facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

عندما نتحدث في الاقتصاد

عندما نتحدث في الاقتصاد

محمد عاكف الزعبي

القبة نيوز-التشاؤم في الاقتصاد محقق لذاته. لذلك نجد اغلب الاقتصاديين حول العالم يحذرون من تحول في المزاج العام باتجاه التشاؤم، خشية ان يكون هذا التحول هو الشرارة التي قد تشعل فتيل ركود اقتصادي، في وقت تتزايد فيه المخاوف من انزلاق الاقتصاد العالمي نحو الركود.


وهو، اي المزاج العام، من الاهمية بحيث يجتهد الاقتصاديون بايجاد مؤشرات لقياسه، حتى لجأوا الى تتبع عدد المرات التي يتم خلالها البحث على محرك البحث غوغل عن كلمات مثل "ركود" او "تباطؤ" او "ازمة مالية".

في الاردن الاجواء مشبعة تماما بالتشاؤم. الخبر السيء يتم تداوله مرات ومرات من دون التاكد من صدقيته. يكفي ان يكون سيئا لكي يكتسب صفة الصدقية. اي ان التشاؤم وصل الى مرحلة متقدمة بحيث امست السلبية معيارا لموثوقية الخبر.

حتى الاخبار الايجابية تحور لتفسر بشكل سلبي. هذا تماما ما حصل عندما صرحت وزارة المالية مطلع هذا العام بان الرواتب سوف تكون في موعدها. الهدف من الاعلان كان طمأنة الناس، لكن ما وصل كان ان الحكومة تواجه مشاكل في تأمين رواتب موظفيها.

في مثل هذه الاجواء، ينبغي على المسؤولين والرسميين والمؤثرين ان يتحلوا بقدر كبير من المسؤولية عند حديثهم في القضايا الاقتصادية.

ليس المطلوب تزييف الواقع او التغاضي عن المشاكل ولكن من الضرورة ان يتم تناولها بشكل موضوعي ومن دون تحيز والتركيز على المنجزات والايجابيات او على الاقل عدم تأجيج المخاوف وتضخيمها. حتى اختيار الكلمات يجب ان يتم بعناية فائقة.

فما هو مبرر القول ان الاقتصاد "خرج من الانعاش الى العناية المركزة"؟ لماذا هذا التفنن في رسم صورة سلبية حول مستقبل الاقتصاد، خصوصا عندما يصدر الكلام عن رئيس وزراء سابق؟ ولماذا يخرج علينا نائب سابق لرئيس الوزراء ليقول لنا بان الشركة التي عاد ليرأسها بعد اسابيع قليلة من مغادرة الحكومة قامت بتحويل ضرائبها مقدما للحكومة لكي يتسنى لها دفع رواتب موظفيها؟

وما هو غرض ذلك المؤثر الذي لا يتوقف عن جمع الارقام والمعلومات ليظهر الاقتصاد باسوء صورة؟ الا يعلم وهو الذي يقدم نفسه بصفته خبيرا اقتصاديا ان النبوؤة الاقتصادية محققة لذاتها؟

وقع الكلمات على الاقتصاد كبير. زلة لسان وزير مالية لبنان كلفت اقتصاد بلاده اكثر من 2 مليار دولار من احتياطياته الاجنبية. على من يتحدث في الاقتصاد ان يفهم هذا الامر جيدا وعلى المسؤولين والمؤثرين ان يتحلوا بدرجة من المسؤولية في هذا الظرف. كلمة واحدة في غير مكانها قد تكلفنا الكثير

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )