عمر عبنده يكتب: التغيير، ناموس الحياة
التغيير سنة الحياة ، والانتقال من حال الى حال ، ناموس الكون ، والدولة أي دولة يتجدد عطاؤها ويتعاظم تأثيرها بالتغيير الذي لا يكون ناجعًا الإ اذا جاء في الوقت المناسب وبالقرار الصائب المشفوع بالروية وبالرؤية الناضجة التي تهدف في كل الأحوال الى تحقيق الصالح العام بعيدًا عن الأفاق الضيّقة.
والتغيير انتفاضة تقتلع جذور التراخي وتئد اصحاب النفوس الرخيصة في لحود الهوان ، وتحد من التمادي في استغلال السلطة الساعية الى تحقيق مآرب شخصية ضيقة او جهوية مقيتة او طائفية قميئة.
فكثير من اصحاب السُلطة ومواقع المسؤولية يمعنون بالضلال والقفز في الظلام عبر حواجز التجاوزات بنفوس شرهة لا تكتفي ولا يرتوي ظماؤها الى أن تقع في فخ الفضيحة التي لابد عندها من إعمال مشرط الإقصاء الذي يجتثهم مهما علت بهم ارجل " كراسي السلطة " لانهم بالأصل اصنام هشة تتحطم بجرة قلم.
ذات يوم قلتُ وأقولها عن قناعة مطلقة أن الأرادنة من شتى منابتهم إذا أرادوا شيئاً فعلوه دون أن يلتفتوا إلى عواقبه وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بكرامتهم وأمنهم واستقرار وطنهم ، فتراهم كالبنيان المرصوص عند الأزمات والمواجهات المصيرية يدٌ واحدة وموقف موحّد لأنهم جبلوا عبر تاريخهم على مواجهة التحديات وتحمّل المسؤوليات دون كلل أو ملل.
إن الأخطار التي تحيق بنا من كل صوب والتي يتوعد صانعوها مستقبل وطننا تحتم علينا إعمال وتفعيل مكنة التغيير ، وتدعونا إلى المزيد من التماسك والتعاضد والالتفاف حول قيادتنا الفذّة ممثلة بجلالة سيدنا الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ، وتحتم علينا تهيئة أنفسنا لأي مواجهة محتملة قد تُفرض علينا أو لمجابهة ظروفٍ لم تكن في حساباتنا ، سيحاول الكائدون فرضها علينا أو ايقاعنا في براثنها.
إن كرامةَ الإنسانِ وقيمتَه وشرفَه مرهونة ٌ بكرامة وطنه وباستقلال إرادته وبحكمة قيادته وصلابة مواقفها وصواب قراراتها ، وقد حبانا الله سبحانه وتعالى بقيادة ٍ لم تفرّط منذ عهد الإمارة وحتى أيامنا هذه بحق من حقوقِ الأمة .
بلدنا بخير بإذن الله فنحن شعبٌ واحدٌ متماسكٌ مترابط يبذل نفسه فداءً للوطن.. ولن تُفرقه التحديات مهما تعاظم شأنُها ، فقد قلبت مواقفه وصموده على الدوام موازين القوى في المنطقة وحسابات الكائدين.