لبنان بعد العراق .. لماذا الآن؟!
ماهر ابو طير
القبة نيوز-ربما هناك ثورة غضب في لبنان بسبب الوضع الاقتصادي، وتوجه حكومة الحريري فرض ضرائب على الاتصالات، إلا أن ملف لبنان تحديدا أعقد بكثير من قصة ضريبة مستجدة.
لبنان لن يهدأ ابداً، وسياسة جدولة الأزمات فيه، لن تنجح حتى النهاية، اذ إن مهددات الاستقرار اللبناني، متعددة وهي قائمة وستبقى كذلك حتى لو شهد لبنان فترات هدوء تخفي خلفها الكثير، من الأزمات تحت الرماد في هذا البلد العربي.
ديون لبنان التي تتجاوز الخمسة وثمانين مليار دولار، وسط فساد لا يتوقف، تورطت به حكومات وجهات نافذة، أمر ليس سهلا، فالبلد على حافة الانهيار، أساسا، هذا فوق تردي البنى التحتية والخدمات، وتوقف السياح عن التدفق الى لبنان، مقارنة بفترات سابقة، وتفشي الطائفية والمذهبية، بما يعنيه من استحقاقات سياسية واجتماعية، جعلت لبنان قائما على تركيبة صعبة للغاية، آيلة للانهيار في أية لحظة، إذا تقرر ذلك.
كل هذا يرتبط أيضا، بملف لبنان الإقليمي، وعلاقته بإيران حصرا، ورغبة الإسرائيليين بحرق البلد داخليا، من اجل منع تصدير المعركة خارجيا، وللأسف الشديد وهذه حقيقة يقولها اللبنانيون ذاتهم، ان لبنان مليء بالشبكات الأمنية لصالح الإسرائيليين، هذا فوق الشبكات الأمنية التابعة لدول أخرى، وصلة السياسيين ورجال الاعمال، وبعض الطبقات الإعلامية والنيابية بعواصم عربية ودولية، بما يجعل لبنان ساحة لتصفية الحسابات، وعكس أي أزمة إقليمية عليه، ليس صعبا، اذا توفر القرار، فالأدوات متوفرة، والعناوين كثيرة.
أزمات لبنان الداخلية تتقاطع مع ملفات أخرى، ابرزها وجود مليوني لاجئ فلسطيني وسوري، يتم تصنيفهم باعتبارهم ضيوفا غير مرغوب بهم، وحسابهم على اللبنانيين السنة، من الناحية الديموغرافية، بما يهدد التركيبة الشيعية والمسيحية وبقية المكونات، برغم كونهم غير لبنانيين أساسا، ولا يجوز ان يتدخلوا في شؤون لبنان الداخلية، إلا أنهم برغم ذلك، يعدون حجرا ثقيلا على صدر اللبنانيين من اتجاهات محددة، يرون فيهم خطرا على كل التركيبة الديموغرافية اللبنانية، ويعتبرونهم حلفاء عند الحاجة لجهات لبنانية.
ثورة الغضب في لبنان، التي انفجرت بغتة، جاءت بعد أيام من حرائق لبنان، وقبيل اصدار الحكومة لقرارات ضريبية جديدة، إلا أن علينا أن نتأكد تماما اذا ما كانت كل القصة ترتبط بالضرائب فقط، أم أن هناك قرارا في المنطقة، من جانب أي طرف، من اجل تفجير لبنان من الداخل، خصوصا، مع توفر الوكلاء الذين لديهم القدرة على تحريك الجمهور تحت عناوين مختلفة، وهذا ليس طعنا في دوافع ثورة الغضب، لكنه استبصار لمشهد قد يمتد خلال الفترة المقبلة، وقد يأخذنا الى سيناريوهات مختلفة ؟.
اللافت للانتباه هنا ان ثورة الغضب في لبنان، سبقتها قبل أيام ثورة غضب في العراق، والبلدان محسوبان على المعسكر الإيراني، وكأن هناك تلك اليد الخفية التي لها شبكاتها، والقادرة على خلخلة دول محسوبة على الإيرانيين، تحت عناوين مطلبية واقتصادية، وهذا يعني ان الافتراض بكون التحريك في العراق ولبنان، خلفه أب واحد، افتراض منطقي، حتى يثبت العكس، وهذا يقول ان الحرب على ايران، بدأت تأخذ شكلا آخر، نحو الساحات والدول العربية التي تستوطن فيها ايران سياسيا واقتصاديا وعسكريا.
النظرية السابقة بحاجة الى اختبار، ، وقد تثبت صحتها،أو انها ليست صحيحة، وعلينا تتبع الخط البياني للأزمات في لبنان، او حتى العراق، غير ان المهم هنا، العنصر المشترك أيضا بين البلدين، أي غياب الحياة، والغرق في الديون، وتفشي المظالم والفساد، وحرمان الناس من حقهم بحياة كريمة، وسيطرة المحاصصة والمذهبية والطائفية، فوق ما ينخره السياسيون التابعون لجهات وأجهزة امنية خارج بلادهم، في جسد البلدين، وكل العوامل السابقة، تجعل تحريك أي بلد، أمرا سهلا جدا، عبر السيطرة على المجاميع البشرية، بواسطة الوكلاءـ وتحت عناوين مختلفة، تستند أساسا الى المظالم التي يعيشها الناس.
علينا أن نفتح أعيننا جيدا على كل بلد لإيران فيه نفوذ، او تحسبه ايران على محورها، من اجل تفكيك أي مشهد مستجد، واذا ما كان محليا حقا، أم أن مظهره جاء محليا، فيما محركاته إقليمية ودولية، يدفع العرب كلفتها في كل الأحوال، دون أن ننكر هنا، أن لا مساس من حيث المبدأ بحق الشعوب بالغضب، وتعبيرهم عن حقوقهم ؟.
االغد
لبنان لن يهدأ ابداً، وسياسة جدولة الأزمات فيه، لن تنجح حتى النهاية، اذ إن مهددات الاستقرار اللبناني، متعددة وهي قائمة وستبقى كذلك حتى لو شهد لبنان فترات هدوء تخفي خلفها الكثير، من الأزمات تحت الرماد في هذا البلد العربي.
ديون لبنان التي تتجاوز الخمسة وثمانين مليار دولار، وسط فساد لا يتوقف، تورطت به حكومات وجهات نافذة، أمر ليس سهلا، فالبلد على حافة الانهيار، أساسا، هذا فوق تردي البنى التحتية والخدمات، وتوقف السياح عن التدفق الى لبنان، مقارنة بفترات سابقة، وتفشي الطائفية والمذهبية، بما يعنيه من استحقاقات سياسية واجتماعية، جعلت لبنان قائما على تركيبة صعبة للغاية، آيلة للانهيار في أية لحظة، إذا تقرر ذلك.
كل هذا يرتبط أيضا، بملف لبنان الإقليمي، وعلاقته بإيران حصرا، ورغبة الإسرائيليين بحرق البلد داخليا، من اجل منع تصدير المعركة خارجيا، وللأسف الشديد وهذه حقيقة يقولها اللبنانيون ذاتهم، ان لبنان مليء بالشبكات الأمنية لصالح الإسرائيليين، هذا فوق الشبكات الأمنية التابعة لدول أخرى، وصلة السياسيين ورجال الاعمال، وبعض الطبقات الإعلامية والنيابية بعواصم عربية ودولية، بما يجعل لبنان ساحة لتصفية الحسابات، وعكس أي أزمة إقليمية عليه، ليس صعبا، اذا توفر القرار، فالأدوات متوفرة، والعناوين كثيرة.
أزمات لبنان الداخلية تتقاطع مع ملفات أخرى، ابرزها وجود مليوني لاجئ فلسطيني وسوري، يتم تصنيفهم باعتبارهم ضيوفا غير مرغوب بهم، وحسابهم على اللبنانيين السنة، من الناحية الديموغرافية، بما يهدد التركيبة الشيعية والمسيحية وبقية المكونات، برغم كونهم غير لبنانيين أساسا، ولا يجوز ان يتدخلوا في شؤون لبنان الداخلية، إلا أنهم برغم ذلك، يعدون حجرا ثقيلا على صدر اللبنانيين من اتجاهات محددة، يرون فيهم خطرا على كل التركيبة الديموغرافية اللبنانية، ويعتبرونهم حلفاء عند الحاجة لجهات لبنانية.
ثورة الغضب في لبنان، التي انفجرت بغتة، جاءت بعد أيام من حرائق لبنان، وقبيل اصدار الحكومة لقرارات ضريبية جديدة، إلا أن علينا أن نتأكد تماما اذا ما كانت كل القصة ترتبط بالضرائب فقط، أم أن هناك قرارا في المنطقة، من جانب أي طرف، من اجل تفجير لبنان من الداخل، خصوصا، مع توفر الوكلاء الذين لديهم القدرة على تحريك الجمهور تحت عناوين مختلفة، وهذا ليس طعنا في دوافع ثورة الغضب، لكنه استبصار لمشهد قد يمتد خلال الفترة المقبلة، وقد يأخذنا الى سيناريوهات مختلفة ؟.
اللافت للانتباه هنا ان ثورة الغضب في لبنان، سبقتها قبل أيام ثورة غضب في العراق، والبلدان محسوبان على المعسكر الإيراني، وكأن هناك تلك اليد الخفية التي لها شبكاتها، والقادرة على خلخلة دول محسوبة على الإيرانيين، تحت عناوين مطلبية واقتصادية، وهذا يعني ان الافتراض بكون التحريك في العراق ولبنان، خلفه أب واحد، افتراض منطقي، حتى يثبت العكس، وهذا يقول ان الحرب على ايران، بدأت تأخذ شكلا آخر، نحو الساحات والدول العربية التي تستوطن فيها ايران سياسيا واقتصاديا وعسكريا.
النظرية السابقة بحاجة الى اختبار، ، وقد تثبت صحتها،أو انها ليست صحيحة، وعلينا تتبع الخط البياني للأزمات في لبنان، او حتى العراق، غير ان المهم هنا، العنصر المشترك أيضا بين البلدين، أي غياب الحياة، والغرق في الديون، وتفشي المظالم والفساد، وحرمان الناس من حقهم بحياة كريمة، وسيطرة المحاصصة والمذهبية والطائفية، فوق ما ينخره السياسيون التابعون لجهات وأجهزة امنية خارج بلادهم، في جسد البلدين، وكل العوامل السابقة، تجعل تحريك أي بلد، أمرا سهلا جدا، عبر السيطرة على المجاميع البشرية، بواسطة الوكلاءـ وتحت عناوين مختلفة، تستند أساسا الى المظالم التي يعيشها الناس.
علينا أن نفتح أعيننا جيدا على كل بلد لإيران فيه نفوذ، او تحسبه ايران على محورها، من اجل تفكيك أي مشهد مستجد، واذا ما كان محليا حقا، أم أن مظهره جاء محليا، فيما محركاته إقليمية ودولية، يدفع العرب كلفتها في كل الأحوال، دون أن ننكر هنا، أن لا مساس من حيث المبدأ بحق الشعوب بالغضب، وتعبيرهم عن حقوقهم ؟.
االغد