خوف مبرر من حروب الوكالة في العراق
سهاد طالباني
القبة نيوز- مرة أخرى ترتفع معدلات القلق لدى العراقيين من ان تتحول بلادهم الى ساحة للحرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة وإيران وحلفائها من جهة أخرى، وخاصة في ظل تصاعد التوتر في العلاقات الأمريكية الإيرانية خلال الشهور الأخيرة. ولدى العراقيين مبررات كافية للشعور بالقلق، فعلى الرغم من التصريحات الرسمية العراقية التي تؤكد بأن العراق لن يكون طرفا في أي نزاع وأن بغداد مستعدة للعب دور في تخفيف حدة التوتر الا ان هذه التصريحات ليست كافية للحد من المخاوف الشعبية.
خلال الأيام الماضية اتهم نواب عراقيون ينتمون الى تيارات سياسية قريبة من إيران إسرائيل بأنها قامت بقصف مستودعات للأسلحة تابعة للحشد الشعبي، وتداول الشارع العراقي عددا من اخبارا تتحدث عن ان هذه المستودعات هي مستودعات أسلحة إيرانية في الواقع، حيث صرح نائب رئيس الوزراء العراقي السابق بهاء الاعرجي إن الأسلحة التي تم احراقها في معسكر صقر هي عبارة عن أمانة لدى العراق من دولة جارة وقد تم استهدافها من قبل دولة استعمارية بناء على ما وصفها بوشاية عراقية خائنة. واكد الأعرجي في تغريدة على تويتر أن النيران الناجمة عن حريق مخازن العتاد في معسكر الصقر ُتظهر أن طبيعة الأسلحة التي اُحرقت غير عادية ولا تَستعملها القوات العراقية ولا حتى الحشد الشعبي.
في بلد كالعراق يحاول الوصول منذ أعوام الى حالة استقرار أمنى وسياسي فأن انطلاق شرارة حرب بالوكالة أمر خطير جدا، فخارطة القوى السياسية في العراق معقدة جدا ليس فقط في علاقاتها ببعضها البعض بل وفي علاقاتها بالقوى الدولية والإقليمية، ومكمن الخطورة هو وجود اجنحة عسكرية وشبه عسكرية ضمن هذه المعادلة، مما يعني ان أي حرب بالوكالة بين المعسكرين الأمريكي والإيراني ستتحول الى حرب داخلية طاحنة.
حالة الاستقطاب الدولي والإقليمي في العراق معقدة جدا، كما انها ليست ثابتة، بمعنى ان المعادلات قابلة للتغير دائما، وعلى سبيل المثال لا يمكننا ان نقول ان كافة القوى ذات الخلفية الدينية الشيعية هي قوى حليفة لإيران، كما لا يمكننا ان نقول ان القوى الأخرى العربية السنية والكردية هي بالضرورة حليفة للمعسكر الأمريكي، وهو ما يجعل دراسة عوامل أي نزاع محتمل غاية في التعقيد، فنحن لا نتعامل هنا مع معادلات خطية بسيطة، بل نتعامل مع مصفوفات مركبة دائمة الحركة.
ما يخشى منه الكثيرون هي اللحظة التي يمكن ان تتحول فيها الأمور الى مواجهات مباشرة على الأرض بين القوى العراقية، هذه اللحظة التي لو حدثت (لا قدر الله) فإنها قد تكون بداية لصراع مخيف، ليس بالضرورة بين المكونات الدينية والعرقية المختلفة، وانما قد نرى اننا امام صراع داخل المكون الواحد.
حتى هذه اللحظة فان قيادات القوى السياسية والعسكرية العراقية تحاول قدر الإمكان ان تتجنب هذا السيناريو المرعب، ويحاول القادة السياسيون ان يغلبوا لغة العقل والمصلحة الوطنية على لغة الاستقطاب والاصطفاف الإقليمي والدولي، ولكن الخشية كل الخشية ان يفلت زمام الأمور في لحظة ما نتيجة الضغوط والتدخلات الإقليمية والدولية، وان يتم الزج في البلاد في اقتتال داخلي لا يبقي ولا يذر.
دفع الشعب العراقي بكل مكوناته اثمانا باهظة سواء اثناء حكم النظام السابق او بعد الإطاحة به، هذه الاثمان دفعها العراقيون من دمائهم وارواحهم وابنائهم واستقرارهم، وبالتأكيد لا يريد أي عراقي ان يدفع المزيد من هذه الاثمان، وذلك لن يكون الا اذا أصرت القوى السياسية العراقية على رفض التدخلات الأجنبية في شؤون العراق، وغلبت لغة العقل والمنطق والمصلحة الوطنية، وأنهت حالة الاستقطاب، وأعلنت بصوت واحد رفضها ان يكون العراق ساحة لتصفية الحساب بين الدول الأخرى.
خلال الأيام الماضية اتهم نواب عراقيون ينتمون الى تيارات سياسية قريبة من إيران إسرائيل بأنها قامت بقصف مستودعات للأسلحة تابعة للحشد الشعبي، وتداول الشارع العراقي عددا من اخبارا تتحدث عن ان هذه المستودعات هي مستودعات أسلحة إيرانية في الواقع، حيث صرح نائب رئيس الوزراء العراقي السابق بهاء الاعرجي إن الأسلحة التي تم احراقها في معسكر صقر هي عبارة عن أمانة لدى العراق من دولة جارة وقد تم استهدافها من قبل دولة استعمارية بناء على ما وصفها بوشاية عراقية خائنة. واكد الأعرجي في تغريدة على تويتر أن النيران الناجمة عن حريق مخازن العتاد في معسكر الصقر ُتظهر أن طبيعة الأسلحة التي اُحرقت غير عادية ولا تَستعملها القوات العراقية ولا حتى الحشد الشعبي.
في بلد كالعراق يحاول الوصول منذ أعوام الى حالة استقرار أمنى وسياسي فأن انطلاق شرارة حرب بالوكالة أمر خطير جدا، فخارطة القوى السياسية في العراق معقدة جدا ليس فقط في علاقاتها ببعضها البعض بل وفي علاقاتها بالقوى الدولية والإقليمية، ومكمن الخطورة هو وجود اجنحة عسكرية وشبه عسكرية ضمن هذه المعادلة، مما يعني ان أي حرب بالوكالة بين المعسكرين الأمريكي والإيراني ستتحول الى حرب داخلية طاحنة.
حالة الاستقطاب الدولي والإقليمي في العراق معقدة جدا، كما انها ليست ثابتة، بمعنى ان المعادلات قابلة للتغير دائما، وعلى سبيل المثال لا يمكننا ان نقول ان كافة القوى ذات الخلفية الدينية الشيعية هي قوى حليفة لإيران، كما لا يمكننا ان نقول ان القوى الأخرى العربية السنية والكردية هي بالضرورة حليفة للمعسكر الأمريكي، وهو ما يجعل دراسة عوامل أي نزاع محتمل غاية في التعقيد، فنحن لا نتعامل هنا مع معادلات خطية بسيطة، بل نتعامل مع مصفوفات مركبة دائمة الحركة.
ما يخشى منه الكثيرون هي اللحظة التي يمكن ان تتحول فيها الأمور الى مواجهات مباشرة على الأرض بين القوى العراقية، هذه اللحظة التي لو حدثت (لا قدر الله) فإنها قد تكون بداية لصراع مخيف، ليس بالضرورة بين المكونات الدينية والعرقية المختلفة، وانما قد نرى اننا امام صراع داخل المكون الواحد.
حتى هذه اللحظة فان قيادات القوى السياسية والعسكرية العراقية تحاول قدر الإمكان ان تتجنب هذا السيناريو المرعب، ويحاول القادة السياسيون ان يغلبوا لغة العقل والمصلحة الوطنية على لغة الاستقطاب والاصطفاف الإقليمي والدولي، ولكن الخشية كل الخشية ان يفلت زمام الأمور في لحظة ما نتيجة الضغوط والتدخلات الإقليمية والدولية، وان يتم الزج في البلاد في اقتتال داخلي لا يبقي ولا يذر.
دفع الشعب العراقي بكل مكوناته اثمانا باهظة سواء اثناء حكم النظام السابق او بعد الإطاحة به، هذه الاثمان دفعها العراقيون من دمائهم وارواحهم وابنائهم واستقرارهم، وبالتأكيد لا يريد أي عراقي ان يدفع المزيد من هذه الاثمان، وذلك لن يكون الا اذا أصرت القوى السياسية العراقية على رفض التدخلات الأجنبية في شؤون العراق، وغلبت لغة العقل والمنطق والمصلحة الوطنية، وأنهت حالة الاستقطاب، وأعلنت بصوت واحد رفضها ان يكون العراق ساحة لتصفية الحساب بين الدول الأخرى.