لا تورطوا الأردن عالجوا الانقسام الفلسطيني
فهد الخيطان
محاولات البعض تحميل الأردن مسؤولية إفشال صفقة القرن مؤذية وغير منصفة، لا بل يمكن وصفها بالمحاولة الخبيثة. الأردن قال موقفه من صفقة القرن حتى قبل أن تتضح معالمها، وليس ثمة أي التباس في هذا الشأن.
ويوم قرر البيت الأبيض تنظيم حفل إشهار الصفقة بحضور نتنياهو، قاطع الأردن رغم الضغوط، ورفض قطعيا اعتماد العبارة السحرية في بيانه الرسمي التي وردت في معظم التصريحات الصادرة عن حكومات عربية، ومفادها تثمين ومباركة الجهود الأميركية واعتبار الخطة الأميركية أساسا مرجعيا لمفاوضات فلسطينية إسرائيلية.
وليس منصفا القول إن الموقف الأردني تعوزه وسائل التسويق والشرح، فعلى امتداد الساحة الاعلامية في الخارج وقبل ذلك في الداخل، صارت ثوابت الأردن مضربا للمثل، تنهال عليه عبارات الإشادة والتقدير على شجاعته وأصالته الوطنية والقومية.
لكن الأردن لم يدع يوما أنه القادر على إسقاط صفقة القرن وإفشالها، وكثيرا ما ذكر ساسة أردنيون بضرورة عدم تحميل الأردن أكثر من طاقته. من يضغطون على الأردن للزج به في معركة غير متكافئة، يهدفون إلى توريطه وكسر ظهره، ولن يستفيد من ذلك سوى أعداء الشعبين الأردني والفلسطيني وفي مقدمتهم الاحتلال الصهيوني.
كل ما نفعله من احتجاجات ومسيرات وما نصدره من بيانات ومواقف وتحليلات ضد صفقة القرن لن تغير من مواقع الحال. المعركة الحقيقية ضد صفقة القرن هناك في فلسطين.
اليمين الإسرائيلي يقف متحفزا للبدء في تطبيق بنود الصفقة من جانب واحد، وباشرت لجنة أميركية إسرائيلية مشتركة أعمالها في رسم حدود الضم والتهويد في الضفة الغربية وغور الأردن. وسنشهد في الأيام التالية لانتخابات الكنيست تنفيذا لتلك الخطوات على الأرض. نتنياهو يصارع للبقاء ولاسبيل أمامه سوى تقديم المزيد من المكاسب للمستوطنين، وها هو غانتس يدخل في سباق معه لإرضاء اليمين وعلى نفس المنوال.
لا يمكن لشعب ومؤسسات حزبية ووطنية منقسمة كما هو الحال في فلسطين أن تربح المعركة ضد المخطط الصهيوني. الانقسام الفلسطيني يحول دون قدرة الفلسطينيين على المواجهة، ويمهد الطريق أمام إسرائيل لتنفيذ مخططاتها بالصفقة أو بدونها. وأي كلام من طرف السلطة أو حماس عن مواجهة للصفقة مجرد دجل وكذب إذا لم يقترن وعلى الفور، بخطوات ملموسة لرأب الصدع الفلسطيني وإنهاء الانقسام، وتشكيل مؤسسات شعبية موحدة لخوض المواجهة بكل الوسائل المتاحة.
المؤسف أننا لا نرى أي بوادر بهذا الاتجاه، لا بل إن حملات التلاوم والتخوين مستمرة بين الطرفين. صحيح أن التحرك الذي تقوم به السلطة على الساحة الدولية مهم وضروري، لكن واشنطن وتل أبيب لا تكترثان بالمجتمع الدولي، وهما بصدد تكريس شرعية بديلة للأمم المتحدة عنوانها إرضاء إسرائيل وتلبية مصالحها كأساس ومرجعية في العلاقات الدولية.
وحدة الشعب الفلسطيني على الأرض هي مفتاح النصر في المعركة المصيرية، وخلاف ذلك كلام عابر لا قيمة له. وإذا كان هنالك من شيء مفيد يمكن أن تقوم به القوى السياسية الأردنية لصد الهجمة الصهيونية وإبطال مفعول الصفقة، فهو في الضغط على الفصائل الفلسطينية لتوحيد مواقفها ودفن الانقسام المدمر، وبعد ذلك ستجدون الجميع في صفكم وأولهم الأردن.
(الغد)
ويوم قرر البيت الأبيض تنظيم حفل إشهار الصفقة بحضور نتنياهو، قاطع الأردن رغم الضغوط، ورفض قطعيا اعتماد العبارة السحرية في بيانه الرسمي التي وردت في معظم التصريحات الصادرة عن حكومات عربية، ومفادها تثمين ومباركة الجهود الأميركية واعتبار الخطة الأميركية أساسا مرجعيا لمفاوضات فلسطينية إسرائيلية.
وليس منصفا القول إن الموقف الأردني تعوزه وسائل التسويق والشرح، فعلى امتداد الساحة الاعلامية في الخارج وقبل ذلك في الداخل، صارت ثوابت الأردن مضربا للمثل، تنهال عليه عبارات الإشادة والتقدير على شجاعته وأصالته الوطنية والقومية.
لكن الأردن لم يدع يوما أنه القادر على إسقاط صفقة القرن وإفشالها، وكثيرا ما ذكر ساسة أردنيون بضرورة عدم تحميل الأردن أكثر من طاقته. من يضغطون على الأردن للزج به في معركة غير متكافئة، يهدفون إلى توريطه وكسر ظهره، ولن يستفيد من ذلك سوى أعداء الشعبين الأردني والفلسطيني وفي مقدمتهم الاحتلال الصهيوني.
كل ما نفعله من احتجاجات ومسيرات وما نصدره من بيانات ومواقف وتحليلات ضد صفقة القرن لن تغير من مواقع الحال. المعركة الحقيقية ضد صفقة القرن هناك في فلسطين.
اليمين الإسرائيلي يقف متحفزا للبدء في تطبيق بنود الصفقة من جانب واحد، وباشرت لجنة أميركية إسرائيلية مشتركة أعمالها في رسم حدود الضم والتهويد في الضفة الغربية وغور الأردن. وسنشهد في الأيام التالية لانتخابات الكنيست تنفيذا لتلك الخطوات على الأرض. نتنياهو يصارع للبقاء ولاسبيل أمامه سوى تقديم المزيد من المكاسب للمستوطنين، وها هو غانتس يدخل في سباق معه لإرضاء اليمين وعلى نفس المنوال.
لا يمكن لشعب ومؤسسات حزبية ووطنية منقسمة كما هو الحال في فلسطين أن تربح المعركة ضد المخطط الصهيوني. الانقسام الفلسطيني يحول دون قدرة الفلسطينيين على المواجهة، ويمهد الطريق أمام إسرائيل لتنفيذ مخططاتها بالصفقة أو بدونها. وأي كلام من طرف السلطة أو حماس عن مواجهة للصفقة مجرد دجل وكذب إذا لم يقترن وعلى الفور، بخطوات ملموسة لرأب الصدع الفلسطيني وإنهاء الانقسام، وتشكيل مؤسسات شعبية موحدة لخوض المواجهة بكل الوسائل المتاحة.
المؤسف أننا لا نرى أي بوادر بهذا الاتجاه، لا بل إن حملات التلاوم والتخوين مستمرة بين الطرفين. صحيح أن التحرك الذي تقوم به السلطة على الساحة الدولية مهم وضروري، لكن واشنطن وتل أبيب لا تكترثان بالمجتمع الدولي، وهما بصدد تكريس شرعية بديلة للأمم المتحدة عنوانها إرضاء إسرائيل وتلبية مصالحها كأساس ومرجعية في العلاقات الدولية.
وحدة الشعب الفلسطيني على الأرض هي مفتاح النصر في المعركة المصيرية، وخلاف ذلك كلام عابر لا قيمة له. وإذا كان هنالك من شيء مفيد يمكن أن تقوم به القوى السياسية الأردنية لصد الهجمة الصهيونية وإبطال مفعول الصفقة، فهو في الضغط على الفصائل الفلسطينية لتوحيد مواقفها ودفن الانقسام المدمر، وبعد ذلك ستجدون الجميع في صفكم وأولهم الأردن.
(الغد)