التل يكتب: لجنة الديوان لا علاقة لها بالصحافة والإعلام
محمد حسن التل
القبة نيوز-كان الأولى بأصحاب فكرة هذه اللجنة أن يطلقوا عليها اسم دعم الإعلام الأردني قبل تطويره. لأنه بحاجة إلى دعم قبل فلسفة التطوير.. وقبل أن ندخل في تفاصيل اللجان، على الدولة والحكومات أن تسأل نفسها أولا ماذا نريد من الإعلام الأردني، والمستغرب في هذه الخطوة، أن إعلام الديوان هو الذي أشرف على تشكيل هذه اللجنة مع العلم أن إعلام الديوان الملكي مهمته محصورة فقط بإعلام جلالة الملك، والتواصل بهذا الشأن مع الإعلام الوطني والإقليمي والعالمي، ومهمة شؤون الإعلام في الأردن هي من صلب مهام الحكومة.
أما بالعودة إلى طبيعة اللجنة فإنه من الملاحظ أنها تخلو من أقطاب الصحافة اليومية، وليس فيها من يمثل نقابة الصحفيين الجهة الأولى المعنية بهذا الموضوع، وجاءت الأسماء التي نحترم أصحابها في معظمها لا علاقة لها بالصحافة والإعلام، وتعمل في ميادين مختلفة، فمثلا كاتب مقال متعاون في صحيفة أو في موقع إلكتروني لا يعرف تماما ولا دراية له بالطبخة الإعلامية، من ناحية الهدف والرسالة.
والأغرب من ذلك وجود فنانين في اللجنة مع احترامنا الشديد للفنان الكبير زهير النوباني الذي نعتبره قامة فنية ووطنية كبيرة، كان الأولى الاستفادة منه ومن خبرته الطويلة والعميقة في تطوير الواقع الفني والثقافي في البلد. إن الصحافة والإعلام الأردني يعانيان منذ عقدين من تخبط السياسات الحكومية في هذا المجال، ومزاجية معظم الذين حملوا هذا الملف، إن على من يتصدى الآن لحمل هذا الملف خصوصا إعلام الديوان الملكي أن يعرفوا أن الإعلام الأردني كان تاريخيا من أقوى الإعلام في المنطقة، لأن الدولة كانت تتعامل معه كضرورة وكركن من أركانها، وليس ترفا أو ديكورا لتجميل الصورة فقط، لقد فتح ميدان الصحافة والإعلام في العقدين الأخيرين لكل من هب ودب لدخوله، والحديث باسمه، مما جعله يغرق في ميدان الفوضى والارتباك، وكثيرا ما كان في بعض جوانبه يؤدي دورا سلبيا.
لقد سيطرت العلاقات الشخصية ومنتديات المنازل في كثير من الأحيان على مخرجات النظرة للصحفيين والإعلاميين، فتقدم من ليس لهم علاقة في الصحافة، ولا يحملون أي فكر إعلامي، بل اتخذوا المهنة وسيلة ترزق فقط، وبدعم من مفاصل عديدة في الدولة، مما أدى إلى بروز نجوم وهمية في سماء الصحافة الأردنية، وتراجع أصحاب المهنة الحقيقيين، وتفضيل كثير منهم الخروج من الميدان لما رأوا من فوضى وعدم وجود رؤية حقيقية عند الدولة تجاه الإعلام.
المشكلة الحقيقية أن الدولة الأردنية هللت وصفقت ورحبت وفتحت المجال دون ضوابط وحدود لما سمي بالإعلام الجديد وهو السوشيال ميديا، ثم لم تعد تستطع أن تضبطه حسب البوطلة الوطنية في كثير من المواقف، ونحن هنا لا نتخذ أي موقف سلبي من هذا النوع من الإعلام، وفي الوقت الذي كانت فيه كثير من مفاصل الدولة الأردنية تفتح المجال لرواد هذا الإعلام.. كان احترامها يقل شيئا فشيئا لبقية الإعلام خصوصا الصحافة اليومية، وتهمشها، وفي الوقت نفسه تطالبها بمهام صعبة. في ساعات الرخاء تحتضن الدولة والحكومات رواد ما يسمونه بالإعلام الجديد أو البديل، وفي وقت الشدة تعود للصحافة اليومية وتطالبها أن تكون في خط الهجوم الأول في الدفاع عن مواقف الدولة والحكومة. هناك حقيقة كبرى، تغيب اليوم عن كثير ممن يحملون ملف فكرة تطوير الإعلام الأردني.
أن نسبة ثقة المتلقي الأردني لرسالة الإعلام الوطني فيما يسمى بالإعلام الجديد، تقل كثيرا عن نسبة الثقة مثلا في الصحافة اليومية وما يقدمه التلفزيون الأردني والإذاعة الأردنية، لذلك ما زالت الدولة في المواقف الصعبة تستند إلى هذه المصداقية عند الناس، لقد ظلمت الدولة الإعلام الوطني المتمثل في الصحافة اليومية ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون، إذ قدمت عليها وسائل السوشيال ميديا وأوجدت بدعم مباشر أو غير مباشر من إذاعات ومحطات تلفزيونية بحجة أن الصحافة اليومية والتلفزيون الأردني والإذاعة الأردنيه لم يعودوا يقدمون ما هو مرجو منهم.
إن الشخصنة في موضوع الإعلام الأردني هو المقتل الحقيقي والسبب الكبير فيما وصل اليه هذا الإعلام من حالة فوضى وعجز.. إذ يتصدى لللتنظير على رواده الذين لا يعرفون الواقع الحقيقي للإعلام، خذ مثلا.. اللجنة الأخيرة التي شكلت بالنظر إلى أسمائها المحترمة فإنها في معظمها لم تشتبك حقيقة في العملية الصحفية والإعلامية.. وهذه هي المشكلة التي دائما ما نتحدث عنها.. وهي عندما تتوفر الرغبة في علاج جرح ما فإن الطبيب أحيانا يدور حول الجرح دون الاقتراب منه لأنه عجز عن مداواة الجرح نفسه.
قبل عدة سنوات احتفلنا بوضع استراتيجية للإعلام ونظرنا وخطبنا في الموضوع ثم وضعت هذه الاستراتيجية في الأدراج وغطى الغبار أسطرها ولم تعد تذكر.. نقول لمن يريد اليوم إصلاح الإعلام الأردني أن يبتعد عن التنظير واستقدام أفكار لا تتوافق مع بيئتنا الأردنية.. وأن لكل ميدان فرسانه، ونؤكد أخيرا أن الإعلام الأردني يحتاج قبل الحديث عن تطويره إلى الاحترام والدعم، والفرز الحقيقي بين الصحفي والإعلامي ابن الميدان وبين الدخلاء، والله من وراء القصد....
أما بالعودة إلى طبيعة اللجنة فإنه من الملاحظ أنها تخلو من أقطاب الصحافة اليومية، وليس فيها من يمثل نقابة الصحفيين الجهة الأولى المعنية بهذا الموضوع، وجاءت الأسماء التي نحترم أصحابها في معظمها لا علاقة لها بالصحافة والإعلام، وتعمل في ميادين مختلفة، فمثلا كاتب مقال متعاون في صحيفة أو في موقع إلكتروني لا يعرف تماما ولا دراية له بالطبخة الإعلامية، من ناحية الهدف والرسالة.
والأغرب من ذلك وجود فنانين في اللجنة مع احترامنا الشديد للفنان الكبير زهير النوباني الذي نعتبره قامة فنية ووطنية كبيرة، كان الأولى الاستفادة منه ومن خبرته الطويلة والعميقة في تطوير الواقع الفني والثقافي في البلد. إن الصحافة والإعلام الأردني يعانيان منذ عقدين من تخبط السياسات الحكومية في هذا المجال، ومزاجية معظم الذين حملوا هذا الملف، إن على من يتصدى الآن لحمل هذا الملف خصوصا إعلام الديوان الملكي أن يعرفوا أن الإعلام الأردني كان تاريخيا من أقوى الإعلام في المنطقة، لأن الدولة كانت تتعامل معه كضرورة وكركن من أركانها، وليس ترفا أو ديكورا لتجميل الصورة فقط، لقد فتح ميدان الصحافة والإعلام في العقدين الأخيرين لكل من هب ودب لدخوله، والحديث باسمه، مما جعله يغرق في ميدان الفوضى والارتباك، وكثيرا ما كان في بعض جوانبه يؤدي دورا سلبيا.
لقد سيطرت العلاقات الشخصية ومنتديات المنازل في كثير من الأحيان على مخرجات النظرة للصحفيين والإعلاميين، فتقدم من ليس لهم علاقة في الصحافة، ولا يحملون أي فكر إعلامي، بل اتخذوا المهنة وسيلة ترزق فقط، وبدعم من مفاصل عديدة في الدولة، مما أدى إلى بروز نجوم وهمية في سماء الصحافة الأردنية، وتراجع أصحاب المهنة الحقيقيين، وتفضيل كثير منهم الخروج من الميدان لما رأوا من فوضى وعدم وجود رؤية حقيقية عند الدولة تجاه الإعلام.
المشكلة الحقيقية أن الدولة الأردنية هللت وصفقت ورحبت وفتحت المجال دون ضوابط وحدود لما سمي بالإعلام الجديد وهو السوشيال ميديا، ثم لم تعد تستطع أن تضبطه حسب البوطلة الوطنية في كثير من المواقف، ونحن هنا لا نتخذ أي موقف سلبي من هذا النوع من الإعلام، وفي الوقت الذي كانت فيه كثير من مفاصل الدولة الأردنية تفتح المجال لرواد هذا الإعلام.. كان احترامها يقل شيئا فشيئا لبقية الإعلام خصوصا الصحافة اليومية، وتهمشها، وفي الوقت نفسه تطالبها بمهام صعبة. في ساعات الرخاء تحتضن الدولة والحكومات رواد ما يسمونه بالإعلام الجديد أو البديل، وفي وقت الشدة تعود للصحافة اليومية وتطالبها أن تكون في خط الهجوم الأول في الدفاع عن مواقف الدولة والحكومة. هناك حقيقة كبرى، تغيب اليوم عن كثير ممن يحملون ملف فكرة تطوير الإعلام الأردني.
أن نسبة ثقة المتلقي الأردني لرسالة الإعلام الوطني فيما يسمى بالإعلام الجديد، تقل كثيرا عن نسبة الثقة مثلا في الصحافة اليومية وما يقدمه التلفزيون الأردني والإذاعة الأردنية، لذلك ما زالت الدولة في المواقف الصعبة تستند إلى هذه المصداقية عند الناس، لقد ظلمت الدولة الإعلام الوطني المتمثل في الصحافة اليومية ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون، إذ قدمت عليها وسائل السوشيال ميديا وأوجدت بدعم مباشر أو غير مباشر من إذاعات ومحطات تلفزيونية بحجة أن الصحافة اليومية والتلفزيون الأردني والإذاعة الأردنيه لم يعودوا يقدمون ما هو مرجو منهم.
إن الشخصنة في موضوع الإعلام الأردني هو المقتل الحقيقي والسبب الكبير فيما وصل اليه هذا الإعلام من حالة فوضى وعجز.. إذ يتصدى لللتنظير على رواده الذين لا يعرفون الواقع الحقيقي للإعلام، خذ مثلا.. اللجنة الأخيرة التي شكلت بالنظر إلى أسمائها المحترمة فإنها في معظمها لم تشتبك حقيقة في العملية الصحفية والإعلامية.. وهذه هي المشكلة التي دائما ما نتحدث عنها.. وهي عندما تتوفر الرغبة في علاج جرح ما فإن الطبيب أحيانا يدور حول الجرح دون الاقتراب منه لأنه عجز عن مداواة الجرح نفسه.
قبل عدة سنوات احتفلنا بوضع استراتيجية للإعلام ونظرنا وخطبنا في الموضوع ثم وضعت هذه الاستراتيجية في الأدراج وغطى الغبار أسطرها ولم تعد تذكر.. نقول لمن يريد اليوم إصلاح الإعلام الأردني أن يبتعد عن التنظير واستقدام أفكار لا تتوافق مع بيئتنا الأردنية.. وأن لكل ميدان فرسانه، ونؤكد أخيرا أن الإعلام الأردني يحتاج قبل الحديث عن تطويره إلى الاحترام والدعم، والفرز الحقيقي بين الصحفي والإعلامي ابن الميدان وبين الدخلاء، والله من وراء القصد....