facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

المعايطة يكتب: الملك ومحاربة الرعب

المعايطة يكتب: الملك ومحاربة الرعب

سميح المعايطة

القبة نيوز- مثلما كان الأداء والقيادة المتميزين للملك خلال هذه الأزمة الكونية فإنه اختار ان يتحدث للاردنيين والعالم في مقابلته مع إحدى القنوات الأجنبية بلغة مختلفة.

 

دول عديدة وقيادات سياسية وحكومية في مناطق مختلفه تحدثت إلى شعوبها بلغة التخويف مما يجري ،وأن عليهم انتظار الموت والجوع والدمار ،وحتى في بلادنا هنالك بعض التنفيذيين ومن حولهم اعتقدوا انه كلما ذهبنا إلى بث الرعب في الناس من القادم كانت القدرة على قبول الناس لكل الإجراءات اكثر وإلى درجة الاستسلام ،متجاوزين ان بث روح الأمل والتفاؤل جزء من أدوات الانتصار وتجاوز المحن .

في خطابه الأخير للاردنيين استعمل الملك عبارة أردنية ترفع المعنويات وتزيد الأمل " شدة وبتزول" وفي حديثه مؤخرا إلى الإعلام الغربي أراد الوصول إلى ذات الهدف وهو رفع المعنويات والفخر بالاردنيين عندما أعلن ان الأردن سيرسل قريبا إلى دول عديدة بما فيها الولايات المتحده طواقم طبيه ومستلزمات طبية لمساعدتها على مواجهة الوباء ،وهو إعلان ليس عن نوايا إنسانية فحسب بل هو تقديم التجربة الأردنية ونجاح الدولة الأردنية بكل تفاصيلها بمواجهة الوباء ،فلا يصدر أو يقدم للعالم خبرات طبية أو مستلزمات صحية من فشل في حماية شعبه بل يقدمها من نجح .

ورأينا قبل أسابيع دولا مارست السرقه عندما استولت على سفن في عرض البحر فيها مستلزمات طبية ،ورأينا دولا سعت إلى كل طريق للحصول على كمامات او أجهزة تنفس وكل ما يعنيها على تقديم الرعاية لشعوبها .

هي من صفات القائد ان يحارب الرعب والخوف لدى شعبه ليس بالتطمينات الشكلية بل بالعمل والإنجاز على الأرض ، وامس كنا نستمع إلى وزير الصحة يتحدث عن قدرة الأردن اليوم على إنتاج مئة ألف كمامة طبية يوميا وستصل خلال أيام إلى مليون كمامة ،وهذه الكمامات تحتاجها المستشفيات على مدار الساعة ليس لمكافحة الكورونا بل في كل مجالات الرعاية الصحية.

والأمر لا يقتصر على الكمامات بل الافرهولات الطبية الضرورية التي كما قال الوزير ينتج الأردن منها ألفي بدلة يوميا .

لكن الأهم هو الخبرات الطبية الأردنية التي خاضت هذه الحرب حماية لأرواح الأردنيين ومن هم على الأرض الاردنيه.

الملك في حديثه للقناة التلفزيونية ارسل الرسالة بالنجاح الأردني في هذه الأزمة ليس بالمقارنة مع دول الاقليم بل بالدول العظمى ، وقدم الاردن بلدا مميزا وانسانيا برعايته اللاجئين على أرضه ،وأيضا صاحب دور عالمي بالحرب على الوباء بتقديمه خبراته الطبية ومعدات صحية حتى للدول الكبرى ،مثلما كانت تجربة الأردن في محاربة الار هاب مع كل دول العالم .

وداخليا كانت الرسالة بمحاربة الخوف والرعب من القادم وضرورة الثقة بل بالدولة وقدرتها على الاستقرار والاستمرار على عكس ما يفكر البعض الذين يعتقدون أن بث الرعب لدى الناس يخدمهم ،فأي دولة تلك التي تفلس بعد شهر من محاربة وباء !!

محاربة الرعب سلاح هام في مواجهة اي أزمة ،ودائما كان أصحاب القلوب القوية هم بوابة النصر لأي دولة ،والملك يحارب الرعب بل يتجاوزه بثقة تقدم الأردن بلدا رياديا في الانتصار على أزمة كبرى عصفت بالعالم بل ويمد يد الأردن لمساندة الشعوب الأخرى .

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )