سلاح صامت تستخدمه النساء ضد الرجال
القبة نيوز - يفضل البعض تجنب مواجهة العديد من المواقف التي تتطلب إعلانا واضحا عن الغضب والصدام، ويعمد إلى ممارسة حنقه بطريقة ملتوية وغير معلنة يطلق عليها "السلوك السلبي العدواني" أو "العنف السلبي"، وبحسب المختصين تمارسه المرأة بصورة أكبر من الرجل، خاصة أن النساء عادة ما يكنّ الطرف الأضعف في المعادلة.
كيف يبدو العنف السلبي؟
التصرف العدواني المتعمد بشكل غير مباشر، مثل العناد والتسويف والصمت والعبوس، والفشل في أداء مهمات معينة أو تأجيلها عن قصد، كل تلك الأشياء ما هي إلا سمات للعنف السلبي، بحسب موقع "فيري ويل مايند" (VeryWellMind)، ويلجأ الشخص لتلك الممارسات من أجل التعبير عن غضبه ورفضه للتجاهل أو عدم الاهتمام، أو بوصفها آليات دفاعية لإشعار الآخرين بأخطائهم دون إعلان ذلك صراحة.
تقول رباب شريف -سيدة في منتصف الثلاثينيات- "للعام الثالث على التوالي نسي زوجي عيد ميلادي رغم أنه كان دائما ما يتذكره، في أول مرة سامحته، وفي العام الثاني خاصمته، أما العام الثالث فقررت أن أتجاهله تماما، وتعاملت ببرود حتى ظل يسألني كل دقيقة لماذا أنا مختلفة، وأجاوبه بأنني عادية جدا، رغم تعاملي ببرود معه فإني كنت أشتعل من الغيظ، لكنني صممت على الاستمرار حتى انفجر هو غاضبا، حينها شعرت بالراحة".
يرى الطبيب النفسي أحمد سعيد، أن المرأة تجيد ذلك النوع من العنف مقارنة بالرجل الذي يستخدم العنف الصريح، ويفسر ذلك بأن المرأة الطرف الأضعف في المعادلة مما يجعلها تتجنب العنف الصريح، إذ لا تستطيع تحمل تبعاته بسبب تكوينها الجسدي والنفسي ونشأتها كذلك.
ويضيف أن المرأة تلجأ إلى العنف السلبي "ثأرا لكرامتها وحفظ ماء وجهها، وعندما تستخدم البرود تعرف جيدا أنه لا يمكن لومها لأنها لم تفعل شيئا واضحا، فلا يوجد دليل يستطيع الشخص المستقبل أن يمسكه بيديه أو يحدده، لكنه فقط يشعر به فيجن جنونه ويصبح هو الملام".
أسبابه
يأخذ العنف السلبي من المرأة تجاه الرجل أشكالا متعددة، بدءا من زيادة الملح في الطعام، مرورا بالسهو "عمدا" عن كي ملابسه والمماطلة في الاستجابة لأية طلبات، وصولا إلى الصمت باعتباره سلاحا معبرا عن الغضب.
وتلعب التنشئة دورا رئيسيا في ذلك، بحسب الدكتور سعيد، موضحا أن "البنت تحديدا منذ الصغر في المجتمعات العربية لا يسمح لها بالتعبير عن مشاعرها سواء الغضب أو الرفض أو الإحباط أو الاستياء، ودائما ما يلقى لها بالأوامر لتنفيذها دون أية مساحة للتفاوض، مما يجعلها تلجأ لذلك السلوك مستخدمة أشكالا مختلفة، مثل ادعاء عدم الفهم، أو تنفيذ الطلب بشكل خاطئ، أو المماطلة والتسويف، وتشب على استخدام ذلك الأسلوب الذي يجنبها تبعات المواجهة فتظل تكبت مشاعرها وتعبر عن غضبها بذلك الأسلوب".
لكن التنشئة ليست السبب الوحيد أيضا، فالحفاظ على الأجواء السلمية في البيت، يعد سببا رئيسيا. يقول سعيد "تسعى المرأة أكثر من الرجل إلى الحفاظ على البيت وتعميم الهدوء، فلا تريد أن يتحول جو البيت إلى شجار وتعنيف دائم، فتضطر أحيانا إلى استخدام ذلك الأسلوب، لتثأر لكرامتها بأقل الأضرار الممكنة حيث يمكنها التملص بسهولة عند مواجهتها مباشرة وادعاء أنه لا يوجد شيء غير طبيعي أو أنها لا تقصد أي شيء سلبي، أو ربما قد فهمت خطأ".
مقاييس القوة، كذلك، سبب آخر تدركه المرأة جيدا، وتعرف أنها غالبا ستخسر حين يشب عنف صريح بينها وبين الرجل، مما يجعلها تستخدم "الحيلة" بحسب سعيد.
أما آخر سبب لانتهاج المرأة سلوك العنف السلبي، هو أنها أكثر حساسية وتأثرا، ويوضح سعيد أن "المرأة في المجمل أكثر تأثرا وحساسية من الرجل وحين ينشب خلاف مع الرجل تميل إلى الانزواء والصمت كرد فعل وعقاب له".
مواجهة العنف السلبي
لا يمكن اعتبار العنف السلبي بأنه أكثر خفة وهوادة من العنف الصريح، إذ إن تأثيره قوي ومزعج للغاية لمن يستقبله، فيمكن للجميع التصرف بطريقة سلبية من وقت لآخر، لتحقيق غاية ما أو التنفيس أثناء مشكلة أو موقف محدد، لكن الخطورة عندما يتحول إلى نمط، وفقا لـ"سعيد"،.
ويؤكد أنه في تلك الحال قد يؤدي هذا إلى تدمير العلاقة الزوجية، أو قد يكون مؤشرا لأمراض نفسية مثل الوسواس القهري أو الاكتئاب، لذا ينصح "سعيد" بعدة نقاط للتعامل مع الشخص الذي يمارس العنف السلبي:
1- إذا كان أسلوب زوجتك يزعجك، لا بد أن تواجهها مباشرة وتناقشها فيما يزعجك بهدوء دون وصف سلوكها بالعنيف أو العدواني أو حتى المؤذي.
2- إتاحة مساحة لها للتعبير عن مشاعرها بكل حرية دون قيود.
3- إبداء الاهتمام الحقيقي بها، وجعله روتينا دائما في حياتك وليس وقت الخلافات فقط، فعادة الشخص الذي يستخدم العنف السلبي يعاني من الإهمال والتجاهل.
4- إذا لاحظت تحول ذلك الأسلوب إلى نمط دائم ومتكرر، فلا بد من استشارة مختص على الفور.
ويشير سعيد إلى أنه على الشخص ذاته الذي يستخدم العنف السلبي سواء كان رجلا أو امرأة، أن يحاول التوقف للحظات ومواجهة نفسه هل يستخدم ذلك الأسلوب في مواقف محددة فقط؟
ويقول "إذا كان كذلك فالأمر طبيعي ومقبول، أما إذا تحول إلى نهج وأسلوب حياة، فعليه أن يقلق إزاء ذلك ويجد مخرجا لاستيعاب غضبه ومشاعره، سواء من خلال الرياضة والرسم والقراءة، أو التحدث مع الطرف الآخر بحرية واستفاضة، وأخيرا طلب المساعدة من معالج نفسي". (الجزيرة)
كيف يبدو العنف السلبي؟
التصرف العدواني المتعمد بشكل غير مباشر، مثل العناد والتسويف والصمت والعبوس، والفشل في أداء مهمات معينة أو تأجيلها عن قصد، كل تلك الأشياء ما هي إلا سمات للعنف السلبي، بحسب موقع "فيري ويل مايند" (VeryWellMind)، ويلجأ الشخص لتلك الممارسات من أجل التعبير عن غضبه ورفضه للتجاهل أو عدم الاهتمام، أو بوصفها آليات دفاعية لإشعار الآخرين بأخطائهم دون إعلان ذلك صراحة.
تقول رباب شريف -سيدة في منتصف الثلاثينيات- "للعام الثالث على التوالي نسي زوجي عيد ميلادي رغم أنه كان دائما ما يتذكره، في أول مرة سامحته، وفي العام الثاني خاصمته، أما العام الثالث فقررت أن أتجاهله تماما، وتعاملت ببرود حتى ظل يسألني كل دقيقة لماذا أنا مختلفة، وأجاوبه بأنني عادية جدا، رغم تعاملي ببرود معه فإني كنت أشتعل من الغيظ، لكنني صممت على الاستمرار حتى انفجر هو غاضبا، حينها شعرت بالراحة".
يرى الطبيب النفسي أحمد سعيد، أن المرأة تجيد ذلك النوع من العنف مقارنة بالرجل الذي يستخدم العنف الصريح، ويفسر ذلك بأن المرأة الطرف الأضعف في المعادلة مما يجعلها تتجنب العنف الصريح، إذ لا تستطيع تحمل تبعاته بسبب تكوينها الجسدي والنفسي ونشأتها كذلك.
ويضيف أن المرأة تلجأ إلى العنف السلبي "ثأرا لكرامتها وحفظ ماء وجهها، وعندما تستخدم البرود تعرف جيدا أنه لا يمكن لومها لأنها لم تفعل شيئا واضحا، فلا يوجد دليل يستطيع الشخص المستقبل أن يمسكه بيديه أو يحدده، لكنه فقط يشعر به فيجن جنونه ويصبح هو الملام".
أسبابه
يأخذ العنف السلبي من المرأة تجاه الرجل أشكالا متعددة، بدءا من زيادة الملح في الطعام، مرورا بالسهو "عمدا" عن كي ملابسه والمماطلة في الاستجابة لأية طلبات، وصولا إلى الصمت باعتباره سلاحا معبرا عن الغضب.
وتلعب التنشئة دورا رئيسيا في ذلك، بحسب الدكتور سعيد، موضحا أن "البنت تحديدا منذ الصغر في المجتمعات العربية لا يسمح لها بالتعبير عن مشاعرها سواء الغضب أو الرفض أو الإحباط أو الاستياء، ودائما ما يلقى لها بالأوامر لتنفيذها دون أية مساحة للتفاوض، مما يجعلها تلجأ لذلك السلوك مستخدمة أشكالا مختلفة، مثل ادعاء عدم الفهم، أو تنفيذ الطلب بشكل خاطئ، أو المماطلة والتسويف، وتشب على استخدام ذلك الأسلوب الذي يجنبها تبعات المواجهة فتظل تكبت مشاعرها وتعبر عن غضبها بذلك الأسلوب".
لكن التنشئة ليست السبب الوحيد أيضا، فالحفاظ على الأجواء السلمية في البيت، يعد سببا رئيسيا. يقول سعيد "تسعى المرأة أكثر من الرجل إلى الحفاظ على البيت وتعميم الهدوء، فلا تريد أن يتحول جو البيت إلى شجار وتعنيف دائم، فتضطر أحيانا إلى استخدام ذلك الأسلوب، لتثأر لكرامتها بأقل الأضرار الممكنة حيث يمكنها التملص بسهولة عند مواجهتها مباشرة وادعاء أنه لا يوجد شيء غير طبيعي أو أنها لا تقصد أي شيء سلبي، أو ربما قد فهمت خطأ".
مقاييس القوة، كذلك، سبب آخر تدركه المرأة جيدا، وتعرف أنها غالبا ستخسر حين يشب عنف صريح بينها وبين الرجل، مما يجعلها تستخدم "الحيلة" بحسب سعيد.
أما آخر سبب لانتهاج المرأة سلوك العنف السلبي، هو أنها أكثر حساسية وتأثرا، ويوضح سعيد أن "المرأة في المجمل أكثر تأثرا وحساسية من الرجل وحين ينشب خلاف مع الرجل تميل إلى الانزواء والصمت كرد فعل وعقاب له".
مواجهة العنف السلبي
لا يمكن اعتبار العنف السلبي بأنه أكثر خفة وهوادة من العنف الصريح، إذ إن تأثيره قوي ومزعج للغاية لمن يستقبله، فيمكن للجميع التصرف بطريقة سلبية من وقت لآخر، لتحقيق غاية ما أو التنفيس أثناء مشكلة أو موقف محدد، لكن الخطورة عندما يتحول إلى نمط، وفقا لـ"سعيد"،.
ويؤكد أنه في تلك الحال قد يؤدي هذا إلى تدمير العلاقة الزوجية، أو قد يكون مؤشرا لأمراض نفسية مثل الوسواس القهري أو الاكتئاب، لذا ينصح "سعيد" بعدة نقاط للتعامل مع الشخص الذي يمارس العنف السلبي:
1- إذا كان أسلوب زوجتك يزعجك، لا بد أن تواجهها مباشرة وتناقشها فيما يزعجك بهدوء دون وصف سلوكها بالعنيف أو العدواني أو حتى المؤذي.
2- إتاحة مساحة لها للتعبير عن مشاعرها بكل حرية دون قيود.
3- إبداء الاهتمام الحقيقي بها، وجعله روتينا دائما في حياتك وليس وقت الخلافات فقط، فعادة الشخص الذي يستخدم العنف السلبي يعاني من الإهمال والتجاهل.
4- إذا لاحظت تحول ذلك الأسلوب إلى نمط دائم ومتكرر، فلا بد من استشارة مختص على الفور.
ويشير سعيد إلى أنه على الشخص ذاته الذي يستخدم العنف السلبي سواء كان رجلا أو امرأة، أن يحاول التوقف للحظات ومواجهة نفسه هل يستخدم ذلك الأسلوب في مواقف محددة فقط؟
ويقول "إذا كان كذلك فالأمر طبيعي ومقبول، أما إذا تحول إلى نهج وأسلوب حياة، فعليه أن يقلق إزاء ذلك ويجد مخرجا لاستيعاب غضبه ومشاعره، سواء من خلال الرياضة والرسم والقراءة، أو التحدث مع الطرف الآخر بحرية واستفاضة، وأخيرا طلب المساعدة من معالج نفسي". (الجزيرة)