستويات الكورتيزول لفترة طويلة. تؤدي الصدمة في بعض الأحيان إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول لفترة طويلة جدًا.
وقد ظهر ذلك في دراسة أجريت على الناجين من زلزال ونتشوان في الصين عام 2008،ووجد الباحثون مستويات مرتفعة من الكورتيزول في شعر جميع المشاركين.
ولكن يمكن أن يكون العكس صحيحًا أيضًا، حيث وجد الباحثون أن الصدمة واضطراب ما بعد الصدمة يمكن أن يؤدي إلى انخفاض مزمن في مستويات الكورتيزول.
تؤثر اضطرابات النوم مثل انقطاع النفس الانسدادي النومي على المحور الوطائي وتسبب طفرات في إنتاج الكورتيزول.