التجربة الأردنية في مواجهة كورونا
زيد نوايسة
القبة نيوز- في حديثه المهم لشبكة (سي بي إس) الأميركية يقدم الملك عبدالله الثاني وصفا لتجربة الأردن في التعاطي والتعامل مع جائحة كورونا والتي أصبحت اليوم مثار إعجاب وإشادة من المنظمات الدولية المعنية وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الدولية المالية ومثار إشادة من الإعلام العالمي؛ تلك الوصفة تمثلت بسرعة الاستجابة وعدم التراخي بل اتخاذ قرارات حاسمة وصعبة لا يؤمن بها الأردن ونادرا ما يلجأ لها من ناحية حجز حرية تحرك المواطنين وحظر التجوال على مستوى الدولة ولكنه في سياق أولويات حياة الناس وصحتهم لم يتردد للحظة واحدة ولكن بنفس الوقت كان الملك يتحرك بشكل مباشر لضمان العمل بشكل مواز لإدامة الحياة بأفضل ما يمكن أن
يتحقق في مثل هكذا ظروف استثنائية وتوفير ما يحفظ كرامة الإنسان فهي أولوية ليست خاضعة للنقاش.
تمكن الأردن اليوم من تسوية منحنى الإصابة بوقت قياسي كما يقول خبراء الأوبئة، وهو ما سعى له الأردن كما أشار لذلك الملك، وكان العنصر الجوهري في إدارته للأزمة منذ اللحظة الأولى دون التوقف عند أي كلفة مالية بل إن العلاقات الشخصية المباشرة للملك ساهمت في توفير مخزون مهم من مستلزمات الفحص الطبي والأجهزة المتخصصة التي مكنت فرق الاستقصاء الطبي من التحرك بمرونة عالية وسرعة استجابة وزادت من وتيرة الفحوص العشوائية مما ساهم في إمكانية رفع الحظر بشكل شبه كامل عن المحافظات الجنوبية.
هناك رسالة واضحة في حديث الملك وهي أن المعركة ليست قصيرة مع كورونا وهناك موجات قادمة قد تكون أكثر قسوة، وبالتالي العالم اليوم مدعو للاتحاد والتكاتف سواء على صعيد التعاون في المجال الطبي وتوحيد الجهود وتكثيفها من أجل الوصول للقاح وعلاج، ولكن أيضا هناك تحد كبير وهو الاقتصاد وعمليات التصحيح الاقتصادي التي يحتاجها الجميع حتى تلك التي لم تكن تعاني في الأصل من معضلات اقتصادية بما فيها الدول ذات الاقتصاديات الكبرى وليس فقط الدول الفقيرة في الأصل والملتزمة ببرامج التصحيح الاقتصادي كما هو حال الأردن الذي يستضيف ما يوازي 20 بالمائة من سكانه كلاجئين فرضهم عليه موقعه الجغرافي والإقليمي الملتهب منذ ما يقارب العشر سنوات وقبل ذلك اللجوء الفلسطيني ولكنه كان حريصا على التعامل بسوية مع كل المقيمين.
بمقدار ما شكلت جائحة كورونا من تحد غير مسبوق يرى الأردن أنه استطاع استيعاب مرحلة الذروة وتسوية منحنى الإصابات وهو في وضع مريح، لكن لا مجال للاسترخاء وبنفس الوقت لا بد من الانتقال من مرحلة التحدي لمرحلة استثمار الفرص وهو ما يعمل عليه الأردن من خلال تصدير الفائض من احتياجاته من الأجهزة والمستلزمات الطبية والأدوية وإرسال الكوادر الطبية الأردنية التي أثبتت كفاءتها في مكافحة الفيروس ويمكن أن تساهم في مساعدة الدول التي تعاني من نقص في الجهاز الطبي بما فيها دول متقدمة كالولايات المتحدة.
نحن أمام نموذج أردني محترم تناغمت فيه كل مؤسسات الدولة؛ الجيش والجيش الأبيض والأجهزة الأمنية والحكومة كذراع تنفيذية، ووعي والتزام المواطنين؛ وكل ذلك بإدارة وتوجيه ملكي مباشر وميداني يستحق التقدير والفخر.
هناك عالم مختلف بعد كورونا وهناك ملامح تشير لتشكل جديد للعلاقات والتحالفات الدولية بما فيها الحديث عن تعويضات مالية إذا ثبت أن هناك أطرافا تتحمل مسؤولية التأخر في التعامل مع الجائحة، ويجري الحديث عن نقل الاستثمارات الكبرى من الصين، وعلينا عدم إغفال التطورات المتسارعة في انهيار أسعار النفط وتداعياتها أردنياً، وعلى صناع القرار في الأردن أن يستعدوا للتعامل مع هكذا سيناريوهات قادمة.
الغد
يتحقق في مثل هكذا ظروف استثنائية وتوفير ما يحفظ كرامة الإنسان فهي أولوية ليست خاضعة للنقاش.
تمكن الأردن اليوم من تسوية منحنى الإصابة بوقت قياسي كما يقول خبراء الأوبئة، وهو ما سعى له الأردن كما أشار لذلك الملك، وكان العنصر الجوهري في إدارته للأزمة منذ اللحظة الأولى دون التوقف عند أي كلفة مالية بل إن العلاقات الشخصية المباشرة للملك ساهمت في توفير مخزون مهم من مستلزمات الفحص الطبي والأجهزة المتخصصة التي مكنت فرق الاستقصاء الطبي من التحرك بمرونة عالية وسرعة استجابة وزادت من وتيرة الفحوص العشوائية مما ساهم في إمكانية رفع الحظر بشكل شبه كامل عن المحافظات الجنوبية.
هناك رسالة واضحة في حديث الملك وهي أن المعركة ليست قصيرة مع كورونا وهناك موجات قادمة قد تكون أكثر قسوة، وبالتالي العالم اليوم مدعو للاتحاد والتكاتف سواء على صعيد التعاون في المجال الطبي وتوحيد الجهود وتكثيفها من أجل الوصول للقاح وعلاج، ولكن أيضا هناك تحد كبير وهو الاقتصاد وعمليات التصحيح الاقتصادي التي يحتاجها الجميع حتى تلك التي لم تكن تعاني في الأصل من معضلات اقتصادية بما فيها الدول ذات الاقتصاديات الكبرى وليس فقط الدول الفقيرة في الأصل والملتزمة ببرامج التصحيح الاقتصادي كما هو حال الأردن الذي يستضيف ما يوازي 20 بالمائة من سكانه كلاجئين فرضهم عليه موقعه الجغرافي والإقليمي الملتهب منذ ما يقارب العشر سنوات وقبل ذلك اللجوء الفلسطيني ولكنه كان حريصا على التعامل بسوية مع كل المقيمين.
بمقدار ما شكلت جائحة كورونا من تحد غير مسبوق يرى الأردن أنه استطاع استيعاب مرحلة الذروة وتسوية منحنى الإصابات وهو في وضع مريح، لكن لا مجال للاسترخاء وبنفس الوقت لا بد من الانتقال من مرحلة التحدي لمرحلة استثمار الفرص وهو ما يعمل عليه الأردن من خلال تصدير الفائض من احتياجاته من الأجهزة والمستلزمات الطبية والأدوية وإرسال الكوادر الطبية الأردنية التي أثبتت كفاءتها في مكافحة الفيروس ويمكن أن تساهم في مساعدة الدول التي تعاني من نقص في الجهاز الطبي بما فيها دول متقدمة كالولايات المتحدة.
نحن أمام نموذج أردني محترم تناغمت فيه كل مؤسسات الدولة؛ الجيش والجيش الأبيض والأجهزة الأمنية والحكومة كذراع تنفيذية، ووعي والتزام المواطنين؛ وكل ذلك بإدارة وتوجيه ملكي مباشر وميداني يستحق التقدير والفخر.
هناك عالم مختلف بعد كورونا وهناك ملامح تشير لتشكل جديد للعلاقات والتحالفات الدولية بما فيها الحديث عن تعويضات مالية إذا ثبت أن هناك أطرافا تتحمل مسؤولية التأخر في التعامل مع الجائحة، ويجري الحديث عن نقل الاستثمارات الكبرى من الصين، وعلينا عدم إغفال التطورات المتسارعة في انهيار أسعار النفط وتداعياتها أردنياً، وعلى صناع القرار في الأردن أن يستعدوا للتعامل مع هكذا سيناريوهات قادمة.
الغد