facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

بلدة ارميمين رهينة سجنها فمن يفك رهنها؟

بلدة ارميمين رهينة سجنها فمن يفك رهنها؟
بقلم الكاتب : راتب عبابنة من مقومات السياحة وجود أماكن سياحية بالمقام الأول ويرفدها الإهتمام والرعاية من قبل وزارة السياحة لجذب السياح والإستثمار كمصدر رافد للخزينة. الأردن غني بمواقعه السياحية التراثية والطبيعية. ومن واجبات وأولويات وزارة السياحة الترويج الإعلامي وتوفير البنية التحتية الملائمة التي تخدم المواقع السياحية والسائحين وتغريهم للعودة مرات ومرات.ومن الأمثلة الناصعة التي تشهد على إهمال وتقصير وزارة السياحة واكتفائها بالشعارات والتباهي، بلدة ارميمين في السلط. وهي قرية حباها الله من جمال الطبيعة الكثير. وهي منطقة متنوعة التضاريس بها الجبال والسهول والبساتين وخاصة الرمان ومحاطة بالبساتين. وتكثر بها الينابيع وأشهرها ينبوع الراهب وينبوع الصايغ. وهناك شلالات ارميمين الخلابة.وتسميتها بهذا الإسم يعود للعصر الآرامي وهي ضاربة في التاريخ وتحوي كنيستين منذ العام 1800. وكانت محط السائحين والزوار من داخل الأردن وخارجه. وأقام أحد أبناء البلدة متنزها جميلا يخدم الزوار بالإضافة لأهل البلدة.تتميز ارميمين بالإضافة لكونها منتجعا سياحيا مكتمل العناصر والمقومات، بوداعتها وهدوئها وطيبة سكانها كطيبة باقي الأردنيين. يعيش أهلها بتناغم وانسجام وتفاهم معتمدين على الله ثم على ما تدره عليهم بلدتهم من السياحة والمنتوجات الزراعية التي ترويها الينابيع ومصب الشلالات ويرتوي أهلها وزوارها من مائها العذب. استمر الحال كذلك حتى تم بناء سجن للأغنياء ومن يستطيعوا دفع تكلفة الحبس بسجن خمسة نجوم بعد ثبوت السرقة. وبناؤه في ارميمين من الأخطاء القاتلة والتي نغصت حياة أهل البلدة وأضعفت اهتمامهم بالزراعة والإنتاج الزراعي الرافد للسوق الأردني. وقد بني بجوار المتنزه الذي كان مشروعا استثماريا لأحد أبناء البلدة المغتربين. وبسبب قرب السجن من المتنزه، أخذ الزوار والسواح يحجمون عن ارتياده شيئا فشيئا إلى أن تم إغلاقه لعدم جدواه. تأثرت الزراعة والمحاصيل التي اعتادت أن تسقى من الينابيع العذبة والمياه أصبحت غير صحية بسبب ما يتسرب من مياه عادمة وصرف صحي من مجاري السجن لهذه الينابيع. السجن أقيم على تلة تطل على السهول والبساتين التي تنتج الكثير مما يحتاجه السوق الأردني ويقلل من أعباء الإستيراد بالعملة الصعبة. وكونه على منطقة مرتفعة يسهل عملية تسريب مياهه العادمة للسهول الزراعية. للأسف الدولة تقلق لراحة الفاسدين وتعمل على ترفيههم حتى لو شاءت الظروف وزجوا بالسجن رغم أنهم يدفعوا مقابل الخدمة خمسة نجوم والبيئة المريحة من أموال الشعب التي يحبسون بسببها. سجن سلحوب السياحي تم إغلاقه بعد مغادرة خالد شاهين. فكم خالد شاهين حبس وسيحبس ونحن نرى السكوت والتغطية والتبرئة لكل من ثبت فساده؟؟ومن نتائج وجود هذا السجن المؤذي أن خف الإهتمام بالزراعة وبدوره أدى لانخفاض الإنتاج الزراعي الذي هو عماد الحياة لأهل البلدة. كما أن الزخم السياحي للبلدة تدنى بشكل ملحوظ بسبب عدم الإرتياح لوجود السجن الذي نغص حياة أهل البلدة في المقام الأول. كل ذلك دفع بأبناء ارميمين للهجرة للخارج للبحث عن حياة أفضل ومكان تحترم به إنسانيتهم وخصوصيتهم وملكيتهم. وقد طرق أهل ارميمين كل الأبواب لإيجاد مخرج من هذا المنغص بإزالته أو إغلاقه أو تحويله لمركز يعنى بالزراعة والبحث الزراعي ويعقد دورات توعوية وإرشادية للمزارعين والمهتمين أو لمركز ثقافي أو رياضي أو طبي أو مكتبة عامة يرتادها القراء والباحثون.لقد انعكس وجود السجن جحيما على أبناء ارميمين وأثر سلبيا على معيشتهم وأرزاقهم مما دفع بنسبة عالية منهم بحضن البطالة التي من واجبات الدولة محاربتها لا زيادتها. وما زال هؤلاء بغربتهم حيث قلوبهم وعقولهم ما زالت تربض بسهول وجبال وينابيع وشلالات بلدتهم ارميمين التي ولدوا وتربوا وترعرعوا بها ينتظرون أن تعود بلدتهم لسابق عهدها ليعودوا هم أيضا لإعمار بلدتهم والإستثمار بها وليساهموا برفعة الأردن سياحيا واقتصاديا وتشغيليا. وهنا نحمل المسؤولية لوزارتي السياحة والداخلية لإيجاد آلية مشتركة للعمل على إيجاد حل لهذا السجن الذي شرد أبناء البلدة ولوث المياه والمزروعات وبالتالي ضرب أبنائها بمصدر رزقهم. سؤال يدور بالأذهان، ما حاجتنا لسجون خمسة نجوم؟؟ وإن رأت الدولة ضرورة حسب معاييرها، فليكن بعيدا عن الأماكن المأهولة والأماكن الجاذبة للسياحة.وفي هذا المقام نذكّر بأننا أحوج ما نكون لتشجيع السياحة والزراعة وهما هبة من الخالق ويحتاجان لبعض الإهتمام وتوفير البنية التحتية لهما، ونحن محاطون بإقليم مضطرب يأكل بعضه بعضا مما رفع نسبة الإقبال السياحي باتجاه الأردن بالإضافة للأمن والإستقرار العام. فوزارة السياحة مدعوة للتنبه للأماكن السياحية ودعمها وإزالة العوائق التي تعيق النمو السياحي.أبناء ارميمين جزء من الهجرة المسيحية لدول الغرب والتي ترصد لدى المنظمات المتخصصة بحقوق الأديان نقاطا سلبية على الأردن كبلد طارد للمسيحيين رغم التعايش السلمي والأخوي والبعد عن النعرات الدينية والحمد لله. لذلك على الدولة القضاء على كل ما يتغص عيش المواطن وتثبته بوطنه بإزالة المنغصات وأسباب الهجرة والعمل على الإستثمار بأبناء الأردن من الدينين. وأعتذر للتطرق للدين، لكن للضرورة والإشارة لكون نسبة الهجرة لدى الإخوان المسيحيين أعلى منها عند المسلمين. فلا ندع مجالا للمتصيدين لاصطياد الفرص للتشهير بالأردن وتشويه سمعته. والآن ارميمين الجميلة التي طالما تباهت بين أترابها بما حباها الله من طبيعة ساحرة ومياه عذبة وبساتين غناء، رهينة سجنها وتنتظر من يفك هذا الرهن لتعود لألقها وتستعيد ما فقدته من رونق وليعود لها أبناؤها حيث تركوا قلوبهم تنبض مع خرير شلالاتها وعيونهم ترتسم أمامها السهول والخضرة ولا ترويهم ماء غير ماء ارميمين التي غادروها وقلوبهم تعتصر ألما. فهبوا يا من بيدكم أن تفكوا رهنها قبل أن تلحق بها مناطق جميلة أخرى. حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد. ababneh1958@yahoo.com
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير