ليست قصة الجنرال فقط
ماهر ابو طير
القبة نيوز- بعد مقتل الجنرال قاسم سليماني، يهتز العالم اقتصاديا، فالنفط يرتفع، والبورصات تنخفض، والذهب يرتفع مجددا، وسط توقعات بتداعيات أخرى.
القصة ليست قصة الجنرال منفردا. هي قصة الدولة التي تعرضت الى ضربة قوية، خارج أراضيها، فلم تجرؤ الولايات المتحدة على تنفيذ هذه الضربة داخل ايران، واختارت ساحة مكشوفة وهشة مثل العراق من اجل توجيه هذه الضربة، ليتبعها فخر الرئيس الأميركي، دون ان ينسى ان يقول انه بمقتله يريد انهاء الحرب، وليس بدايتها، لمعرفته كلفة الحرب، وكأنه يطلب من الإيرانيين عدم التهور والتسبب بحرب كبرى.
في كل الحالات يقدح المحللون غامض الغيب من اجل معرفة ماذا سيحدث خلال الأيام المقبلة، الا ان علينا ان نشير الى ان اغلب الأطراف لا تريد حربا مفتوحة هذه الأيام، ومن الطبيعي ان تبدأ الاتصالات السرية من اجل تبريد المشهد بين واشنطن والولايات المتحدة، لكن شدة الضربة ستجعل الإيرانيين غير قادرين على السكوت طويلا، وسيردون بطريقة مدروسة لا تؤدي الى تداعيات أوسع خصوصا في ظل التحشيد الأميركي في المنطقة ؟.
على الاغلب وكما اشير مرارا قد يأتي الرد عبر العراق، وعبر جماعات عراقية شيعية متشددة، تحت عنوان الانتقام لقيادات الحشد الشعبي، والعراق خيار اول، لكنه خيار مكشوف ومتوقع، او عبر جماعات سنية متشددة تخترقها ايران وهذا خيار ثان غير مكشوف وغير متوقع، بحيث توجه ضربة للمصالح الأميركية او التمثيل الأميركي او التواجد العسكري الاميركي في آسيا او بعيدا في افريقيا، من اجل ابعاد الشبهة عن الإيرانيين، وهذا يعني ان ايران ستلجأ الى رد مبتكر يجعل الشبهات منخفضة حولها، لكن الرد ذاته سيكون مؤلما جدا لواشنطن، مع كلفة اقل على الإيرانيين.
ايران من جهتها ما تزال قادرة على خلط الأوراق في العراق، عبر تجييش العراقيين من اجل طرد القوات الأميركية من العراق، واغلاق معسكرات هذه القوات، وهذا احتمال آخر.
هذه الضربة التي تلقاها الإيرانيون قد تؤدي في حالة ما الى فتح التفاوض السري بين الاميركيين والإيرانيين، وهذا هو تصور جماعة ما في التحليل، الا ان هذا الرأي يتعامى عن كلفة الضربة، فماذا ستقول طهران لمواطنيها وللحلفاء في العراق وسورية واليمن ولبنان، الا ان أصحاب هذا الرأي يردون بالقول ان الإيرانيين عمليين ويتبعون مصلحتهم أولا، وانهم لم ينتقموا من الولايات المتحدة بعد كل هذه العقود من المواجهة التي أدت الى تدمير كبير على المستوى السياسي والاقتصادي والبشري، وسقوط ضحايا في كل مكان، بما في ذلك ضحايا العقوبات الأميركية، فلماذا سيثأرون لجنرال، وقد مرروا كل ما سبق؟!.
واشنطن ذاتها تدرك ان ايران لن ترد باسمها مباشرة، بل عبر جماعات وكيلة، وهي تضع في حسابها ان الرد قد لا يكون بالضرورة معنونا باسم جماعة عسكرية شيعية، بل قد يأتي عبر جماعات سنية متشددة تم اختراقها او تمت صناعتها وهذا يفسر تعزيز واشنطن لحمايات مصالحها في دول عربية واجنبية ليس لإيران فيها أي امتداد عسكري او مذهبي او اجتماعي، لأن الرد قد يأتي موقعا باسم طرف غير متوقع، في مكان غير متوقع، هذا اذا كنا نتحدث خارج العراق، واستثني هنا، لبنان وغزة، لظرفهما الخاص.
كل هذا يعني ان الأيام المقبلة ستكون صعبة وحساسة، بعد مقتل رجل برتبة جنرال بما أدى الى استنفار العالم كله، والحديث عن شرارة الحرب العالمية الثالثة، ومقتل جنرال له تأثيره العسكري والأمني، اثبت انه يؤثر على أسعار النفط والذهب ووضع البورصات، لأن الكل قرأ الفعلة الأميركية بدلالتها العميقة، أي ان الضربة كانت موجهة ضد المشروع الإيراني في توقيت حساس جدا، تتزايد فيه الاثقال على طهران، التي بيدها أوراق كثيرة، على مستوى امن الإقليم والعالم، ولديها من حس المغامرة ما يجعل الكل يتوقع الكثير منها.
قد ينتظر العالم الرد الإيراني، من الشرق، فيأتي في الغرب، وقد ينتظرونه في آسيا، فيتنزل في افريقيا، وقد ينتظرونه من الشيعة، فتتولاه جماعات سنية، وهنا العقدة التي لا يفكها احد.
(الغد)
القصة ليست قصة الجنرال منفردا. هي قصة الدولة التي تعرضت الى ضربة قوية، خارج أراضيها، فلم تجرؤ الولايات المتحدة على تنفيذ هذه الضربة داخل ايران، واختارت ساحة مكشوفة وهشة مثل العراق من اجل توجيه هذه الضربة، ليتبعها فخر الرئيس الأميركي، دون ان ينسى ان يقول انه بمقتله يريد انهاء الحرب، وليس بدايتها، لمعرفته كلفة الحرب، وكأنه يطلب من الإيرانيين عدم التهور والتسبب بحرب كبرى.
في كل الحالات يقدح المحللون غامض الغيب من اجل معرفة ماذا سيحدث خلال الأيام المقبلة، الا ان علينا ان نشير الى ان اغلب الأطراف لا تريد حربا مفتوحة هذه الأيام، ومن الطبيعي ان تبدأ الاتصالات السرية من اجل تبريد المشهد بين واشنطن والولايات المتحدة، لكن شدة الضربة ستجعل الإيرانيين غير قادرين على السكوت طويلا، وسيردون بطريقة مدروسة لا تؤدي الى تداعيات أوسع خصوصا في ظل التحشيد الأميركي في المنطقة ؟.
على الاغلب وكما اشير مرارا قد يأتي الرد عبر العراق، وعبر جماعات عراقية شيعية متشددة، تحت عنوان الانتقام لقيادات الحشد الشعبي، والعراق خيار اول، لكنه خيار مكشوف ومتوقع، او عبر جماعات سنية متشددة تخترقها ايران وهذا خيار ثان غير مكشوف وغير متوقع، بحيث توجه ضربة للمصالح الأميركية او التمثيل الأميركي او التواجد العسكري الاميركي في آسيا او بعيدا في افريقيا، من اجل ابعاد الشبهة عن الإيرانيين، وهذا يعني ان ايران ستلجأ الى رد مبتكر يجعل الشبهات منخفضة حولها، لكن الرد ذاته سيكون مؤلما جدا لواشنطن، مع كلفة اقل على الإيرانيين.
ايران من جهتها ما تزال قادرة على خلط الأوراق في العراق، عبر تجييش العراقيين من اجل طرد القوات الأميركية من العراق، واغلاق معسكرات هذه القوات، وهذا احتمال آخر.
هذه الضربة التي تلقاها الإيرانيون قد تؤدي في حالة ما الى فتح التفاوض السري بين الاميركيين والإيرانيين، وهذا هو تصور جماعة ما في التحليل، الا ان هذا الرأي يتعامى عن كلفة الضربة، فماذا ستقول طهران لمواطنيها وللحلفاء في العراق وسورية واليمن ولبنان، الا ان أصحاب هذا الرأي يردون بالقول ان الإيرانيين عمليين ويتبعون مصلحتهم أولا، وانهم لم ينتقموا من الولايات المتحدة بعد كل هذه العقود من المواجهة التي أدت الى تدمير كبير على المستوى السياسي والاقتصادي والبشري، وسقوط ضحايا في كل مكان، بما في ذلك ضحايا العقوبات الأميركية، فلماذا سيثأرون لجنرال، وقد مرروا كل ما سبق؟!.
واشنطن ذاتها تدرك ان ايران لن ترد باسمها مباشرة، بل عبر جماعات وكيلة، وهي تضع في حسابها ان الرد قد لا يكون بالضرورة معنونا باسم جماعة عسكرية شيعية، بل قد يأتي عبر جماعات سنية متشددة تم اختراقها او تمت صناعتها وهذا يفسر تعزيز واشنطن لحمايات مصالحها في دول عربية واجنبية ليس لإيران فيها أي امتداد عسكري او مذهبي او اجتماعي، لأن الرد قد يأتي موقعا باسم طرف غير متوقع، في مكان غير متوقع، هذا اذا كنا نتحدث خارج العراق، واستثني هنا، لبنان وغزة، لظرفهما الخاص.
كل هذا يعني ان الأيام المقبلة ستكون صعبة وحساسة، بعد مقتل رجل برتبة جنرال بما أدى الى استنفار العالم كله، والحديث عن شرارة الحرب العالمية الثالثة، ومقتل جنرال له تأثيره العسكري والأمني، اثبت انه يؤثر على أسعار النفط والذهب ووضع البورصات، لأن الكل قرأ الفعلة الأميركية بدلالتها العميقة، أي ان الضربة كانت موجهة ضد المشروع الإيراني في توقيت حساس جدا، تتزايد فيه الاثقال على طهران، التي بيدها أوراق كثيرة، على مستوى امن الإقليم والعالم، ولديها من حس المغامرة ما يجعل الكل يتوقع الكثير منها.
قد ينتظر العالم الرد الإيراني، من الشرق، فيأتي في الغرب، وقد ينتظرونه في آسيا، فيتنزل في افريقيا، وقد ينتظرونه من الشيعة، فتتولاه جماعات سنية، وهنا العقدة التي لا يفكها احد.
(الغد)