إِعادة بَرمجة بعض العادات .. !
فهد خشمان الخالـدي
القبة نيوز- إذا ما استثنينا ما فقدناه مِن أرواح مواطنينا التي فاضَت إلى بارئها (رحمهم الله جميعاً)؛ فإنني لا أرى في مُجمل أزمة (كورونا) إلَّا (أمَلاً) بِغَدٍ أفضل ! و(فُرصَة) لإعادة برمجة وترتيب لبعض عاداتنا التي طَغَت عليها صفة السلبية أكثر مِن أيِ صفة أُخرى ! وتوسَمَت بِسِمات الإسراف والعبثية أكثر مِن أيِ سِمَة أُخرى ..!.
إِنَّ الإشكالية عند الغالبية مِنَّا؛ تحدث حين نعتقد أنَّ بعض ما نُمارسه مِن عادات لا يمكن تصور تغييره أبداً، حيث أنَّ هناك ثَمَة إعتقاد بأَنَّ مُجرد التفكير في عملية التغيير، يُعَدُّ بمثابة انتقاص في قَدر فاعله، بشكل يشوبه نظرة ازدراء مِن الناس إليه ! وهنا مَكمَن المشكلة؛ التي لا نستطيع مِن خلالها التقدم خطوة واحدة نحو الأفضل .
فإذا نظرنا مثلاً إلى حفلات الأفراح عند الغالبية منَّا (قبل أزمة كورونا)، فإنَّ المُلفت للانتباه هو خاصية التنافسية فيمن يستطيع أن ينفق عليها أكثر مِن الآخر؛ كي يكون حديث الساعة بين الناس في كثرة ما قدمه مِن (مناسف)، أو في قيمة ما اشتراه مِن ذهبٍ لصاحبة الصون والعفاف، أو في كثرة ما أطلقه مِن عيارات نارية، أو …! ونتيجة كل ذلك؛ أنَّه سيُنسى وتُنسى حفلته كما نُسيَت حفلة مَن قبله، لتبدأ حفلة أُخرى (أو بَهرَجَة أُخرى)؛ وهكذا دواليك ..! وإذا نظرنا إلى الكثير مِن مناسبات العزاء؛ فإننا نلحَظ عادة البذخ المَشوب بالخجل والخوف مِن أن يُنظر لصاحب المناسبة بنَظرة دونية جرّاء عدم القيام بتقديم (الواجب) للحضور على الوجه الأكمل (المتمثل بأعداد المناسف أيضاً)؛ الأمر الذي يؤدي بفئة ما للإستدانة (ولو أدَّى ذلك لِكَبِّ ماء الوجه) كي ينجو مِن أَعيُن الحضور وألسنتهم، وهيهات أن ينجو في الحالتين ! .
خلال الأيام الماضية مِن الأزمة، سمعنا بعدَّة مناسبات افراح وعزاء على حدٍ سواء، وقد مرَّت هذه المناسبات بشكل مختلف كلياً عن الشكل الذي عهدناه؛ (للأسباب المعلومة لنا جميعاً)، لكن بالمقابل إنتهت هذه المناسبات بشكل أو بآخر، بأقل التكاليف والأعباء، وقد تمَّ نسيانها كما نُسي ما قبلها ! وعلى الوجه الآخر؛ فإنَّ ذات المناسبات كانت ستَمُر أيضاً، فيما لو شابها سِمات البذخ والبهرجة، وكانت ستُنسى حتماً كما نُسيت في الحالة الأولى ! فما الفرق في النتيجة بين الحالتين؛ طالما أَنَّ النسيان هو السِمَة المشتركة بينهما ..!؟.
إِنَّ ما أقصده في هذا الجانب؛ هو أننا نستطيع ممارسة عاداتنا التي نُحِب، بشكل يخلو مِن الإسراف والتقليد الأعمى والمظاهر الزائفة، فالعادة تطيب إذا ما توافقت مع شرع الله (ما استطعنا إلى ذلك سبيلا)، ودونَ ذلك؛ فهي عادات بأَمَسِّ الحاجة إلى إعادة برمجة مِن جديد، فالمسألة ليست إعجازية على الإطلاق، كي ندَّعي بعدم القدرة على فِعلها، وليست عيباً كي نخشى فيه مِن ألسِنَة الناس، وليست حراماً كي نخشى فيه غضب الله، إنما هي حالة جديدة مِن التأقلُم مع واقع مُعاش، بحاجة فقط إلى مَن يقرع لها الأجراس …! .
إِنَّ الإشكالية عند الغالبية مِنَّا؛ تحدث حين نعتقد أنَّ بعض ما نُمارسه مِن عادات لا يمكن تصور تغييره أبداً، حيث أنَّ هناك ثَمَة إعتقاد بأَنَّ مُجرد التفكير في عملية التغيير، يُعَدُّ بمثابة انتقاص في قَدر فاعله، بشكل يشوبه نظرة ازدراء مِن الناس إليه ! وهنا مَكمَن المشكلة؛ التي لا نستطيع مِن خلالها التقدم خطوة واحدة نحو الأفضل .
فإذا نظرنا مثلاً إلى حفلات الأفراح عند الغالبية منَّا (قبل أزمة كورونا)، فإنَّ المُلفت للانتباه هو خاصية التنافسية فيمن يستطيع أن ينفق عليها أكثر مِن الآخر؛ كي يكون حديث الساعة بين الناس في كثرة ما قدمه مِن (مناسف)، أو في قيمة ما اشتراه مِن ذهبٍ لصاحبة الصون والعفاف، أو في كثرة ما أطلقه مِن عيارات نارية، أو …! ونتيجة كل ذلك؛ أنَّه سيُنسى وتُنسى حفلته كما نُسيَت حفلة مَن قبله، لتبدأ حفلة أُخرى (أو بَهرَجَة أُخرى)؛ وهكذا دواليك ..! وإذا نظرنا إلى الكثير مِن مناسبات العزاء؛ فإننا نلحَظ عادة البذخ المَشوب بالخجل والخوف مِن أن يُنظر لصاحب المناسبة بنَظرة دونية جرّاء عدم القيام بتقديم (الواجب) للحضور على الوجه الأكمل (المتمثل بأعداد المناسف أيضاً)؛ الأمر الذي يؤدي بفئة ما للإستدانة (ولو أدَّى ذلك لِكَبِّ ماء الوجه) كي ينجو مِن أَعيُن الحضور وألسنتهم، وهيهات أن ينجو في الحالتين ! .
خلال الأيام الماضية مِن الأزمة، سمعنا بعدَّة مناسبات افراح وعزاء على حدٍ سواء، وقد مرَّت هذه المناسبات بشكل مختلف كلياً عن الشكل الذي عهدناه؛ (للأسباب المعلومة لنا جميعاً)، لكن بالمقابل إنتهت هذه المناسبات بشكل أو بآخر، بأقل التكاليف والأعباء، وقد تمَّ نسيانها كما نُسي ما قبلها ! وعلى الوجه الآخر؛ فإنَّ ذات المناسبات كانت ستَمُر أيضاً، فيما لو شابها سِمات البذخ والبهرجة، وكانت ستُنسى حتماً كما نُسيت في الحالة الأولى ! فما الفرق في النتيجة بين الحالتين؛ طالما أَنَّ النسيان هو السِمَة المشتركة بينهما ..!؟.
إِنَّ ما أقصده في هذا الجانب؛ هو أننا نستطيع ممارسة عاداتنا التي نُحِب، بشكل يخلو مِن الإسراف والتقليد الأعمى والمظاهر الزائفة، فالعادة تطيب إذا ما توافقت مع شرع الله (ما استطعنا إلى ذلك سبيلا)، ودونَ ذلك؛ فهي عادات بأَمَسِّ الحاجة إلى إعادة برمجة مِن جديد، فالمسألة ليست إعجازية على الإطلاق، كي ندَّعي بعدم القدرة على فِعلها، وليست عيباً كي نخشى فيه مِن ألسِنَة الناس، وليست حراماً كي نخشى فيه غضب الله، إنما هي حالة جديدة مِن التأقلُم مع واقع مُعاش، بحاجة فقط إلى مَن يقرع لها الأجراس …! .