facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

مواقفٌ تُخلَّدُ للأردن؛ بلداً وملكاً وحكومةً وشعباً .. كورونا في الأردن

مواقفٌ تُخلَّدُ للأردن؛ بلداً وملكاً وحكومةً وشعباً .. كورونا في الأردن

المحامية آية توفيق المهيرات

القبة نيوز-يفيض داخلي الآن وبعد الآن بغزارةِ حبٌ لبلدي... أَدعو تارةً بكلِ الأدعيةِ التي تُرسلها لي أُمي على الواتس آب بأن يجنبني الله ومن أحب هذا الوباء، وأدندن تارة أخرى " موطني يا أنا.. سوف نبقى هُنا كَي يَزولَ الألم سوف نَحيا هُنا سَوف يحلُو النغم".


للأمانة ولأنَّ الحق لا بُدّ له وأن يُقال، في هذة الفترة بالذات أيقنتُ بأن الطبّع هو الغلّاب وبأن شَعبنا الأردني، وكما هو متعارفٌ عليه " شعب طبعُه النخوة"، من مَليكِه وجيشِه ومن حكومتِه وشعبِه وجميعِ المؤسسات العامة والخاصة به، وكل ما هو داخل هذة الحدود التي ازدادت قُدسيَّتَها في قلبي هذه الفترة...

وجدتُ ملكاً يذهب بنفسه لتفقُدِ الإجراءاتِ الوقائية والعلاجية لهذا الفيروس ويُتابع تفاصيلَها عن كثبٍ لا عن بُعد، وهذا ما لم نجِده عند أغلب البلدان المجاورةِ وغير المجاورة...

وحكومةً من رئيس الوزراء فيها إلى كافةِ وزرائِها أثبتوا لَنا بأنهم يقومون بكل ما أستطاعوا من جهدٌ وقوة، وما تقاعسوا في التعامل مع هذا الفيروس، ولعلنا كشعبٍ تسمَّر أمامَ التلفاز لمتابعة أحداث الوباء في المحطات الإعلامية لاحظنا التعب والإرهاق تحت عيونهم من أول يومٍ وحتى هذه اللحظة وما بعدها.

وزيرٌ للصحة لعلِّي أقول عنه وبِلا تردد " الرجلُ المُناسبُ في المكان المناسبِ وبالظرف المناسب"، وأطباءَ وكوادِرَ صحية أقفُ عاجزةً عند شجاعتهم وجِدِّهم وتعبهم دون خوف على أرواحهم ولا كللٍ أو ملل في التعامل مع ما يحدث.

مُعلمين ومُحاضرين ما هدأت عقولهم ولا نام بالُهم عن إيصالِ المنهاج العلميِّ والتعليمي لكلِّ المواد ولكلِّ المستويات من الصفوف الأولى الإبتدائية ولآخر مرحلةٍ دراسية جامعية.

شعبٌ فاض كرمه شعوب الأرض في التطوع والمبادرة وطرح العون والمساعدة، وهذه نقابةٌ تتبرع بنصف خزينتها، وأخرى بجزء أكبر، ومؤسسات تقدم معونات غذائية بالمجان، وآخرى تمدُنا بكمٍ هائل من الأدوية التي قد نحتاجها حتى لوخز إبرة، وقضاة ومتقاعدون وغيرهم تبرعوا بمبالغ كبيرة، من شأنها في مجموعها أن تساهِم في المواجهة مع هذا الوباء.

وجيشٌ نجدُ بين حروفه الثلاث كل الأمن والآمان والطمأنينة، وروحي تقول بالفم الملآن " لبسني شعار الجيش بس مرة وخذ عمري".

فنادق ٌ بخمس نجومٍ للحجرِ الصحيّ، تعطيل ٌ للموظفين دُون مَساسٍ برواتبهم بل إيداعها قبل موعِدها ،وبنكٌ مركزي قام بما يلزم لذلك، ضريبة للمبيعات تأجلت لإشعار آخر، رسومٌ جمركية لن تتجاوز ال٣٠٪ واستكمالها في إشعارٍ آخر، وضمان اجتماعي خرج بقرارات وتسهيلات ما شهدناها ولا بأي دولةٍ بالعالم، وتسهيلاتٌ أخرى من أمانة عمان وغيرها، وايقاف قطع التيار الكهربائي عن المتخلفين عن دفعِ الفواتيرِ بقرارِ من شركة الكهرباء الأردنية، وسائلَ ومحطاتٍ إعلامية ما بخلت علينا في وضعِنا بقلب الحدث، ولا بخلت علينا بالتوعية وغيرها الكثير .

لطالما اشتكيتُ وغيري من الأزمات و الإزدحام في شوارع عمَّان إلا أنه يعزُّ عليَّ الآن رؤيتها فارغة، عودي مُمتلئة وعهد عليَّ أن لا أشتكيكِ أبداً!

ولطالما تفننتُ في مواويل التذمر من العمل وروتيِنه، إلا أنني وبعد ما حدث أصافِحُه مصافحةَ إعلان للشوقِ والسلام وعدم التذمر بعد الآن.

مشاعري المختلطة أحاول جاهدةً ترجمتها بالكتابة، مشاعرُ الخوفِ مِنْ أَنْ يُصيبني وأهلي ومن أحِبُ هذا المرض، ومشاعر أخرى تتجسد بصوتٍ يهتف من أعلى أحباله : " بحبك يا بلدي والله يحميك" .

لعلي وإن فكرت يوما ً بالهجرة، أعاتبُ نفسي الآن على كل لحظة ظننت فيها بأفضلية أي دولةٍ على بلدي الأردن.

ولعلَّ مِسكَ ختامي يكون بما قاله جلالة المغفور له الملك الحسين المعظم : " سيأتي يوم يتمنى كل من لا يحمل الجنسية الأرنية لو أنه أُردني"

حمى الله الأردن ومن فيها..

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )