facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

القضاة تكتب: أزمة كورونا .. حرية تعبير أم فوضى

القضاة تكتب: أزمة كورونا .. حرية تعبير أم فوضى

ميس القضاة

القبة نيوز- ان التحدث عن حرية التعبير في زمن الكورونا لا يختلف عن قبله فهو قديم جديد، شُغلَ العلماء والفلاسفة والمفكرين و الكتّاب بالحرية عبر الأزمان ، فالدعوة إلى التعبير عن الرأي أمر جذّاب لكافة الأفراد وعلى كل المستويات و هو ما نراه يزاداد وبشكل واضح خلال الأزمات وخاصه أزمة فايروس كورونا.


إن الحرية هي الفعل الحسن وهي الشرف والكرامة والاستقامة وفعل الخير والعطاء الكثير والمرونة والخدمة النبيلة .
كما أن الحرية هي أن للإنسان أن يختار ما يشاء من سلوك أو قول أو فعل أو اعتقاد دون ان يرهب أحدا من الخلق أو يتأثر بضغط أو يمارس عليه اكراه طالما أن تصرفه ضمن قواعد وضوابط تحقق النبل والارتقاء وتعود بالنفع على الفرد و المجتمع .

أما في ما نراه واقعاً خلال هذه الازمه فهو ارتكاب الفوضى باسم الحرية وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي ، فالحرية لم تكن يوماً بالتجاوز والخروج عن كل نظام ولم تكن يوماً بإيجاز الشائعات و الشتم والتجريح وإيذاء الآمنين الملتزمين حتى في منازلهم وانتشار الفوضى عبر شاشات الهواتف المحمولة خاصة تلك الفوضى والجرأة والتعدي الواضح على الأشخاص و القوانين باسم الحرية التي لم تكن يوماً بتحول حريه التعبير عن الرأي إلى التهديد بالضرر العام والخاص ولا بخلق الفوضى والاعتداء أو التحريض على فعل الاعتداء بقصد أو بغير قصد على أشخاص أو قوانين وجب الإلتزام بها خاصه في جائحة كورونا .

إن كل هذه السلوكيات ما هي الا تعدّ صارخ على مفهوم الحرية من فعل الحسن إلى عكسه و من الخير إلى الشر ومن النفع إلى الضر وكما نلاحظ ان الضابط لحركة الحرية هو مدى سيطرة الانسان على اهوائه وسلوكه وتصرفاته إذن فالحرية ليست ممارسة جامحه غير مضبوطة بل هي معطى يقبل الحوار وهي تابعة لخيار الانسان الذي يتيح له بأن يفعل أو لا يفعل، بأن يغامر أو لا يغامر .

وبين التعقل و ضبط مفهوم الحرية وخاصه في أزمة فيروس كورونا اعتبارات عامة تستدعي من الجميع الجدية و التعامل معها في حدود المعقول حيث أن الحرية تنتهي عند بدء حرية الآخرين أو تنتهي باعتبارات خاصة يتطلب ضبطها بقواعد النظام العام والآداب والقيم وقوانين الدفاع في ظل هذه الازمة.

وما يجب علينا حقا هو تصحيح هذا الشذوذ الفكري المتورط بالخطأ والسلوك العملي المؤذن بالخراب، الحرية شيء رائع ، رائع تشعر أنك حر حرُ ما لم تضر لا ظالما تخاف منه ولا ارادة ممنوعة وبالطبع كل ذلك بالضوابط المنصوص عليها.
وها نحن خلال الحجر الصحي المنزلي ما علينا حقاً هو استغلال تلك الحرية ونحن في منزلنا ، الحرية بالالتزام عظيمة! بالحرية نتنفس ، نبدع ونتكلم ، ونعبر عما نريد ولذا كان افتقاد الحرية افتقادا لكل هذا ،
تعاملوا مع حريتكم بإبداع، هي دعوة بإيجابية، للحرية المبدعة والفكر الراقي الحر، لنتغلب على هذه الجائحة و نخرج و أردننا أقوى بعون الله وإرادته.

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )