facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

الدباس يكتب: ذكرى الحسين الخالدة!

الدباس يكتب: ذكرى الحسين الخالدة!

علي احمد الدباس

 

 

وكأنه نفس البرد الذي يعود في كل سابعٍ من شباط ؛ لأنه نفس الحزن الذي يتجدد في قلوبنا كلما مرت ذكرى وفاة الحسين العظيم رحمه الله وقرن بالخير دائماً ذكراه ....

 

الحسين لم يكن ملكاً فقط؛ كان قائداً رياديًا مستشرفاً حكيماً ؛ كان ما يميزه هو ذلك الإخلاص لشعبه كل يوم من أيام حكمه التي بلغت سبعة واربعين عاماً قضاها حاكماً بالمحبة والعدل والثقة والإيمان بالله وبشعبه قبل أي شيء آخر!

 

لم يرض الحسين ان يبقى الاردن كما كان يوم اقسم اليمين فكان رجل النهضة الحقيقية .... بنى الاردن دولة القانون والمؤسسات الرصينة والإدارة العامة الرشيدة ؛ ونقلها الى دولة شعارها (الإنسان أغلى ما نملك) ....

 

لعلنا لم نفي الحسين حقه بحفظ إرثه .... ولعلنا ظلمناه حين لم نقرأ تفاصيل إنجازاته .... ولعلنا ونحن الذين كنا نعتبره أباً حقيقيًا لم نعطه حق بره بعد موته بالمحافظة على ما وصل اليه الاردن من كبرياء وكرامة ومكانه في عهده الطيب....

 

لتخليد روح الحسين علينا ان نكون ذلك الولد الصالح الذي يدعو له ويتصدق عنه ويدعم إرثه وينشر فكره ؛ ولعل هذا اليوم يكون تذكرة لنا نحن مواطني الاردن الحديث للعودة الى جذور قاعدة الحسين في البناء ( الإنسان أغلى ما نملك ) ونكون بحق ( الأسرة الأردنية الكبيرة الواحدة من شتى الأصول والمنابت في بلد المهاجرين والانصار )!

 

لنحيي ذكرى الحسين بطريقة مختلفة اليوم عن كل السنوات .... لنضع ديناراً في صناديق التبرعات الخيرية عن روح الحسين العظيم اليوم .... لنتطوع ساعة اليوم في مركز الحسين للسرطان ؛ في دور المسنين ؛ في قرى الاطفال ؛ في دور الايتام عن روح الحسين اليوم .

 

لنبحث عمّن انقطع عنهم دعم الحسين اليوم وندعمهم عن روح الحسين .... الايتام الذين كبروا بعد ان كان والدهم ؛ النساء التي هرمت بعد ان انكسر ظهرهم ؛ المظلومون الذين لم يسمع صوتهم من يومها ...

 

لنتبرع كل حسب قدرته لدعم الصروح التي شيدها الحسين ويكون تبرعنا عن روحه .... لصندوق الاعفاءات في المدينة الطبية؛ لصندوق الطالب الفقير في الجامعة الاردنية؛ لصندوق المنح في مدرسة اليوبيل للموهوبين والمتفوقين ؛ لصندوق البحث العلمي في التعليم العالي وكل ذلك عن روح الحسين العظيم....

ليتبرع أغنياء الوطن ببناء المدارس والمراكز الصحية في المناطق النائية ....

 

لنقرأ جزءا من القرآن عن روح الحسين العظيم؛ وحين نصل الى (سبحان الدي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى ) فلنذكر عطاء الحسين للقدس ونتبرع عن روحه لأهلها الصامدين المرابطين الثابتين فيها ونزيدهم كما كان يفعل الحسين تثبيتاً!

 

الحسين أعطانا كل روحه ... واعطانا بلداً يشبهه فيه كثير من المحبة والبركة .... فلنعطِ عنه اليوم من وقتنا ومالنا وفكرنا!

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )