سيرة الحسين: شواهد الحكمة
محمد يونس العبادي
في سيرة الراحل الملك الحسين بن طلال (طيب الله ثراه) فرادة وشواهد على مفردات الإبداع في الحُكم والقيادة، حيث إنّ من يتناولها بالدراسة، يلحظ ارتباطها الوثيق بتاريخ شعبٍ، وفيها توثيق لتاريخ الأفكار التي سادت وتعاطيه (طيب الله ثراه) معها بإتزانٍ وحكمةٍ أفضت إلى نهضة وطنٍ بالرغم من النوازل التي ألمت بالأمة.
ومن بين أبرز شواهد الحكمة، في سيرة الحسين الفترة التي كانت فيها الأيديولوجيا القومية تتطرف في تعاطيها مع الفكرة (في خمسينات وستينات القرن الماضي)، وترى "صوابية " وجهة نظرها على حساب الآخر.
وكانت قوميته تستقي مفرداتها من الزمن العربي النقي، حيث النهضة العربية وتأسيس مملكة فيصل والقيام بعبء بناء الانسان العربي، لذا فإنّ الملك الحسين (طيب الله ثراه) صاغ للأردن تجربة تنموية تجاوزت أبعادها حدود المكان إلى الإنسان، إذ ما شهده الأردن من نقلةٍ نوعيةٍ، خاصة، في بلد امتاز حتى سبعينات القرن الماضي بأنه ذو وجه "ريفي" ونقله إلى الحداثة من بوابة التعليم، وفي زمانٍ كانت فيه الدول تمتلك مواردها إلا أنه صاغ أسلوبه الخاص، معتمداً على الإنسان الأردني لا سواه.
هذه الثوابت الداخلية، نجحت في صياغة علاقة فريدةٍ بين القائد وشعبه، وكانت من أصدق وجوه الحكمة في أنها رسخت ثوابت العلاقة بين الشعب والقيادة، بما عبر عنه مواقفه (طيب الله ثراه) التي تجلت في ما مرت به المنطقة من أحداث حرب الخليج الأولى والثانية، وصولاً إلى تضمينه مفردة السلام، كخطابٍ واقعي لا يبقى ضمن مساحة الخيال الجمعي وحده.
ونجح (طيب الله ثراه) في التعبير عن هذا الخطاب ووضع مداميك له، ما زالت لليوم هي المعيار عند الحديث عن المعايير السليمة لعملية السلام، ومبادئها،
كما أنّ الحسين نجح في خلق صورةٍ حقيقية لدى الغرب عن الشخصية العربية الإسلامية وما تمتلكه من سماتٍ تتناقض وما يروج له أعداء العرب، فهذا اختراق للعقلية الغربية تجاوز المؤسسة الغربية السياسية إلى الشعوب التي رأت نموذجاً "حكيماً" ومحباً للسلام، على خلاف الصورة النمطية التي سادت في ذهنه لعقودٍ سابقة.
وكانت "جنازة الحسين" تعبر عن وزن قائدٍ عز نظيره في المنطقة، وفي التاريخ المعاصر.
واليوم، وأمام زخم هذه السيرة فإننا أحوج ما نكون إلى خلاصاتها، وإلى تقديمها للقارئ وللأجيال الحالية والمقبلة، ففيها خلاصات الحكمة الأردنية، التي ما زالت راسخة في الحُكم الهاشمي.
والتصدي لكتابة هذه السيرة بحاجة إلى باحثين قادرين على صياغتها بشكلٍ يليق بها كإرثٍ أردنيٍ هاشمي، يعبر عن مقدرة الأردن على صياغة الدور والحجم والوزن السياسي، بما لا يستطيع مقال اختزاله.. فلا زالت شواهد الحكمة باقية في عقول ووجدان الأردنيين.
وفي ذكرى الوفاء والبيعة نرى امتداد دولتنا اليوم في عهدها الرابع، وقد اجتازت بالحكمة الهاشمية الموصولة بالإرث الممتد، أصعب الظروف.. فالأردن الهاشمي وجد ليبقى عزيزاً.
ومن بين أبرز شواهد الحكمة، في سيرة الحسين الفترة التي كانت فيها الأيديولوجيا القومية تتطرف في تعاطيها مع الفكرة (في خمسينات وستينات القرن الماضي)، وترى "صوابية " وجهة نظرها على حساب الآخر.
وكانت قوميته تستقي مفرداتها من الزمن العربي النقي، حيث النهضة العربية وتأسيس مملكة فيصل والقيام بعبء بناء الانسان العربي، لذا فإنّ الملك الحسين (طيب الله ثراه) صاغ للأردن تجربة تنموية تجاوزت أبعادها حدود المكان إلى الإنسان، إذ ما شهده الأردن من نقلةٍ نوعيةٍ، خاصة، في بلد امتاز حتى سبعينات القرن الماضي بأنه ذو وجه "ريفي" ونقله إلى الحداثة من بوابة التعليم، وفي زمانٍ كانت فيه الدول تمتلك مواردها إلا أنه صاغ أسلوبه الخاص، معتمداً على الإنسان الأردني لا سواه.
هذه الثوابت الداخلية، نجحت في صياغة علاقة فريدةٍ بين القائد وشعبه، وكانت من أصدق وجوه الحكمة في أنها رسخت ثوابت العلاقة بين الشعب والقيادة، بما عبر عنه مواقفه (طيب الله ثراه) التي تجلت في ما مرت به المنطقة من أحداث حرب الخليج الأولى والثانية، وصولاً إلى تضمينه مفردة السلام، كخطابٍ واقعي لا يبقى ضمن مساحة الخيال الجمعي وحده.
ونجح (طيب الله ثراه) في التعبير عن هذا الخطاب ووضع مداميك له، ما زالت لليوم هي المعيار عند الحديث عن المعايير السليمة لعملية السلام، ومبادئها،
كما أنّ الحسين نجح في خلق صورةٍ حقيقية لدى الغرب عن الشخصية العربية الإسلامية وما تمتلكه من سماتٍ تتناقض وما يروج له أعداء العرب، فهذا اختراق للعقلية الغربية تجاوز المؤسسة الغربية السياسية إلى الشعوب التي رأت نموذجاً "حكيماً" ومحباً للسلام، على خلاف الصورة النمطية التي سادت في ذهنه لعقودٍ سابقة.
وكانت "جنازة الحسين" تعبر عن وزن قائدٍ عز نظيره في المنطقة، وفي التاريخ المعاصر.
واليوم، وأمام زخم هذه السيرة فإننا أحوج ما نكون إلى خلاصاتها، وإلى تقديمها للقارئ وللأجيال الحالية والمقبلة، ففيها خلاصات الحكمة الأردنية، التي ما زالت راسخة في الحُكم الهاشمي.
والتصدي لكتابة هذه السيرة بحاجة إلى باحثين قادرين على صياغتها بشكلٍ يليق بها كإرثٍ أردنيٍ هاشمي، يعبر عن مقدرة الأردن على صياغة الدور والحجم والوزن السياسي، بما لا يستطيع مقال اختزاله.. فلا زالت شواهد الحكمة باقية في عقول ووجدان الأردنيين.
وفي ذكرى الوفاء والبيعة نرى امتداد دولتنا اليوم في عهدها الرابع، وقد اجتازت بالحكمة الهاشمية الموصولة بالإرث الممتد، أصعب الظروف.. فالأردن الهاشمي وجد ليبقى عزيزاً.