السياسة الخارجية تجاه إسرائيل
د. عبدالله صوالحة
القبة نيوز-تصريحات جلالة الملك في معهد واشنطن على هامش تسلمه جائزة رجل الدولة الباحث والتي قال فيها ان علاقتنا مع اسرائيل في أسوأ حالاتها تم تداولها على نطاق واسع في الصحف العالمية وتحديدا في الصحف الاسرائيلية، وركزت هذه الصحف على الربط بين تصريحات جلالة الملك وبين واقع العلاقة القائمة على التعاون الأمني والاقتصادي، كما تساءلت عن ماهية القضايا البسيطة التي لم يتم مناقشتها خلال العامين الأخيرين كما اوضح جلالته، أيضا يتساءل المحللون ان كان جلالة الملك يقصد علاقته مع اسرائيل كدولة أو العلاقة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
قلنا مرارا ان العلاقة الأردنية الإسرائيلية ترتكز الى قضايا أساسية لا يمكن تجاوزها سواء أكانت تلك القضايا مرتبطة بمنظومة التعاون في المجالات الأمنية والاقتصادية والعلمية او تلك المتعلقة بمنظومة الاختلاف وعدم التوافق مثل الحرم القدسي وقضية اللاجئين وملف القدس ومجمل عملية السلام.
من هنا تنشأ الحاجة الى إيجاد استراتيجية أردنية للتعامل مع اسرائيل تتبنى مقاربات جديدة وغير تقليدية لمواجهة البيئة الاستراتيجية المتغيرة التي تعمل فيها الدبلوماسية الاردنية، حيث تواجه السياسة الخارجية الاردنية ثلاث تحديات رئيسية فيما يتعلق بالموقف من القضية الفلسطينية وهي تحديات حساسة وخطيرة وتحتاج الى بناء نماذج مرنة قادرة على الحفاظ على المصالح الوطنية العليا وعلى النحو التالي:
التحدي الأول : التحالف الأمريكي الاسرائيلي وخاصة ذلك التحالف بين اليمين الأمريكي واليمين الاسرائيلي اللذان سيحكمان كلا البلدين على الأقل لخمس سنوات قادمة ،يقوم هذا التحالف على التخلي عن المقاربات التقليدية للصراع العربي الإسرائيلي ويتبنى اطر وحلول لم يعهدها الاردن سابقا في علاقته مع الولايات المتحدة خاصة في ملفات مثل القدس ،حل الدولتين ، اللاجئين والتي تتطابق فيها الرؤية الامريكية مع الرؤية الاسرائيلية وتشكل تحديا كبيرا لصانع القرار الاردني بسبب ارتباط مصالح المملكة مع الولايات المتحدة بشكل وثيق، لا يملك الأردن لغاية الآن رؤية واضحة لكيفية الفصل بين علاقته مع الولايات المتحدة وبين موقفها من القضية الفلسطينية .
التحدي الثاني : التقارب الخليجي الاسرائيلي وتراجع دور الأردن في نظر كلا من اسرائيل ودول الخليج العربي كبوابة عبور أو كوسيط ،حيث ترى القيادة السياسية في إسرائيل ان علاقتها مع الخليج تغنيها عن الاردن او من الممكن أن تكون بديلا لعلاقته غير النشطة مع الاردن ، اضافة الى ظهور تيار إسرائيلي يُؤْمِن أن العلاقة مع الاردن مضمونة وحيث أن التنسيق الامني يعمل بلا تشويش فلا داعي للاستعجال في مناقشة القضايا الاخرى ، والسؤال ما هي الأدوات التي يملكها الاردن للتأثير في العلاقة الخليجية الاسرائيلية ، هل يكتفي بالمراقبة لما يجري ، هل يمكن أن يضع العصي في الدواليب أم ينخرط في هذا التقارب ، وكيف يمكن أن يكون دور الاردن في هذا الملف بحيث لا يؤثر على علاقته مع الفلسطينيين ، كل تلك الأسئلة مطروحة على الدبلوماسية الاردنية وتحتاج الى اجابات.
التحدي الثالث :المقاطعة الفلسطينية للإدارة الأمريكية،من الواضح انه لا يتفق كلا من الأردن والسلطة الفلسطينية على كيفية التعامل مع الادارة الامريكية حيث ما زال يعتقد الاردن ان الولايات المتحدة هي الطرف الوحيد القادر على لعب دور حاسم في عملية السلام وهو ما عبر عنه جلالة الملك في معهد واشنطن ، بينما ترى القيادة الفلسطينية عكس ذلك وتصر على ان الادارة الامريكية لم تعد وسيطا مقبولا في عملية المفاوضات ، والتحدي الماثل أمامنا اليوم هو كيف يمكن للاردن ان يحافظ على التوازن بين تحقيق مصالحه من خلال الولايات المتحدة وبين التنسيق مع الفلسطينيين ودعمهم ، هل يمكن للدبلوماسية الأردنية ان تطور اقترابا جديدا بحيث تصبح العلاقات والمصالح الاردنية الامريكية بمعزل عن سياق النزاع الفلسطيني من جهة والاسرائيلي الامريكي من جهة اخرى .
تلك التحديات التي فرضتها التغيرات الجيوستراتيجيّة في المنطقة تلقي تبعاتها على المصالح الأردنية وحتى على المستقبل السياسي للأردن ، وبالتالي يصبح لزاما على الدبلوماسية الاردنية اعادة انتاج نفسها لمواجهة التهديدات والمخاطر التي يشكلها النسق الجديد للعلاقات الاقليمية في المنطقة والحفاظ على دور ومكانة الأردن في إقليم مزدحم بتقاطع المصالح .
قلنا مرارا ان العلاقة الأردنية الإسرائيلية ترتكز الى قضايا أساسية لا يمكن تجاوزها سواء أكانت تلك القضايا مرتبطة بمنظومة التعاون في المجالات الأمنية والاقتصادية والعلمية او تلك المتعلقة بمنظومة الاختلاف وعدم التوافق مثل الحرم القدسي وقضية اللاجئين وملف القدس ومجمل عملية السلام.
من هنا تنشأ الحاجة الى إيجاد استراتيجية أردنية للتعامل مع اسرائيل تتبنى مقاربات جديدة وغير تقليدية لمواجهة البيئة الاستراتيجية المتغيرة التي تعمل فيها الدبلوماسية الاردنية، حيث تواجه السياسة الخارجية الاردنية ثلاث تحديات رئيسية فيما يتعلق بالموقف من القضية الفلسطينية وهي تحديات حساسة وخطيرة وتحتاج الى بناء نماذج مرنة قادرة على الحفاظ على المصالح الوطنية العليا وعلى النحو التالي:
التحدي الأول : التحالف الأمريكي الاسرائيلي وخاصة ذلك التحالف بين اليمين الأمريكي واليمين الاسرائيلي اللذان سيحكمان كلا البلدين على الأقل لخمس سنوات قادمة ،يقوم هذا التحالف على التخلي عن المقاربات التقليدية للصراع العربي الإسرائيلي ويتبنى اطر وحلول لم يعهدها الاردن سابقا في علاقته مع الولايات المتحدة خاصة في ملفات مثل القدس ،حل الدولتين ، اللاجئين والتي تتطابق فيها الرؤية الامريكية مع الرؤية الاسرائيلية وتشكل تحديا كبيرا لصانع القرار الاردني بسبب ارتباط مصالح المملكة مع الولايات المتحدة بشكل وثيق، لا يملك الأردن لغاية الآن رؤية واضحة لكيفية الفصل بين علاقته مع الولايات المتحدة وبين موقفها من القضية الفلسطينية .
التحدي الثاني : التقارب الخليجي الاسرائيلي وتراجع دور الأردن في نظر كلا من اسرائيل ودول الخليج العربي كبوابة عبور أو كوسيط ،حيث ترى القيادة السياسية في إسرائيل ان علاقتها مع الخليج تغنيها عن الاردن او من الممكن أن تكون بديلا لعلاقته غير النشطة مع الاردن ، اضافة الى ظهور تيار إسرائيلي يُؤْمِن أن العلاقة مع الاردن مضمونة وحيث أن التنسيق الامني يعمل بلا تشويش فلا داعي للاستعجال في مناقشة القضايا الاخرى ، والسؤال ما هي الأدوات التي يملكها الاردن للتأثير في العلاقة الخليجية الاسرائيلية ، هل يكتفي بالمراقبة لما يجري ، هل يمكن أن يضع العصي في الدواليب أم ينخرط في هذا التقارب ، وكيف يمكن أن يكون دور الاردن في هذا الملف بحيث لا يؤثر على علاقته مع الفلسطينيين ، كل تلك الأسئلة مطروحة على الدبلوماسية الاردنية وتحتاج الى اجابات.
التحدي الثالث :المقاطعة الفلسطينية للإدارة الأمريكية،من الواضح انه لا يتفق كلا من الأردن والسلطة الفلسطينية على كيفية التعامل مع الادارة الامريكية حيث ما زال يعتقد الاردن ان الولايات المتحدة هي الطرف الوحيد القادر على لعب دور حاسم في عملية السلام وهو ما عبر عنه جلالة الملك في معهد واشنطن ، بينما ترى القيادة الفلسطينية عكس ذلك وتصر على ان الادارة الامريكية لم تعد وسيطا مقبولا في عملية المفاوضات ، والتحدي الماثل أمامنا اليوم هو كيف يمكن للاردن ان يحافظ على التوازن بين تحقيق مصالحه من خلال الولايات المتحدة وبين التنسيق مع الفلسطينيين ودعمهم ، هل يمكن للدبلوماسية الأردنية ان تطور اقترابا جديدا بحيث تصبح العلاقات والمصالح الاردنية الامريكية بمعزل عن سياق النزاع الفلسطيني من جهة والاسرائيلي الامريكي من جهة اخرى .
تلك التحديات التي فرضتها التغيرات الجيوستراتيجيّة في المنطقة تلقي تبعاتها على المصالح الأردنية وحتى على المستقبل السياسي للأردن ، وبالتالي يصبح لزاما على الدبلوماسية الاردنية اعادة انتاج نفسها لمواجهة التهديدات والمخاطر التي يشكلها النسق الجديد للعلاقات الاقليمية في المنطقة والحفاظ على دور ومكانة الأردن في إقليم مزدحم بتقاطع المصالح .