الأردنيون أمام امتحان صعب
حسين الرواشدة
القبة نيوز-لا احد يمكن ان يتنازل عن حريته،او ان يقبل ان تسلب مهما كانت الظروف، لكن حين يداهمنا خطر مثل هذا الوباء الذي زلزل سكان العالم وأغلق عليهم بلدانهم وبيوتهم، تصبح قيمة الحرية لا شيء، لان حياة الإنسان وبقاءه وتماسك المجتمعات والحفاظ على أمنها يتقدم على كل الحقوق والاعتبارات.
لم يخطر في بالي فيما مضى أبدا ان أدعو الى تعطيل حركة الناس وحريتهم، لكن ما حدث قبل يوم إعلان «منع التجول» من ازدحامات أمام المرافق العامة، وفي الشوارع رغم التحذيرات من خطورة انتشار كورونا وسط هذه التجمعات، يدفعني لمطالبة الحكومة بعدم رفع حظر التجول وتمديده الى أطول فترة ممكنة، لان عكس ذلك، ان حدث، سيعيدنا الى نقطة الصفر التي سيدفع الجميع ثمنها، تماما كما حدث في بلدان أخرى استهترت «بالنازلة « ولم تأخذ ما يلزم من الاحتياطات على محمل الجد.
مقابل تمديد الحظر، نحتاج الى خطة حكومية مدروسة لتنظيم حركة الناس وإمدادهم بما يلزم من احتياجات غذائية ودوائية، ولا يمكن لهذه الخطة ان تنجح الا اذا ترافقت مع قناعة الناس بان المرحلة الحالية «استثنائية»، وان الالتزام والتعاون والانضباط، ناهيك عن القناعة والاقتصاد بالموارد وترتيب الأولويات،هي ضرورات لتجاوز هذه « المحنة « والتغلب على تداعياتها للعبور نحو المستقبل بسلامة.
نحن أمام كارثة اشد قسوة من الحرب، وما لم نحتشد لمواجهتها بالوعي والصبر والانضباط، فان نتائجها ستكون وخيمة على مجتمعنا لا قدر الله، وهذا يستوجب من الحكومة – أولا – ان تكون حازمة، وان تغلق أبواب من تراودهم أوهام الخروج عن التعليمات، او استغلال الفرصة لجني المزيد من « اللايكات «، او المزيد من الأموال، على حساب حاجة الناس، ولهذا فالقانون يجب ان يأخذ طريقه على مسطرة العدالة بلا أية عوائق .
هذا الشهر سيكون امتحانا صعبا لنا جميعا، للحكومة التي نجحت حتى الان في استعادة ثقة الناس بها،عبر ما قامت به من إجراءات ترقى الى أفضل ما تقدمه دول العالم، ويفترض ان تستمر في هذا الأداء بالطريقة ذاتها،وان لا تخضع لرغبات بعض المغردين وهواة البوستات الذين يتحركون في بورصة مزاجيات « ما يطلبه المستمعون «، فالحكومة - بأجهزتها المختلفة- هي التي يجب ان تقود الرأي العام لا العكس .
هذا الشهر الصعب ايضا امتحان لمجتمعنا بكل ما لديه من أخلاقيات وقيم، وما يمتلكه من رصيد ديني واجتماعي ولهذا لا بد ان يعبر عن معدنه الأصيل وخاصة في الأزمات والكوارث، واعتقد ان جزءا كبيرا مما رأيناه يعكس ذلك بوضوح لكن يبقى المهم ان نستمر في ذات الاتجاه، وان نصمد أمام ما سنواجه من مصاعب في الأيام القادمة .
نذهب الى تمديد حظر التجول والى إجراءات أخرى قد تكون قاسية، لا بأس، يجب ان نتحمل ذلك ونقابله بالالتزام التام، لكن هذا كله يتوقف على قدرة الحكومة في القيام بواجباتها بوضوح وشفافية، وبتخطيط مدروس وتشاركية مع المجتمع، كما يتوقف على ما لدى مجتمعنا من طاقة وطنية لإعادة اكتشاف ذاته وقدراته، وإفراز ما لديه من صور مشرقة تعكس إرادة « الأردن « لمواجهة الخطر الذي يحاصرنا بمنطق متحضر، وبوعي عميق.
الدستور
لم يخطر في بالي فيما مضى أبدا ان أدعو الى تعطيل حركة الناس وحريتهم، لكن ما حدث قبل يوم إعلان «منع التجول» من ازدحامات أمام المرافق العامة، وفي الشوارع رغم التحذيرات من خطورة انتشار كورونا وسط هذه التجمعات، يدفعني لمطالبة الحكومة بعدم رفع حظر التجول وتمديده الى أطول فترة ممكنة، لان عكس ذلك، ان حدث، سيعيدنا الى نقطة الصفر التي سيدفع الجميع ثمنها، تماما كما حدث في بلدان أخرى استهترت «بالنازلة « ولم تأخذ ما يلزم من الاحتياطات على محمل الجد.
مقابل تمديد الحظر، نحتاج الى خطة حكومية مدروسة لتنظيم حركة الناس وإمدادهم بما يلزم من احتياجات غذائية ودوائية، ولا يمكن لهذه الخطة ان تنجح الا اذا ترافقت مع قناعة الناس بان المرحلة الحالية «استثنائية»، وان الالتزام والتعاون والانضباط، ناهيك عن القناعة والاقتصاد بالموارد وترتيب الأولويات،هي ضرورات لتجاوز هذه « المحنة « والتغلب على تداعياتها للعبور نحو المستقبل بسلامة.
نحن أمام كارثة اشد قسوة من الحرب، وما لم نحتشد لمواجهتها بالوعي والصبر والانضباط، فان نتائجها ستكون وخيمة على مجتمعنا لا قدر الله، وهذا يستوجب من الحكومة – أولا – ان تكون حازمة، وان تغلق أبواب من تراودهم أوهام الخروج عن التعليمات، او استغلال الفرصة لجني المزيد من « اللايكات «، او المزيد من الأموال، على حساب حاجة الناس، ولهذا فالقانون يجب ان يأخذ طريقه على مسطرة العدالة بلا أية عوائق .
هذا الشهر سيكون امتحانا صعبا لنا جميعا، للحكومة التي نجحت حتى الان في استعادة ثقة الناس بها،عبر ما قامت به من إجراءات ترقى الى أفضل ما تقدمه دول العالم، ويفترض ان تستمر في هذا الأداء بالطريقة ذاتها،وان لا تخضع لرغبات بعض المغردين وهواة البوستات الذين يتحركون في بورصة مزاجيات « ما يطلبه المستمعون «، فالحكومة - بأجهزتها المختلفة- هي التي يجب ان تقود الرأي العام لا العكس .
هذا الشهر الصعب ايضا امتحان لمجتمعنا بكل ما لديه من أخلاقيات وقيم، وما يمتلكه من رصيد ديني واجتماعي ولهذا لا بد ان يعبر عن معدنه الأصيل وخاصة في الأزمات والكوارث، واعتقد ان جزءا كبيرا مما رأيناه يعكس ذلك بوضوح لكن يبقى المهم ان نستمر في ذات الاتجاه، وان نصمد أمام ما سنواجه من مصاعب في الأيام القادمة .
نذهب الى تمديد حظر التجول والى إجراءات أخرى قد تكون قاسية، لا بأس، يجب ان نتحمل ذلك ونقابله بالالتزام التام، لكن هذا كله يتوقف على قدرة الحكومة في القيام بواجباتها بوضوح وشفافية، وبتخطيط مدروس وتشاركية مع المجتمع، كما يتوقف على ما لدى مجتمعنا من طاقة وطنية لإعادة اكتشاف ذاته وقدراته، وإفراز ما لديه من صور مشرقة تعكس إرادة « الأردن « لمواجهة الخطر الذي يحاصرنا بمنطق متحضر، وبوعي عميق.
الدستور