لماذا تفشل أساليب التربية الإيجابية رغم حرص الأمهات؟
القبة نيوز- منذ سنوات ظهر مصطلح التربية الحديثة أو التي يطلق عليها البعض التربية الإيجابية لعلاج القصور أو الخلل في أساليب التربية التقليدية.
وأوضحت عدة مدارس شكل التربية الحديثة وتأثيراتها الإيجابية مقارنة بالطرق التقليدية في التربية، وبالفعل بدأت العديد من الأسر حول الوطن العربي اتباع ذلك النهج الذي يعتمد على الفاعلية في العلاقات والانضباط الذاتي وفهم عالم الطفل، والاحترام المتبادل، والأهم من ذلك كله نبذ العقاب، والتشجيع بديلا عن المدح.
ورغم تحمس العديد من الأسر إلى اتباع ذلك المنهج في تنشئة أبنائها تظهر بين حين وآخر صرخات أمهات يثبتن أن ذلك النهج غير فعال، وبدلا من قدرته على تهذيب السلوك ينتج طفلا خارجا عن السيطرة ويرتكب الأخطاء دون خوف من العقاب.
هل يعد هذا انهيارا لأساليب التربية الحديثة؟ أم هناك خلل ما في التطبيق يجعلها غير صالحة لدى البعض؟
التربية والفوضى
ومن الميلاد حتى 12 عاما هناك فرق بين التربية الإيجابية وبين التسيب والفوضى.
ولا يوجد ما يمنع من أن يتربى الطفل على الانضباط والالتزام دون أي نوع من أنواع العقاب، فالبعض يعتقد خطأ أن التربية الإيجابية تمنع الالتزام والانضباط كما تمنع العقاب، وهو ما يؤدي إلى الفشل في تطبيقها.
والرهان الوحيد لنجاح ذلك النهج هو تطبيق إستراتيجيات الانضباط ووضع قواعد يلتزم بها كل من في البيت، مضيفة "لا تضع قواعد للطفل فقط لأن هذا ضمان لتمرد الطفل عليها".
فالطفل يولد منظما على عكس الشائع، ويحتاج فقط إلى الروتين أو النظام حتى يستقر نفسيا، ويعد النفس الطويل في تطبيق القواعد والحفاظ عليها والتذكير بها الضمان لتنشئة طفل ملتزم ومنضبط من الداخل، يختار الصواب في وجود أو عدم وجود رقابة.
قاعدة جديدة
في الأعوام الثلاثة الأولى من عمر الطفل يخزن كل ما يحدث حوله ويراقب مدى التزام الأم واتباعها القواعد، قد يصعب عليه الالتزام والانضباط التام ولكن هذه فترة مهمة لإعداده للالتزام في السنوات المقبلة.
وبداية من الرابعة وحتى ستة أعوام يحاول الطفل كسر جميع القواعد، لأنه في هذه الفترة يحاول استكشاف حدوده ومدى جدية الأم.
وعلى الأم التي تسعى إلى أسلوب تربية علمي وإنساني التحلي بالهدوء وتذكير الطفل دائما بالقاعدة ولا تكسرها أبدا.
ومع نمو الطفل يصبح أكثر قدرة على معرفة القواعد وقادرا تماما على تنفيذها، لكنه في ذلك الوقت تصبح لديه متطلبات جديدة تختلف باختلاف مرحلته العمرية، وقد يصر على كسر قاعدة ما بعد سن السادسة، حينها تكون المرونة من جانب الأم ضرورية، وبالحوار معه ومعرفة وجهة نظره يمكن أن تتغير القاعدة وتصنع قاعدة جديدة تناسب تلك المرحلة العمرية.
لا تعاقبيه
لا تستقيم التربية الإيجابية ولا تصبح ذات فاعلية إلا بالانضباط واتباع القواعد، وفي نفس الوقت لا يصبح الطفل طفلا إلا بكسر القواعد وارتكاب الخطأ بل وتكراره.
المعضلة هنا أنه لا يجب معاقبته عند الخطأ هل يعني ذلك أن السماح له بالخطأ دون عقاب؟
وقبل البحث عن العقاب لا بد من معرفة أسباب الخطأ، فقد يخطئ الطفل لأنه لا يعلم الصواب، أو لأنه لا يعرف كيف ينفذه، أو لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لجذب الانتباه له، أو قد يخطئ الطفل عقابا لك على إساءة ما في حقه، أو بسبب شعوره بالغيرة.
وتظهر الأخطاء التي يرتكبها الأطفال من خلال عدد من السلوكيات السيئة -كالعناد وتحدي الأوامر وتحطيم الأشياء والفظاظة والتبول عن عمد- إساءة الأدب أمام الناس.
ولتقويم سلوكيات الطفل تلجأ الأم أو الأبوان إلى عقابه، البعض يستخدم العقاب الجسدي بدءا من الضرب على الأيدي وصولا إلى الصفع، أو العقاب اللفظي كالتوبيخ، أو العقاب النفسي كالحرمان أو التهديد والعزل، لكن رفض كل أنواع العقاب "لا بد من احتضان الطفل والاهتمام به وغمره بالحب من خلال مشاركته اللعب والحوار، مع توجيهه وتذكيره بالصواب، واعتماد العواقب بدلا من العقاب، فعندما تتعامل مع الطفل لا تجعل العقاب هدفا لك، هدفك هو التربية، ويتحقق عندما يدرك طفلك عواقب أفعاله حين يدرك أن المكسور لا ينصلح وأن عليه تنظيف بقايا ما سكبه".
وعندما يخطئ الطفل يسيطر عليه الشعور بالذنب، وتوجيه اللوم له يزيد داخله هذا الشعور، ويتوقع أن تشاركه الأم في اقتراح حلول للمشكلة، مما يعزز عنده مهارات حل المشكلات ويرسخ عنده الثقة في قدرته على تجاوز الأزمات، وتؤكد أن الصراخ وكثرة اللوم وعزل الطفل لن يغير السلوك بل سيؤدي إلى طفل عنيد محبط ينتقص من نفسه.
والكثير من الاهتمام والحب والضحك يقلل نوبات غضب الطفل وأخطائه، والعاقبة هي الحل وليس العقاب، "تذكري معاناتك الشخصية مع العنف والقهر أثناء نشأتك رغم حسن نوايا والديك ولا تكرريها، واجعلي هدفك أن يكون عقاب طفلك هو اختفاء البسمة من على وجهك حين تنظرين له أو ينظر إليك."(الجزيرة)
وأوضحت عدة مدارس شكل التربية الحديثة وتأثيراتها الإيجابية مقارنة بالطرق التقليدية في التربية، وبالفعل بدأت العديد من الأسر حول الوطن العربي اتباع ذلك النهج الذي يعتمد على الفاعلية في العلاقات والانضباط الذاتي وفهم عالم الطفل، والاحترام المتبادل، والأهم من ذلك كله نبذ العقاب، والتشجيع بديلا عن المدح.
ورغم تحمس العديد من الأسر إلى اتباع ذلك المنهج في تنشئة أبنائها تظهر بين حين وآخر صرخات أمهات يثبتن أن ذلك النهج غير فعال، وبدلا من قدرته على تهذيب السلوك ينتج طفلا خارجا عن السيطرة ويرتكب الأخطاء دون خوف من العقاب.
هل يعد هذا انهيارا لأساليب التربية الحديثة؟ أم هناك خلل ما في التطبيق يجعلها غير صالحة لدى البعض؟
التربية والفوضى
ومن الميلاد حتى 12 عاما هناك فرق بين التربية الإيجابية وبين التسيب والفوضى.
ولا يوجد ما يمنع من أن يتربى الطفل على الانضباط والالتزام دون أي نوع من أنواع العقاب، فالبعض يعتقد خطأ أن التربية الإيجابية تمنع الالتزام والانضباط كما تمنع العقاب، وهو ما يؤدي إلى الفشل في تطبيقها.
والرهان الوحيد لنجاح ذلك النهج هو تطبيق إستراتيجيات الانضباط ووضع قواعد يلتزم بها كل من في البيت، مضيفة "لا تضع قواعد للطفل فقط لأن هذا ضمان لتمرد الطفل عليها".
فالطفل يولد منظما على عكس الشائع، ويحتاج فقط إلى الروتين أو النظام حتى يستقر نفسيا، ويعد النفس الطويل في تطبيق القواعد والحفاظ عليها والتذكير بها الضمان لتنشئة طفل ملتزم ومنضبط من الداخل، يختار الصواب في وجود أو عدم وجود رقابة.
قاعدة جديدة
في الأعوام الثلاثة الأولى من عمر الطفل يخزن كل ما يحدث حوله ويراقب مدى التزام الأم واتباعها القواعد، قد يصعب عليه الالتزام والانضباط التام ولكن هذه فترة مهمة لإعداده للالتزام في السنوات المقبلة.
وبداية من الرابعة وحتى ستة أعوام يحاول الطفل كسر جميع القواعد، لأنه في هذه الفترة يحاول استكشاف حدوده ومدى جدية الأم.
وعلى الأم التي تسعى إلى أسلوب تربية علمي وإنساني التحلي بالهدوء وتذكير الطفل دائما بالقاعدة ولا تكسرها أبدا.
ومع نمو الطفل يصبح أكثر قدرة على معرفة القواعد وقادرا تماما على تنفيذها، لكنه في ذلك الوقت تصبح لديه متطلبات جديدة تختلف باختلاف مرحلته العمرية، وقد يصر على كسر قاعدة ما بعد سن السادسة، حينها تكون المرونة من جانب الأم ضرورية، وبالحوار معه ومعرفة وجهة نظره يمكن أن تتغير القاعدة وتصنع قاعدة جديدة تناسب تلك المرحلة العمرية.
لا تعاقبيه
لا تستقيم التربية الإيجابية ولا تصبح ذات فاعلية إلا بالانضباط واتباع القواعد، وفي نفس الوقت لا يصبح الطفل طفلا إلا بكسر القواعد وارتكاب الخطأ بل وتكراره.
المعضلة هنا أنه لا يجب معاقبته عند الخطأ هل يعني ذلك أن السماح له بالخطأ دون عقاب؟
وقبل البحث عن العقاب لا بد من معرفة أسباب الخطأ، فقد يخطئ الطفل لأنه لا يعلم الصواب، أو لأنه لا يعرف كيف ينفذه، أو لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لجذب الانتباه له، أو قد يخطئ الطفل عقابا لك على إساءة ما في حقه، أو بسبب شعوره بالغيرة.
وتظهر الأخطاء التي يرتكبها الأطفال من خلال عدد من السلوكيات السيئة -كالعناد وتحدي الأوامر وتحطيم الأشياء والفظاظة والتبول عن عمد- إساءة الأدب أمام الناس.
ولتقويم سلوكيات الطفل تلجأ الأم أو الأبوان إلى عقابه، البعض يستخدم العقاب الجسدي بدءا من الضرب على الأيدي وصولا إلى الصفع، أو العقاب اللفظي كالتوبيخ، أو العقاب النفسي كالحرمان أو التهديد والعزل، لكن رفض كل أنواع العقاب "لا بد من احتضان الطفل والاهتمام به وغمره بالحب من خلال مشاركته اللعب والحوار، مع توجيهه وتذكيره بالصواب، واعتماد العواقب بدلا من العقاب، فعندما تتعامل مع الطفل لا تجعل العقاب هدفا لك، هدفك هو التربية، ويتحقق عندما يدرك طفلك عواقب أفعاله حين يدرك أن المكسور لا ينصلح وأن عليه تنظيف بقايا ما سكبه".
وعندما يخطئ الطفل يسيطر عليه الشعور بالذنب، وتوجيه اللوم له يزيد داخله هذا الشعور، ويتوقع أن تشاركه الأم في اقتراح حلول للمشكلة، مما يعزز عنده مهارات حل المشكلات ويرسخ عنده الثقة في قدرته على تجاوز الأزمات، وتؤكد أن الصراخ وكثرة اللوم وعزل الطفل لن يغير السلوك بل سيؤدي إلى طفل عنيد محبط ينتقص من نفسه.
والكثير من الاهتمام والحب والضحك يقلل نوبات غضب الطفل وأخطائه، والعاقبة هي الحل وليس العقاب، "تذكري معاناتك الشخصية مع العنف والقهر أثناء نشأتك رغم حسن نوايا والديك ولا تكرريها، واجعلي هدفك أن يكون عقاب طفلك هو اختفاء البسمة من على وجهك حين تنظرين له أو ينظر إليك."(الجزيرة)