معاذ مهيدات

القبة  نيوز- منذ سمعت إعلان دولة رئيس الوزراء اليوم الدكتور عمر الرزاز بعودة الحياة تقريبا لطبيعتها، تذكرت خطاب جلالة الملك عبدالله المعظم لشعبه بداية الأزمة ورسالته الإيجابية، عكس الرسائل السلبية التي أرسلها رؤساء دول غربية لشعوبهم، فكان لعبارة (شدة وبتزول) رنينا خاصا في أذن الأردنيين جميعا الذين يشاركون الحكومة هذا النصر بالتزامهم، فحصل ما بثه جلالة الملك بنا من تفاؤل فسنعود للمساجد والكنائس.

و أثارت التجربة الأردنية في التعامل مع فيروس كورونا المستجد إعجاب الكثيرين في العالم، وتم السيطرة على حالات العدوى في أضيق نطاق ممكن في زمن قياسي خلال الأسابيع الماضية. ومنذ بداية تفشي الفيروس في الأردن، اتخذت الحكومة إجراءات استباقية ووضعت خطة صارمة لمكافحة الوباء، الذي ظهر لأول مرة في البلاد في ٢ آذار، وكان المصاب شابا قد عاد لتوه من إيطاليا. وفي ١٤ آذار أعلن رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز عن وقف جميع الرحلات الجوية القادمة والمغادرة إلى الأردن بدءا من ١٧ آذار باستثناء حركة الشحن التجاري، في حين أغلق قطاع التعليم بجميع مستوياته يوم ١٥ آذار ولمدة أسبوعين.

وفي ١٧ آذار وصل عدد الحالات المؤكدة بالمرض إلى ٤٠ حالة، الأمر الذي دفع الحكومة الأردنية إلى تفعيل قانون الدفاع الصادر سنة ١٩٩٢. وبموجب هذا القانون تم تعطيل جميع المؤسسات والدوائر الرسمية والقطاع الخاص باستثناء القطاعات الحيوية والقطاع الصحي، ومنع المواطنين من مغادرة المنزل إلا في حالات الضرورة القصوى. وبعد ذلك توالت أوامر الدفاع إلى أن فرضت الحكومة في ٢٦ آذار حظرا على التنقل، وفرضت غرامات قاسية على المخالفين. وكان العاشر من نيسان يوما فاصلا في المعركة مع الوباء، بعد تطبيق إجراءات صارمة كان من بينها عزل بعض المدن، إذ لم يسجل في هذا اليوم أي اصابات جديدة ولا أي وفيات، بينما أعلن عن شفاء ٩ مصابين.

وفي العاشر من نيسان فرض الأردن حظرا شاملا للتجول، لمدة ٤٨ ساعة، بسبب ارتفاع عدد المخالفات للحظر، وتسجيل مئات المخالفات لمارّة وسيارات. وفي منتصف نيسان أعلن رئيس الحكومة عن مجموعة من الإجراءات للتخفيف عن المواطنين، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه لن يتم رفع الحظر. ومع انحسار الفيروس رويدا رويدا بعد منتصف نيسان، بدأت الحكومة في تخفيف الحظر أكثر فأكثر، ليشمل قطاعات اقتصادية وإنتاجية. وتم تمديد تعطيل عمل الوزارات والدوائر الرسمية والمؤسسات والهيئات العامة حتى نهاية شهر رمضان في إطار الجهود لاحتواء فيروس كورونا المستجد، حتى وصلنا إلى مرحلة الانتصار هذا اليوم الرابع من حزيران.

نسأل الله عز وجل أن يجنبنا هذا الوباء وأن يحفظ وطننا قيادة وشعبا من كل شر ومكروه. ونقول لكل من ساهم في هذا النصر والنجاح من وزراء وقواتنا المسلحة والاجهزة الأمنية والشعب العظيم، الله يعطيكم الف عافيه، وجزاكم الله كل خير ان شاء الله. فأنتم مفخرة لهذا الوطن؛ نفتخر ونعتز بجهودكم وإنجازاتكم التي تواصلت على مدار الساعة، وحان الوقت لنتكاتف نحن الأردنيون جميعا لإطلاق المبادرات لإصلاح الخلل الذي حصل للإقتصاد الأردني، بعيدا عن الذم والنقد غير البناء، هناك أخطاء حصلت فلنتجاوزها، فالآن دقت ساعة العمل.