facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

أين الاستراتيجية الوطنية للشباب؟

أين الاستراتيجية الوطنية للشباب؟

د. ثابت النابلسي

القبة نيوز- منذ قرابة عام كتبت في منبر الأحرار عمون الاردن مقال بعنوان (خطة الرئيس) وكان محتواه إيجابي يطرح أهمية القيام بعمليات جراحية وتجميلية من قبل دولته لتنفيذ الرؤيا والمحافظة على مكتسبات المرحلة، فلقد كنت مؤمنا بما يحمل من مسؤليات تحتاج منا جميعا ان نضع مصلحة الوطن قبل مصالحنا ومكتسباتنا الشخصية.


خطة الرئيس ...
لم تكن كما أرادها فعلا، فبعد مرور عام منذ تلك اللحظة وأنا اشعر باقتراب الجراح من خطة الشباب مرتجف اليدين يريد استئصالها بمبضع ملطخ مسموم، ويدخل بين السطور يغير المعاني ويجمل الصور ويرفق التقارير، كلها مفادها ان الشباب بافضل حالاته والحياة تفتح أبوبها والفرص تتسابق بين أيدهم لتخدم الغني قبل الفقير.

نعم لقد قدموا خطة لك وخطة لهم هكذا يمكننا فهم ما يدور بين أروقة القاعات وزقاق الطرقات وصالونات الليل لدراسة المخططات، لقد ضاعت خطة الرئيس وتمزقت عناوينها وتبرع كل الغيورين من أصحاب الوطنية المزيفة لخدمة تلك الخطط ومساعدة الوطن بكل الوسائل والسبل لتنفيذ اجندة مخفية خاصة بهم، ان المراقب للرئيس يشهد ويكاد يقسم بأنه جاد في خطته وفي رفعة وطنه وخدمة الشعب ومليكه ، لكن كما علمونا قاصدين "تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.

لكننا نقول ان خطة الشباب تعلمنا اليوم ما خفي عنا (نحن الرياح وبنا تجري السفن).

دولة الرئيس...
لقد إنتهى عام الشباب الذي اطلقنا فيه الاستراتيجية الوطنية للشباب في الاردن 2019 في ذلك العام قمنا بهدم الحواجز وبناء الثقة مع الشباب وإعادة هيبة الشباب بمؤسسات الدولة، وعزم الشباب لخدمة وطنهم ومليكهم، أين هي خطة الشباب واين الحلم والطموح الذي غرسناه في نفوسهم (نفس الرجال بحيّ الرجال) هكذا كنا نحفز ونعزز، واليوم صارت أحلامهم في عام مضى ومعاناتهم في عام قادم، أي عملية جراحية أجريتموها لخطة الشباب، إستئصال وبتر وإزالة وإعلان وفاة الخطة لحين ولادة اخرى.

ان ما حاولنا ايقافه من تصوير مزيف وعمل تطوعي إستعراضي ونزف وإستنزاف للمال العام من اجل شباب اعتقدوا انهم اصحاب افكار تجميلية مدعومة من اصحاب الغرور والتباهي، لقد أوقفنا كل ما كان يمارس من توظيف طاقات سلبية فاشلة لمهاجمة الوطن ورجاله، فالمعارضة المصنوعة تبحث عن شهرة لتبث السموم في فضاء المستهلك المتعطش للمعلومة لدى شبابنا في ظل غياب الحقيقة، لقد عادت حليمة لعادتها القديمة،

فلا داعي للعويل عندما تضيع الأوطان وقد هاجر شبابها وشردت عقولها، وقد عُزِزَ الارذل والجاهل وأمِرُ عليهم.

ان خطة الشباب وإستراتيجيتهم الوطنية المنشودة أساسها الإنتاج الحقيقي، وليس التباهي بالخطاب والآمال والصور ونظافة المكان قبل النفوس والقلوب، وليس باللباس والاعتماد على الذات الوهمي، فالمقياس الذي تقوم عليه نجاحات الدول عنوانه ان تآكل مما تنتج، لا ان تعتمد على الآخر بحياتك ومماتك أيضا وأن تآكل لكي تعيش لا أن تعيش لكي تأكل، هذا ما كنا نسعى وسنظل قائمين عليه نورثه للأجيال ليكونوا قادرين على كتابة تاريخهم بقوة لا ان يقرؤا ما زيف من التاريخ لهم.

دولة الرئيس ..
اين الاستراتيجية الوطنية للشباب؟؟؟

أين استجابتها للازمة التى نعيشها اليوم بسبب جائحة الكورونا؟؟

اين خطط التفاعل والتفعيل لدور الشباب الذين هم الاغلبية في مجتمعنا الاردني ؟؟!

كيف قامت الوزارت والمؤسسات العامة والجهات العاملة مع الشباب باعادة النظر في محاور الإستراتيجية الوطنية للشباب التى رسمت خارطة الطريق امام الجميع للنهوض بالوطن وشبابه.!!!!

لقد ورثنا من الآباء والأجداد منظومة قيم ومبادئ اصلها ثابت وفروعها في السماء ، أرجو من الله مستقبلًا لابنائنا وابنائكم ان يجمعهم هدف ايجابي واحد هو المحافظة على وطنهم ، ليحمي الله الاردن وشعبه وشبابه وولي عهده في ظل الملك العادل عاش الاردن عاش الشباب.

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )