facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

انظمة الحكم العلمانية حلت مشاكل معظم الدول

انظمة الحكم العلمانية حلت مشاكل معظم الدول

م. وائل سامي السماعين

في اتصال هاتفي لامرأة سورية مهاجرة من سوريا الى النرويج مع برنامج تلفزيوني امارتي, يقدمه الداعية الشيخ الدكتور وسيم يوسف, وهو بالمناسبة اردني - امارتي من مواليد مدينة اربد , حيث شكت همها , وقالت ان لديها ستة من الاولاد يعشيون معها في النرويج , وكما ذكرت يضطر اولادها مشاركة الطلاب الاخرين بدراسة المعتقدات الدينية العالمية مثل اليهودية والمسيحية والاسلامية , اضافة الى الفكر اللالحادي حيث يتأمل الطلاب في كيفية خلق الطبيعة . وقالت انهم يقومون بتمثيل طقوس تلك المعتقدات الدينية في الصف , فمثلا حينما يحين تعلم الديانة الاسلامية, تقوم الفتيات بغطاء روؤسهن ويرفع الاذان , وعندما يحين موعد تعلم طقوس المسيحية يذهب الطلاب للكنيسة وهكذا دواليك . وكان رد الشيخ عليها بسيطا ويتناسب مع حضارة وفكر القرن الواحد والعشرين , حيث قال لها, علينا الا نخاف من ان يتعلم ابنائنا كيفية التعايش مع الاخرين, فليس من المطلوب ان يذوب المسلم ليصبح مسيحيا او يهوديا, وكذلك ليس من المطلوب من الاخرين ان يذوبوا في الاسلام, فلكل له دينه, وهوحر في معتقداته . واضاف لماذا هذا الهاجس والتخوف لدى المسلمين من تهئنة الاخرين باعيادهم ,فهل يصبح المسيحي مسلما عندما يهنىء المسلم باعياده , وتسأل ايضا ,هل يصبح المسلم مسيحيا اذا هنىء المسيحين او اليهود او غيرهم باعيادهم .

معظم المهاجرين الى الدول الغربية وخصوصا من العرب او المسلمين ,لا يعرفون ان هذه الدول ينص دستورها على انها ذات نظام حكم علماني, اي انها تعامل جميع مواطنيها بشكل متساو بغض النظر عن انتماءاتهم أو أفكارهم الدينية ,بل وترحب بالمسلمين وغيرهم للهجرة اليها ,ولا تقبل من اي منهم ان يفرض معتقداته الدينية على طريقة ونظام الحياة في تلك الدول , ومن هنا يواجه بعض المهاجرين الصعوبات في تقبل نمط الحياة في تلك الدول , لان البعض منهم يريد ان تكون طريقة حياته ومعتقداته الدينية هي السائدة كما تعود ,وبالتالي يريد تغير طريقة الحياة في تلك الدول لكي تناسبه , وهذا يتناقض مع ابسط قواعد ومفاهيم العلمانية .
فالعَلمانية مفهومها الاساسي كنظام حكم يرتكز على الفصل بين السلطات الدينية والسلطات السياسة, بحيث لا يفرض على احد اعتناق معتقدات دينية لا يرغب بها ,ويحترم التنوع الفكري والديني في المجتمع , باعتباره اضافة ايجابية , وليس خيانة او كفر. ومن هذا المنطلق يتم تدريس مادة تسمى اديان العالم World Religions في المدارس ,حتى يتم تهيئة الاجيال, لكي تتمكن من العيش في المجتمع متصالحين مع باقي المكونات , ومنفتحين على بقية شعوب العالم .
وفي هذا السياق يجب ان لا يغيب عنا , ان 98 دولة في العالم اتخذت من العلمانية كنظام حكم , ومنها 15 دولة علمانية الدستور معظم سكانها من المسلمين ,حيث يزيد عددهم عن 400 مليون نسمة في تلك الدول , وفيها يعيش المسلمين مع الاخرين بكل سلاسة ويسر.
واما الشعوب العربية لو استفتيت لوجدنا ان الغالبية العظمى ترفض تطبيق العلمانية اوالديمقراطية بشكلها الحالي كادوات حكم حديثة في بلادها , ولكنها في المقابل مفتونة بهذه الادوات السياسية لادارة الحكم ,وتقبلها عند الاخرين بدون تحفظ, بل و يرافق الكثيرين هاجس الهجرة للعيش في ظل تلك الانظمة , وهذا يدعونا للتفكير لماذا كل هذه التناقضات في حياتنا ,ولماذا الخوف من اختيار ادوات حكم حديثة لنتدبر انفسنا في بلادنا ؟ وقد يكون خيار تطبيق انظمة حكم علمانية ديموقراطية حديثة في الدول العربية هو سلاح فعال لمحاربة فكرة قيام دول دينية على غرار ايران او دولة اسرائيل في هذه المنطقة على اساس الهوية الدينية , وقد تكون مدخلا لنزع فتيل الحروب الدينية والطائفية في المنطقة العربية .

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير