رعد الشمال في الوقت المناسب
النائب حمزة أخوارشيدة
حقاً ولأجل الحق اجتمع الأبطال على تراب واحد وتعاهدوا على رفع السلاح في وجه الماكرين، وعلى قلب رجل واحد رفرفت الأعلام المشاركة عالياً، وكأنها دولة واحدة لتقول نحن موجودون لدحر قوى الظلام وسنتعاون على الخير وسنردع قوى الشر التي تريد الخراب وتدمير المنطقة بأسرها، فعلاً ودون مبالغة رعد الشمال مناورة أسطورية ونتائج طيبة ومذهلة وملموسة على أرض الواقع، حيث الإيجابيات بدأت بخيرها تتصاعد فقد سطرت العديد من الرسائل المفصلية المهمة التي استلمتها قوى الظلام بكل حيرة وتردد وخوف، فأهم هذه الرسائل أن رعد الشمال تم تكوينه دفاعاً عن الحمى العربي والإسلامي وتحجيم من يتطاول على العرب والمسلمين وإشهار السيوف في وجه الفتنة والغدر الذي يحاك لهذه الأمة، وقمع قوى الشر والظلام وإحياء المعنوية القتالية للمشاركين، ورفع هيبة الدول العربية والإسلامية.
أما النتيجة المهمة بدأت طهران باللجوء لفتح القنوات الحوارية مع المملكة العربية السعودية، وبوساطة كويتية من أجل الرجوع إلى التفاوض السلمي وتحت بند المساعي الحميدة؛ والتشدد والتعنت بالرأي والتطرف شيء مخالف للطبيعة الإنسانية، التحالف المشترك الذي تشكل ببركة المملكة العربية السعودية أعاد التوازن إلى المنطقة العربية، وشاهدنا أن هذا التحالف مستعد لخوض أشرس الحروب والخروج بنتائج طيبة بإذن الله تعالى.
رعد الشمال أعاد ترتيب أوراق كثيرة تناثرت من جراء الأعداد الهائلة والأدوات المسمومة التي تستخدمها طهران بالوكالة، وفي المنطقة العربية لإشعال حروب طائفية جديدة، والوصايات الكاذبة على الشيعة العرب في المنطقة، ابتداءً من العراق والذي تحول إلى إلى دويلات طائفية وركام ودمار وبنى تحتية مهترئة ولا خدمات وتفجيرات مستمرة والهدف منها هو استمرارية الفتنة بين الشيعة والسنة؛ لقد دمر هذا العراق العظيم بأيدي إيرانية وأصبح بقبضتها تفتك به ليلاً ونهاراً.
أما عن اليمن العزيز فقط قامت إيران بدعم متواصل لمليشيا الحوثي بالمال والسلاح، وهي من خططت لانقلاب اليمن والإطاحة بالحكومة الشرعية، فقد أشعلت الفتنة مرة أخرى وتحاول تكرير سيناريو العراق في اليمن، وتدمير اليمن هي أسمى أهدافها وإرجاعه إلى الخلف مئة عام وعزلها عن الدول العربية؛ أما سوريا الأسيرة والتي جرحها ينزف ليلاً ونهاراً من الأدوات الإيرانية المتنوعة من ميليشيات ومنظمات وحرس ثوري ومجاهدي خلق وقوات بدر، والتي تفتك بالأرواح السنية يومياً دون هوادة وكأنه حقد قديم دفين وثأر يريدون الأخذ به، أما لبنان والذي تحتضن وتحافظ فيه طهران على مليشيا حزب الله وتدعمه دعماً نوعياً بالمال والسلاح المتطور من أجل أن تبقى المنطقة ملتهبة بالنيران ولا يعمها الاستقرار والسلم؛ أما عن احتلالها المستمر للجزر الثلاث الإماراتية جزيرة أبو موسى، طنب الكبرى، طنب الصغرى والتي هي جزر عربية خالصة؛ فطنب الكبرى واحدة من ستة جزر تشكل أرخبيل مضيق هرمز غان الإيرانية عرضت الحكومة الفارسية بوساطة بريطانية شراء جزيرتي طنب؛ ولكن شهامة وأصالة حاكم رأس الخيمة الشيخ سلطان بن سالم القاسمي أكد مع حاكم الشارقة في 10/5/1930 رفضهما القاطع وعدم موافقتهما على قيام أي شيخ بالبيع أو التخلي عن أي جزء من أراضيهم، فقد كانت تتبع لرأس الخيمة قبل قيام الإمارات العربية المتحدة واحتلت في 1971 تحت غطاء خطة بريطانية مثيرة للجدل لإعادة توزيع واستغلال مستعمراتها في الخليج العربي.
أما عن تدخلها المستمر في البحرين، فقد أسست إيران جماعات إرهابية في مملكة البحرين تم تدريبها في إيران والعراق وسورية، وارتبطت بالحرس الثوري وحزب الله وفوق ذلك قدمت الدعم المالي والإسناد بالأسلحة والمتفجرات من خلال عمليات التهريب، وهذا يشمل التدريب على التصنيع وتخزين المتفجرات وما نتج عن ذلك من أعمال إرهابية بالبلاد، وما كان منها موجهاً ضد رجال الأمن؛ المعلومات التفصيلية والأدلة المادية والنتائج توضح التدخلات الإيرانية المستمرة في البحرين فهي أكبر من أن تكون معلومات للصحافة والإعلام، أنها تمثل تقريراً مهنياً وقانونياً من الجهات الأمنية البحرينية يبين حجم ومدى خطورة التدخلات الإيرانية في الأمن الداخلي للبحرين.
ناهيك عن أعواد المشانق التي تنشرها إيران يومياً للأقلية السنية الموجودة في الأحواز فكل هذا يدل على الحقد والسعي للهيمنة لنشر الرعب والإرهاب.
أما مسألة رفع العقوبات عن إيران والتي كانت تحلم أن تحصل على القنبلة النووية والتي أرهقت طهران وكلفت الموازنة ما يقارب مائتين وستين مليار دولار فقد عانى الشعب الإيراني من حكومته المتفقهنة الكثيرة من الذل والقسوة والفقر ووضع اقتصادي سيئ بسبب هذه الأحلام الخيالية وبعد ذلك موافقتها على تدمير كل المنشآت النووية الرئيسية والتي كلفت الشعب الإيراني رغد الحياة ورفاه أبنائه وصحتهم.
وخلاصة لما سبق كيف إيران تريد الاستقرار بالمنطقة، وقائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري يعلن تدريب وتأهيل 200 ألف انتحاري وإرسالهم إلى العراق وسوريا واليمن وأفغانستان وباكستان، وسليماني يطالب قواته إبادة السنة في العراق وخصوصاً في الأنبار، والتجارب المستمرة للصواريخ البالستية بعيدة المدى فطهران تتسعر بالمنطقة ولا تريد خيراً فالرتق بدأ يتوسع على الراتق فالحذر مهم جداً والوحدة العربية باتت أوجب من أي وقت مضى، حقاً بوركت مساعي تحالف رعد الشمال ولله الحمد.