facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

أردني يدعو فضائيين لزيارة الأرض .. ماذا كان الرد؟

أردني يدعو فضائيين لزيارة الأرض .. ماذا كان الرد؟

الفلكي عماد مجاهد

القبة نيوز-في ليلة رأس السنة الميلادية 2020 الثلاثاء/الأربعاء ذهب الفلكي عماد مجاهد الى السرير والنوم الساعة التاسعة مساء الثلاثاء، وراح في نوم عميق بعد يومين من العمل المتعب المتواصل، ورأى في المنام انه يدعو الحضارة الذكية التي تعيش على كوكب (غليز 581 سي) لزيارة كوكب الأرض والاستمتاع بالطبيعة الخلابة عليها وشمسها الدافئة، والتعرف على البشر والمستوى الحضاري الذي وصلوا إليه.


وفي المنام، ردوا عليه مباشرة فقالو: لقد وصلتنا قبل سنوات الرسالة الراديوية التي أرسلها الفلكي الأمريكي الراحل كارل ساغان في ثمانينيات القرن العشرين الماضي بزمن كوكب الأرض، عن طريق مركبة الفضاء فواياجير-2، واستمعنا للرسالة الموجودة على القرص المدمج المطلي بالذهب الذي تسمونه سي دي، مسجلا عليه بيوتا من الشعر بجميع لغات العالم ومن ضمنها اللغة العربية وخاصة بيت الشعر المسجل بصوت العالمة آمال شخشير الذي قالت فيه يا أصدقائنا بين النجوم لا ليت يجمعنا الزمان، بالإضافة لأصوات من حياة الناس ومقاطع موسيقية لبتهوفن وباخ وأصوات القطارات والسيارات والطائرات وبكاء الأطفال وأصوات الحيوانات، إضافة للآية 33 من سورة الرحمن (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) التي سجلت بصوت مندوب مصر في هيئة الأمم المتحدة في تلك الفترة، و ما أثارنا أن يكون القرآن تحدث عن الصعود الى الفضاء للبشر قبل 1400 عام من صعودكم الحقيقي للفضاء الذي تم سنة 1952م بزمن كوكبكم. ولغته العربية التي هي لغتنا على كوكبنا أيضا وكذلك هي اللغة الأكثر انتشارا في المجرة، لذلك فهمنا رسالتكم على أكمل وجه.

صديقنا الفلكي عماد مجاهد من كوكب الأرض، نحن في البداية نتشرف بدعوتكم والتعرف عليكم، لكن عندما عاد أفراد الطبق الطائر إلى ديارنا بعدما شاهدنا أسلوب الحياة على الأرض فإننا نعتذر عن زيارتكم للأسباب التالية:

بمجرد استماعنا للرسالة في المركبة الفضائية فواياجير-2 أصبح لدينا فضول للتعرف على كوكب الأرض، لذلك قررنا قبل سنوات ارسال طبق طائر الى الأرض في مهمة سرية، وعندما وصلوا الأرض نقلوا لنا جمال الطبيعة عندكم من البحار والمحيطات والغابات والجبال وضفاف الأنهار والسماء زرقاء، فإذا بالله تعالى خالق الكون كما نعرف جميعا في المجرة، قد أسبغ عليكم بالنعم الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى.

لكن وللأسف الشديد وجدنا عندكم تصرفات وأساليب لا تسر عدو ولا صديق، فعندكم دول امتلكت التكنولوجيا لكنها بدلا من استخدامها للسلام ولصالح الشعوب لتحقيق الرخاء، صنعت منها أسلحة الدمار الشامل لتستخدمها ضد الدول الضعيفة والتحكم بالدول الأخرى وفرض السيطرة على العالم دون وجه حق، ورغم وجود هيئة الأمم المتحدة التي تم إنشائها لهدف نبيل لكنها لم تستخدم بالشكل الصحيح بل استغلت من الدول القوية لفرض سيطرتها على شعوب العالم على الأرض، ومن ثم حصل التمييز بين شعوبكم.

والشيء الغريب أيضا أن معظم دول العالم الثالث تصدر العقول والكفاءات فيها للدول المتقدمة وكأنها تعطي مالها وثرواتها الى هذه الدول، فهذه الكفاءات هي التي تتطور بها الشعوب وهي التي تحقق أهدافها الاقتصادية التي بها تقود العالم، فهي التي تصنع الحضارة والتطور العمراني واستغلال الثروات الطبيعية في الوطن، وخلق الحياة المدنية المعاصرة.

وأكثر ما أثار استياؤنا هو استخدام الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي للإساءة بين أبناء الشعب الواحد وبين الشعوب في الدول أيضا، فقد رصد أبناؤنا في الطبق الطائر اثناء تحليقه بين الدول، انتشار الاشاعات التي يتداولها بني البشر دون التحقق منها، أو اتهام الناس خاصة الذين هم في موقع المسؤولية بدون أي سبب، والمشكلة الأكبر أنكم تركزون على أخبار القتل والسرقة ولا تهتمون بالأخبار الجيدة والسعيدة ولا تنشروها رغم ان عندكم الكثير من العادات الحسنة.

صديقنا الحبيب
نحن على كوكبنا الذي يبعد عن الأرض بضع سنوات ضوئية وقريبين جدا منكم في المجرة وفقا للمعايير الفلكية كما تعلم، لكننا نختلف عنكم كثيرا وسبقناكم بآلاف السنين في الحضارة والتقدم العلمي رغم ان انساننا الأول كان يعيش في الكهوف وجنبا الى جنب مع الحيوات والادغال في نفس فترة الانسان الأول على الأرض.

نحن يا صديقي حضارة تحكمنا القوانين والأنظمة بحيث لا تستطيع أي دولة كانت فرض سيطرتها على الشعوب الأخرى، ولا توجد عندنا هيئة الأمم المتحدة حاليا فقد ألغيت هذه الهيئة منذ أكثر من ألفي سنة، وتم استبدالها بمجلس قضاء دولي، يحكم على أي دولة تسعى لاحتلال دولة أخرى أو تطمع بثرواتها، والحكم النهائي الذي لا يمنح صيغة الاستئناف هو طرد هذه الدولة نحو الفضاء بعيدا عن حضارتنا في باطن المجرة وبلا عودة، لذلك ساد السلام والمحبة بين شعوب حضارتنا، وأصبح مصطلح الحرب ملغيا في قواميسنا، حتى أن الأسلحة أصبحت موجودة في المتاحف، يزورها ابناؤنا ليطلعوا على ماضيهم الذي ولى.

ونحن يا صديقنا القوانين لا تسمح لأصحاب الكفاءات من الهجرة للدول والشعوب الأخرى، بل تستغل بالشكل الصحيح حتى تطورت شعوبنا وأصبحت في المقدمة، وبها تجاوزنا كل التحديات والمصاعب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ونعيش بسبب استغلالنا لهذه الكفاءات التي استغلت الثروات الطبيعية والفكرية فيها بسعادة وتطور حضاري لا يوصف.

وبالنسبة للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي فهي تخضع لقوانين وأنظمة صارمة في شعوبنا التي تعيش في إحدى أذرع المجرة، فلا يستطيع أي من سكان كوكبنا نشر معلومات مسيئة أو خادشه للحياء العام، وعلى الرغم من التطور العلمي في وسائل التواصل الاجتماعي في مراقبة كل ما يكتب بحيث لا ينشر الانترنت أي معلومات في غير محلها أوتوماتيكيا، إلا أن شعوبنا بسبب القوانين الصارمة اصبحت معتادة على عدم نشر معلومات مسيئة أو غير صحيحة أو نشر الاشاعة، وليس كما يحدث عندكم فأنتم تشلون أمل أي شخص أو مسؤول لا يعجبكم أو بينكم وبينهم عداوة.

وحتى لو تم نشر أخبار سيئة صحيحة وحدثت في الواقع، فممنوع نشرها لان هذا من اختصاص شرطة الفضاء التي تنشر دورياتها بين نجوم المجرة والحضارات الذكية الأخرى، وتنقل المعلومات للقاضي الذي يحكم على الجاني بشكل سري وعن طريق الكمبيوتر مباشرة وبين القاضي والجاني، فلا يعلم أحد عن قضايا الناس والعباد وتبقى سرية.

لذلك فإننا في حضارتنا الذكية نؤكد اعتذارنا عن زيارة الأرض في الوقت الحالي، إلا عندما يسود السلام والمحبة بين الدول وشعوبها على الارض، وتوقف الحروب والقتل والدمار، وانتشار العدل والمساواة بين الناس، وعدم نشر الاخبار الكاذبة ونشر الاشاعات واحتيال الشخصية والإساءة.

ثم اختتمت الحضارة الذكية حديثها بتهنئتنا للبشر على الأرض بعامهم الجديد 2020 متمنية لهم ان يسود السلام والمحبة على الأرض.

وفجأة نهض الفلكي عماد مجاهد من نومه قبل ساعة من آذان فجر الأربعاء الأول من العام 2020 حسب تاريخ الأرض، وإذا به يقرأ على مواقع الاخبار الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي عن وقوع عدد من جرائم القتل في ليلة واحدة، ووقوع اغتيال لشخصيات عالمية، وانتشار التوتر بين بعض الدول، فإذا به يرسل رسالة للحضارة الذكية يعتذر فيها عما حدث!!

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير